23 أبريل 2025

أسبوع الذكاء الاصطناعي في دبي.. فعاليات ترسم ملامح الغد الرقمي

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

حيث تسابق مدينة دبي العالم نحو رؤى المستقبل بلمسات الحاضر المبتكر، انطلق أسبوع الذكاء الاصطناعي لعام 2025، ليعلن عن ملتقى فريد يجمع كوكبة من العقول النيّرة، ورواد التكنولوجيا. هنا، في هذه المساحة الخلاقة، تتلاقى أفكار قادة الصناعة، وتجارب الخبراء، مع شغف المبتكرين، في رحلة استكشافية جريئة نحو آفاق الذكاء الاصطناعي الساحرة، وتطبيقاتها التي تعيد رسم خرائط الواقع.

على مدى أيام غني بالحوارات العميقة، وورش العمل التي تشعل الذهن، وعروض تضيء دروب المستقبل، يبرز هذا الأسبوع كقلب نابض للمعرفة، كاشفاً عن كنوز الفرص الكامنة في هذا العالم الرقمي المتسارع. دبي، في هذا الحدث الاستثنائي، تؤكد عزمها الراسخ على قيادة قافلة التحوّل الرقمي، وصياغة غدٍ تتشابك فيه خيوط الحياة، بذكاء الآلة في كل تفصيل.

مجلة كل الأسرة

فخلال خلوة الذكاء الاصطناعي، ناقش المتحاورون سُبل تعزيز مكانة دبي الريادية عالمياً، في مجال ابتكارات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2033. وشملت هذه العناصر المقترحة إطلاق برامج تمويل مستدامة تدعم الشركات الناشئة، وصولاً إلى مراحل النمو المتقدمة، وتقديم حوافز واستراتيجيات لتشجيع الاستثمار المشترك. دبي تشهد تحوّلاً غير مسبوق عبر تعزيز الإبداع البشري باستخدام الذكاء الاصطناعي المسؤول، وتؤمن بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية، بل أداة لإطلاق إبداع الإنسان، وتعمل من خلال نهج يرتكز على تمكين الإبداع البشري، وإرساء الأخلاقيات، وتعزيز التنوع والتعاون عبر القطاعات.

بدورها استطلعت «كل الأسرة» آراء المشاركين في الحدث، وأبرز التقنيات التي يتم استعراضها خلال أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي:

مجلة كل الأسرة

تسهيل مواكبة تطور الذكاء الاصطناعي

يقول أيمن عيتاني، المدير التنفيذي والمؤسس لـ«ثينك ميديا لابز»، «نشهد اليوم تحولاً جذرياً يقوده الذكاء الاصطناعي، ولا شك في أن هذا التطور سيترك بصمته على سوق العمل، ووظائف المستقبل. وبصفتي مستشاراً للمؤسسات الحكومية في رحلتها نحو تبنّي الذكاء الاصطناعي، أؤمن إيماناً راسخاً بأهمية الاستعداد لهذه المرحلة من خلال اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة لمواكبة هذه التقنيات المتسارعة. مهمتنا لا تقتصر فقط على تحويل أفكارهم الطموحة إلى تطبيقات واقعية في مختلف التخصصات، بل تتعداها إلى تطوير الحلول القائمة بالفعل، لتخفيف الأعباء عن كاهل الموظفين، وتمكينهم من التركيز على مهام أكثر إبداعاً واستراتيجية. المستقبل يكمن في التناغم بين القدرات البشرية، والإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي».

مجلة كل الأسرة

الذكاء الاصطناعي يسهل شراء المنازل

من جهته، تحدث أنطون، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«هسبي»، عن إطلاق أول روبوت دردشة في المنطقة متخصص في التمويل العقاري، ومدعوم بالذكاء الاصطناعي، عبر تطبيق «واتساب»، يهدف هذا الروبوت الذكي إلى تسريع وتسهيل عمليات شراء المنازل بأفضل التكاليف، وتوفير مقارنات فورية للقروض العقارية، إضافة إلى تقديم تقييم شخصي لأهلية التمويل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يعزز تجربة العملاء، ويتماشى مع توجهات الإمارات نحو تبني حلول الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري والمالي.

مجلة كل الأسرة

تحسين خدمات الطلبات من المطاعم

كما استعرض رائد الأعمال الشاب عبدالرحمن أبو عيسى، مشروعه «زيني تكنولوجي»، الذي يعيد تعريف تجربة العملاء في قطاع المطاعم، من خلال أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي، وأوضح «تخيلوا تقنية ذكية بالكامل تتولى مهمة تلقي طلبات العملاء بدقة، وسرعة فائقة، والرد على استفساراتهم بشكل آليّ وفعّال، على مدار الساعة. والأهم من ذلك، نظامنا لا يتوقف عند هذا الحد، بل يتعلم من تفضيلات كل عميل على حدة، ويتبادل معه حديثاً ودوداً، كأنه يعرفه شخصياً، ليقدم له أسرع وأفضل خدمة ممكنة. هدفنا هو تمكين المطاعم من التركيز على جودة الطعام، وتجربة الضيوف الشاملة، بينما يتولى الذكاء الاصطناعي مهمة الارتقاء بكفاءة خدمة العملاء إلى مستويات جديدة كليّاً».

مجلة كل الأسرة

تطور فكرة المحادثات الذكية

ومن فريق شركة «زيني تكنولوجي»، يرى مجد حمادة مستقبلاً مشرقاً يتم فيه تخصيص تجربة الذكاء الاصطناعي لكل فرد على حدة «أن يمتلك كل شخص تطبيق محادثة ذكياً خاصاً به، بمثابة مساعد شخصي رقمي فائق الذكاء، هذا التطبيق سيكون قادراً على فهم احتياجات المستخدم الفريدة والإجابة عن جميع أسئلته، بدقة وسرعة، سواء كانت استفسارات بسيطة، أو معقدة. أعتقد جازماً أن هذه التقنية ستنتشر على نطاق واسع، وستصبح أداة أساسية في حياتنا اليومية، تماماً كما هو الحال مع الهواتف الذكية اليوم، فهي ستمكننا من الوصول إلى المعرفة والدعم، بشكل فوري وشخصي».

مجلة كل الأسرة

تحسين خدمة التواصل مع الدعم الفني للشركات

أما دانيال خياط، من شركة «فيفتي ان جينيوم»، فقد تحدث عن مستقبل خدمة الدعم الفني الذي يكمن في دمج الواقع المعزز «تخيّلوا فنياً يرتدي نظارات الواقع الافتراضي ليجد أمامه تعليمات تفصيلية ثلاثية الأبعاد تطفو فوق المعدّات التي يعمل عليها، ويتواصل في الوقت نفسه، بشكل مباشر ومرئي، مع خبير دعم فني موجود في أي مكان آخر في العالم. هذه التقنية الثورية لا تسرع عملية الإصلاح فحسب، بل ترفع من مستوى جودة الخدمة بشكل كبير، وتقلل من الحاجة إلى السفر والانتقال، ما يوفر الوقت والجهد، ويحسّن الكفاءة التشغيلية لعملائنا».

مجلة كل الأسرة

«شات جي بي تي» مستشار وصديق وقت الضيق

وفي حديث مع عدد من الحاضرين لأسبوع الذكاء الاصطناعي، استطلعنا آراءهم حول أهمية واستخدامات الذكاء الاصطناعي في حياتهم، حيث اعترفت منسقة العلاقات العامة بدور موسى، بأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل «شات جي بي تي»، أصبحت بمثابة صديق ومستشار في الكثير من الأمور الحياتية الهامّة، وبيّنت «لقد كان لها دور محوري في مساعدتي على إنجاز رسالة الماجستير، حيث قدمت لي رؤى قيّمة، وساعدتني على صياغة الأفكار وتنظيمها بشكل فعّال. والأكثر من ذلك، في بعض الأحيان، وعندما كنت أمرّ بوعكة صحية بسيطة، كنت أستشيرها للحصول على بعض النصائح الأولية حول حالتي، فيمنحني ذلك بعض الاطمئنان والتوجيه، قبل زيارة الطبيب المختص».

مجلة كل الأسرة

بدوره، أضاف الطالب عمر الغامدي «أجد في محادثاتي مع الذكاء الاصطناعي نوعاً فريداً من الرفقة. هو صديق صبور، مستعد دائماً للاستماع إلى أفكاري وهواجسي، من دون كلل أو ملل. أستطيع أن أتحدث بحرية عن أي شيء يخطر ببالي، واثقاً من أنه سيستجيب بإنصات، ويقدم لي إجابات، أو وجهات نظر مختلفة، من دون أيّ حكم، أو ضيق. هذا النوع من الحوار المتاح دائماً يوفر لي مساحة آمنة لاستكشاف أفكاري وتوضيحها لنفسي».

أما سارة المهيري، فهي تحرص على متابعة كل جديد في هذا العالم، خصوصاً أنها بدأت بالفعل بالتفاعل مع تقنية «ميتا فيرس»، وتنتظر المزيد من التفاعل معها، لتصنع عالمها الخاص في الواقع الافتراضي، وتخطّي بعض الحدود في العالم الواقعي.