24 أبريل 2025

ماذا ابتكر الفائزون بجائزة التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي؟

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

 شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، مراسم اختتام الدورة الثانية من «التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي». وفي لحظة تتويج للإبداع والابتكار، تم الإعلان عن أسماء النخبة المتميّزة التي حصدت جوائز «التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي»، ونال كل فائز تقديراً لإسهاماته وجهوده الخلّاقة، في ختام فعاليات اليوم الثالث من «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي». وتم خلال الحفل تكريم الفائزين الذين تميّزوا في هذا التحدي، حيث حصلوا على جوائز قيّمة بلغت مليون درهم.

مجلة كل الأسرة

تألقت في صدارة هذه القائمة أسماء لامعة من مختلف أنحاء العالم، تجسد في تنوّعها ثراء المواهب، وقدرتها على تسخير الذكاء الاصطناعي في مجالات شتى. وشملت قائمة الفائزين يحيى قدورة من فلسطين في فئة الصور الفنية، وهو مصمم معماري ومدير مشارك في شركة أتكينز، وإبراهيم حجو من سوريا في فئة الفيديوهات القصيرة، وهو صانع أفلام، وعبد الرحمن المرزوقي من دولة الإمارات في فئة البرمجة، وهو طالب ماجستير علوم التعلم الآلي في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وإبراهيم حلمي من كندا في فئة الألعاب الإلكترونية، وهو مهندس في الحلول السحابية والبيانات والذكاء الاصطناعي.

مجلة كل الأسرة

 استقطبت الدورة الثانية من «التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي» أكثر من 3800 طلب مشاركة، من 125 دولة، ما يعكس الاهتمام العالمي المتزايد بمجال كتابة الأوامر البرمجية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وأظهر المشاركون خلال يومَي التحدي مهارات نوعية في توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل مبتكر، لإنجاز المهام المتعددة، وإنجاز مشاريع متميّزة في البرمجة، وإنتاج الصور الفنية، وإخراج مقاطع الفيديو القصيرة، وتصميم الألعاب الإلكترونية.

مجلة كل الأسرة

عبدالرحمن المرزوقي يهدي فوزه إلى دولة الإمارات

في سياق مشاركته المتميّزة في «التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي»، يروي لنا عبد الرحمن المرزوقي، الطالب الموهوب في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والمتخصص في هذا المجال الدقيق، تفاصيل تجربته الثرية، قائلاً: «سمعت عن المسابقة من خلال الجامعة، وأحببت أن أخوض هذه التجربة، والحمد لله، تم اختياري ضمن 3800 متسابق، وأنا فخور بأن أكون من بينهم، فقد شاركت في تحدي البرمجة، حيث تطلّب مني أن أصنع 3 تطبيقات رقمية خلال نصف ساعة تقريباً، وهو من التحديات التي تتطلب مهارات عالية، في التفكير والتحليل، وتشهد مستوى عالياً من المنافسة، لأن جميع المشاركين يمتلكون خلفيات متميّزة في الذكاء الاصطناعي، ولكن، بفضل الله، الإمارات تقدم دعماً كبيراً للذكاء الاصطناعي، ولديها رؤية طموحة للذكاء الاصطناعي، فهناك توجّه استراتيجي للدولة نحو تبنّي الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، الأمر الذي يعزز التزامها الراسخ بالتحول الرقمي، وتبنّي التقنيات المتقدمة، كما أن العديد من الجهات الحكومية تعمل على اعتماد الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% بحلول عام 2027، وهذا يدل على التزام الدولة بالتحول الرقمي، وتبنّي التقنيات المتقدمة».

مجلة كل الأسرة

وفي ختام حديثه أهدى عبدالرحمن المرزوقي فوزه إلى دولة الإمارات «أهدي هذا الفوز الذي تحقق بفضل الله أولاً، ثم بالدعم والتشجيع الذي حظيت به، إلى دولتي الحبيبة الإمارات العربية المتحدة، التي لم تدخر جهداً في رعاية الموهوبين، وتوفير البيئة المحفزة للابتكار والتميّز في شتى المجالات، وعلى رأسها مجال الذكاء الاصطناعي الذي أؤمن بمستقبله الواعد في خدمة البشرية. كما أخصّ بالشكر والتقدير عائلتي الغالية، التي كانت، ولا تزال السند والعون لي في كل خطوة، وبدعواتهم الصادقة وتشجيعهم المستمر، استطعت أن أصل إلى هذه اللحظة. هذا الإنجاز هو ثمرة دعمكم، وإيمانكم بقدراتي، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم، وأسهم في رفعة شأن دولتنا الغالية».

مجلة كل الأسرة

الذكاء الاصطناعي جزء لا يتجزأ من صناعة الفن المعماري

وحول تجربته المتميّزة كشريك في الإبداع، وصف يحيى قدورة، المهندس المعماري الفلسطيني المقيم في دبي، والفائز في فئة الفن، كيف أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من عمله اليومي. وأوضح إبراهيم قدورة «شاركت في فئة الفن، حيث استخدم الذكاء الاصطناعي يومياً في عملي المعماري، وهو يساعدني على تحويل الأفكار المعمارية من مجرّد تصوّرات ذهنية إلى تصاميم ملموسة، بسرعة وكفاءة، فعلى سبيل المثال، كنت أحتاج سابقاً إلى شهر لتطوير فكرة تصميمية، أما الآن، وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكنني إنجاز ذلك في نصف ساعة فقط، ما يمنحني وقتاً أطول لتطوير الأفكار».

وواصل قدورة الحديث عن وصف البيئة المحفزة للإبداع التي وجدها في دبي، وفي هذا التحدي تحديداً «دبي تسعى دائماً إلى أن تكون في طليعة الابتكار، وقد أظهرت ذلك من خلال تنظيم تحديات فريدة، مثل هذا التحدي الذي يجمع مشاركين من مختلف أنحاء العالم». كما تحدث عن الجانب العملي والمثير للإعجاب في استخدام الذكاء الاصطناعي «لقد لاحظت كيف يستخدم كل مشارك أدوات الذكاء الاصطناعي بطرق مختلفة، ما يعكس تنوّع الأفكار والإبداع».

ثم قدّم قدورة مثالاً حيّاً على التحديات الإبداعية التي واجهها المشاركون، بخاصة في فئة الصور الفنية «في فئة فن الصور، يُمنح المشاركون 20 دقيقة فقط، لإنشاء صورة تحكي قصة؛ بثلاثة ألوان، ما يتطلب تركيزاً عالياً وإبداعاً، في وقت محدود. أما التحدي الثاني فقد طُلب منا أن نصنع بطلاً خارقاً لمنطقة الشرق الأوسط، حيث جسّدته في شخصية ضابط الشرطة الإماراتي، ثم قمت بتطويرها لشخصية خارقة حوّلت الصحراء إلى مدينة نابضة بالحياة، وهي دبي. والتحدي الأخير تطلّب منا صناعة ما يشبه الفيلم، وصممت فكرة تشمل دبي القديمة، ودبي الجديدة. واختتم يحيى قدورة حديثه بتأكيد رؤيته للدور المحوري للذكاء الاصطناعي في العملية الإبداعية «أنا أرى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرّد أداة، بل هو شريك في الإبداع، يساعدنا على تحويل الأفكار إلى واقع، بسرعة وكفاءة، ويمنحنا الفرصة للتركيز على الجانب الإبداعي من عملنا».

مجلة كل الأسرة

رحلة استكشاف ممتعة في عوالم الإمكانات اللامحدودة

أما إبراهيم حجو، من فئة الفيديوهات القصيرة، فهو يعتبر أصغر المتسابقين المشاركين في هذا التحدي الدولي، وأكد «مشاركتي في التحدي كانت عبارة عن رحلة استكشاف ممتعة حقاً، في عوالم الإمكانات اللامحدودة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في مجال خلق صور بصرية، تتجاوز حدود التقليد، والمألوف. ارتكزت فكرتي الأساسية على البساطة في جوهرها، ولكنها استندت في تنفيذها إلى مبدأ كسر القواعد المرئية الراسخة، وتقديم توليفة بصرية غير متوقعة. ابتكرت فيديو فريداً من نوعه يضع مخلوقات من عالم الحيوان في سياقات مكانية غريبة، وغير اعتيادية. على سبيل المثال التوضيحي، تخيّلت تلك الزرافة الشامخة بعنقها المديد، وهي تجد نفسها في قلب وسيلة النقل العصرية الصاخبة، ألا وهي مترو دبي، ولم يقتصر الأمر على هذا المشهد الواحد، بل امتد ليشمل دمج مجموعة متنوعة من الكائنات الحيوانية الأخرى في بيئات حضرية لم تعتد عليها، في طبيعتها الأصلية، ما أوجد حالة من التناقض البصري اللافت للانتباه».

مجلة كل الأسرة

وأضاف «أرى أن جيلي، جيل «زد»، يمتلك سمات فريدة تميّزه في التعامل مع التقنيات الحديثة، وعلى رأسها أدوات الذكاء الاصطناعي. نتمتع بسرعة بديهة وقدرة فائقة على التكيف والمرونة في استيعاب هذه الأدوات وتسخيرها بطرق مبتكرة، وهذا ما منحني على المستوى الشخصي القدرة على ترجمة رؤيتي الإبداعية إلى واقع ملموس في هذا الفيديو.

وأخيراً، أودّ أن أؤكد نقطة بالغة الأهمية في مجال صناعة الفيديوهات الجذابة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهي أنها لا تختزل في مجرّد إدخال الأوامر النصية فقط، بل تتعدى ذلك لتشمل ضرورة امتلاك بعض المهارات الأساسية في مجالَي الرسم والتصوير. إن فهم العناصر البصرية، وكيفية تركيبها ودمجها بأسلوب إبداعي، يلعب دوراً حاسماً في إضفاء لمسة فنية فريدة على المنتج النهائي، وجعله أكثر تأثيراً وجاذبية للمشاهد».

مجلة كل الأسرة

الذكاء الاصطناعي يدعم مستقبل صناعة الألعاب الإلكترونية

يؤمن إبراهيم حلمي، من كندا، والفائز في فئة الألعاب الإلكترونية، وهو مهندس في الحلول السحابية والبيانات والذكاء الاصطناعي، بعالم صناعة الألعاب الإلكترونية، هذا المجال الذي يراه يمثل المستقبل الواعد الذي سيثمر خلق المزيد من الفرص الوظيفية، المبتكرة والمتنوعة، وقال «يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً، ومتزايد الأهمية في هذه الصناعة، حيث يسهم في إثراء تجربة اللعب، وتحسين جودة الرسومات والتصميم، وتطوير شخصيات افتراضية أكثر واقعية وتفاعلية، وحتى في تسهيل عمليات التطوير وتسريعها».

مجلة كل الأسرة

وحول مشاركته في التحدي، بيّن إبراهيم حلمي «لقد تمكنت من ابتكار لعبة فريدة من نوعها، والحمد لله، حظيت بإعجاب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وهذا وسام أعتز به. تدور فكرة اللعبة حول موضوع قد يبدو بسيطاً للوهلة الأولى، ولكنه يحمل في طياته عبقاً من ثقافتنا المحلية، ألا وهو صناعة مشروب الكرك الشهير.

تأخذ هذه اللعبة اللاعب في رحلة ممتعة عبر العديد من المراحل المتدرجة، حيث يبدأ اللاعب من الأساسيات، ويتعلم أسرار تحضير هذا المشروب التقليدي، خطوة بخطوة. وتتضمن المراحل المختلفة اختيار المكونات الطازجة والمناسبة، وإتقان فن مزجها بالنسب الصحيحة، والتحكم في شكل ووقت التحضير، بدقة، وصولاً إلى تقديم أفضل كوب كرك يتميّز بالمذاق الأصيل، والرائحة الزكية.

وقد حرصت في تصميم هذه المراحل على تضمين عناصر التحدي، والمرح، والتفاعل، لجعل تجربة اللعب مشوّقة وممتعة، للاعبين من مختلف الأعمار والخلفيات. أؤمن بأن الألعاب الإلكترونية، بما فيها تلك التي تستلهم من ثقافتنا وهويتنا، لديها القدرة على تقديم تجارب ترفيهية وتعليمية فريدة، والمساهمة في التعريف بعاداتنا وتقاليدنا، بطريقة عصرية وجذابة».