بين شغف الطفولة وحكمة التجربة، استطاعت الشيف والخبيرة بالأكل الصحي هديل الخطيب، أن تنسج لنفسها مساراً خاصاً في عالم الطهو. انطلقت رحلتها من مطبخ جدّتها حيث الروائح الممزوجة بالقصص العائلية، ليتحوّل هذا الحب، فيما بعد، إلى مشروع حياة يجمع بين اللذة والفائدة، بإنتاجها «The Broth Lab» و«Catcha matcha» وافتتاحها مطعم «The Roost Rotisserie» المتخصص بالأكل الصحي، إيماناً منها بأن الطعام ليس مجرّد نكهة، بل علاج وحماية، لتثبت أن الأكل الصحي لا يعني التنازل عن الطعم أو المتعة، بل هو مساحة للإبداع والتميّز.
كيف بدأ شغفكِ بالطهو، وهل كان التوجه نحو المطبخ الصحي خياراً منذ البداية؟
وُلد شغفي بالمطبخ منذ الطفولة، من أجواء مطبخ جدّتي تحديداً، حيث كانت روائح الطعام تختلط بالقصص التي تُحكى على طاولة العائلة. لكن الاهتمام بالمطبخ الصحي لم يكن حاضراً في بداياتي، بل جاء لاحقاً، حين واجهت بعض التحدّيات الصحية، وكنت في الوقت نفسه أمّاً تسعى لتقديم الأفضل لأطفالها. حينها أدركت أن الطعام ليس مجرّد نكهة، بل مصدر شفاء وحماية، ومن هنا انطلقت فكرة «The Broth Lab»، و«The Roost Rotisserie»، كمفاهيم صحية للدمج بين المذاق اللذيذ والفوائد العلاجية.
كيف تعرّفين فلسفتك في إعداد الطعام؟
بالنسبة لي، الطعام هو لغة حب تحمل في طياتها الكثير، هو علاج، ومتعة، وهو أيضاً وسيلة تقرّب الناس من بعضهم بعضاً. أؤمن بأن الأكل الصحي يجب ألا يكون مملاً، أو بلا نكهة، بل على العكس، يمكن أن يجمع بين اللذة والفائدة. لذلك فلسفتي هي أن الطبخ يجب أن يشفي الجسد، ويغذي الروح، ويعكس شخصية من يقف خلفه، وكما نصف الطبخ بأنه «نفس»، كذلك يجب أن يكون للطعام بصمة خاصة.
جميع أفراد العائلة يجب أن يتشاركوا في الوجبة نفسها، مع مراعاة احتياجات كل فرد
كيف تتمكنين من تصميم وصفات تناسب الأطفال والبالغين في الوقت نفسه، بخاصة في العائلات التي يواجه بعض أفرادها مشكلات صحية؟
دائماً ما أعتمد على مبدأ التوازن الذكي في إعداد وصفاتي، أختار مكوّنات طبيعية غنية بالعناصر الغذائية، وأدخل المكونات العلاجية بطريقة مبتكرة، ولذيذة. على سبيل المثال، يمكن أن أضيف مرق العظام أو الخضراوات المهروسة إلى الصلصات، بطريقة تمنحها قيمة غذائية عالية، وطعماً مميزاً، في الوقت ذاته يستمتع بها الصغار والكبار، معاً. لا أؤمن بفكرة وجود «طعام منفصل للأطفال»، بل إن جميع أفراد العائلة يجب أن يتشاركوا في الوجبة نفسها، مع مراعاة احتياجات كل فرد.
في رأيك ما هو التحدّي الأكبر في تحويل وصفة تقليدية إلى وصفة صحية؟
التحدّي الحقيقي يكمن في الحفاظ على روح الطبق (رائحته، نكهته، وما يحمله من تراث وقصص متوارثة)، ومطبخنا العربي غني بالإرث والأصالة، كل طبق فيه له حكاية خاصة. لذلك أحرص على استخدام مكوّنات أنقى، وأخف، وأكثر فائدة، من دون المساس بالجوهر. فمثلاً، في أطباق الكبسة أو الملوخية، أستغني عن المكعبات الجاهزة والزيوت المكرّرة، وأعتمد بدلاً من ذلك على تقنيات الطهو المدروسة، وحلول ذكية تضمن الحفاظ على الطعم الأصيل مع تقديم نسخة صحية.
ما هي المكوّنات التي لا يمكن أن تغيب عن مطبخك؟
مرق العظام يُعد الأساس في معظم وصفاتي، سواء في الشوربات، أو اليخنات، والصلصات، أما الدجاج الطبيعي الخالي من الهرمونات والمضادات الحيوية فهو عنصر لا غنى عنه، خصوصاً في الأكلات الشرقية، وأخيراً، شاي الماتشا الذي أعتبره كنزاً من مضادات الأكسدة، أستخدمه في الحلويات واللاتيه، وكخيار بديل عن القهوة في فترة ما بعد الظهر.
ما هو اختيارك لو طلب منك ابتكار طبق يعكس شخصيتك وهويتك؟
بما أنني فلسطينية، سيكون الطبق بالتأكيد المسخّن بالدجاج، وزيت الزيتون، والسمّاق الفلسطيني، فهو يجمع تراثنا بنكهات مغذية، ويحمل في طيّاته روح الأجداد.
* تصوير: السيد رمضان
وصفات ذات صلة:
- دجاج متبّل... من الشيف هديل الخطيب
- كرات الطاقة... من الشيف هديل الخطيب
- لفائف المسخن الفلسطيني... من الشيف هديل الخطيب
- سموذي «صحيني من النوم»... من الشيف هديل الخطيب
- نودلز صحي بالدجاج... من الشيف هديل الخطيب