لعبت جائزة المصمم الناشئ من «فان كليف أند آربلز» دوراً كبيراً في دعم وتشجيع المواهب الشابة في مجال التصميم في منطقة الشرق الأوسط، وأسهمت في اكتشاف ورعاية المصممين الموهوبين من الإمارات، والمنطقة العربية، فهي تهدف إلى توفير منصة للمصممين الناشئين لعرض إبداعاتهم، وتطوير مهاراتهم، من خلال دعوتهم لتقديم مقترحات لتصاميم وظيفية مبتكرة تتناول موضوعاً محدّداً، يتغيّر سنوياً.
وقد احتفت دار «فان كليف أند آربلز»، بالتعاون مع تشكيل، بالذكرى العاشرة لتأسيس جائزة المصمم الناشئ، من خلال معرض خاص احتفى بإبداع الفائزة بالمركز الأول في جائزة المصمّم الناشئ هاجر الطنيجي، وسلّط الضوء على الأعمال الفائزة للمصمّمين الشباب، حيث يستعرض المعرض إبداعات المبدعين الصاعدين الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية لعام 2024، بجانب هاجر، وأبرزهم المصممة لميس يحيى، عبر مشروعها «منضدة النسيم» المستلهم من الهمسات الخفية التي تتركها الرياح على المناظر الطبيعية، لتمنحنا قطعة أثاث بسيطة، لكنها آسرة، حيث تتميّز المنضدة بحوافّها المنسابة، وأسطحها المتموّجة التي تحتفي بجمالية التآكل الطبيعي. وقد صُنعت من خشب مُعاد تدويره، في تناغم بديع يربط بين عالم الطبيعة، وعالم التصميم.
تصميم يعكس قوة الرياح في نحت الصخور
أما المصمم الشاب الكثيري، فتأهل بمشروعه «لا بداية»، هذه الثريا المنحوتة يدوياً، والمستوحاة من قوة الرياح الخلاقة، تبعث في المكان إحساساً بالحركة، والجمال العضوي المتدفق. يحاكي التصميم المنحوت، والمصنوع من الطين والرمل المعاد تدويرهما، تأثير الرياح في نحت الصخور، وتشكيل تضاريس الأرض، ليُعيد إلى الأذهان صوراً من جمال الطبيعة الأم.
تصميم هاجر الطنيجي «رياح ملهمة»
وفي حوار مع المصممة الشابة هاجر الطنيجي، أوضحت أن تصميمها الحاصل على جائزة العام 2024 «رياح مُلهمة» مستوحى من تراث دولة الإمارات، حيث تم تصميم القطعة المبتكرة على شكل سفينة ورقية شراعية، تعزز الأهمية التاريخية للرياح في رحلات الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، والإبحار بالسفن التقليدية (الدهو)، وبيّنت «التصميم يرمز إلى الدور الحيوي الذي لعبته الرياح في توجيه البحارة وتشكيل الملامح الاقتصادية الماضية لدولة الإمارات».
تقديم فهم عميق لفن الصياغة اليدوية
وأضافت هاجر الطنيجي «أحرص في أعمالي على صون كنوز التراث الثقافي للمجوهرات، وتعزيز بريقها الخالد، فنحن كمصممين شباب، نسعى جاهدين لتقديم فهم عميق لفن الصياغة اليدوية، وكشف النقاب عن الأهمية التاريخية لهذه الحرف، عبر خطوات واثقة نحو نقل المهارات والمعارف المتوارثة إلى الأجيال القادمة. وأؤمن بأهمية مشاركة ثقافة المجوهرات الغنية مع جمهور عالمي واسع، ليتذوق الجميع جمالها، وقيمتها».
رحلة أكاديمية ملهمة
وحول رحلة هاجر الطنيجي في عالم التصميم، أكدت «رحلتي الأكاديمية بدأت في كلية التقنية العليا بأبوظبي، درست التصميم الداخلي، ثم واصلت شغفي بالفنون في جامعة لندن، وتشيلسي كولج للفنون. لم أتوقف عند هذا الحد، بل تعمقت أكثر في عالم الفن من خلال دراسات إضافية في معهد سوثبي للفنون، ما أثرى رؤيتي الفنية بشكل كبير. وانطلقت في هذا المجال 2018، حيث أسست استوديو «هاجر الطنيجي للتصميم»، في قلب أبوظبي، أستلهم إبداعاتي من القصص المرئية والثقافية لدولة الإمارات، وأمزج بين الأصالة والمعاصرة في تصاميمي، وأسعى دائماً لتقديم تصاميم فريدة تعكس فهماً عميقاً، وتفسيراً جديداً لممارسات التصميم الأيقونية».
مشاركات هاجر الطنيجي الفنية المتعددة
وتفخر هاجر خلال حديثها بأهم أعمالها «كان لي الشرف بأن تم اختياري لتقديم أعمالي في مشروع «فن عالمي»، وفي مقدمة معارض «السعي إلى الكمال». كما شاركت بتصميم في أسبوع دبي للتصميم عام 2019، وحظيت بتقدير خاص لتميّزي في التصميم الحديث والرفاهية. وفي عام 2020، كان لي حدث مميّز بإطلاق الكتاب الخاص بنادي عشاق رولز رويس في لندن، ما يمثل لي محطة هامّة في مسيرتي المهنية».