02 يوليو 2025

الشيف تريستين فارمر: السفر والتواصل الرقمي غيّرا مفهوم التذوّق

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

بعد أكثر من عقدين من العمل والتدريب في مطابخ عالمية، استطاع الشيف تريستين فارمر أن يحفر اسمه في قائمة النخبة ليصبح ثاني شيف إسكتلندي ينال ثلاث نجمات ميشلان. جمع بين جذوره الإسكتلندية والتجارب الدولية التي خاضها، فمزج المهارة بالتواضع، والإبداع بالانضباط، ليقدم مطبخاً يحمل بصمته الخاصة.

حوارنا مع فارمر كشف لنا بداياته من مدينة كيركالدي، مروراً بمحطاته حول العالم، وصولاً إلى تأسيس مطعمه «ميسون دالي» في دبي. لنتعرّف إلى فلسفته في الطهي، وتجاربه مع ثقافات مختلفة، وكيف شكلت رحلته الطويلة شخصيته المهنية، وما الذي يعنيه له النجاح الحقيقي في عالم يتذوق التفاصيل قبل النكهات.

 كيف كانت البداية، وما هي أبرز الدروس التي لا تزال تحملها من تلك المرحلة؟

كانت البداية من كيركالدي، حيث ولدت، بعد أن تركت المدرسة في سن السادسة عشرة. بدأت رحلتي المهنية في مطعم «ذا بيت إن» حيث قضيت أربع سنوات في التدريب والعمل اليومي. كانت مرحلة مملوءة بالتحدّيات، شكلت حجر الأساس لمسيرتي، اكتسبت منها المهارات الأساسية، مثل استخدام السكاكين باحترافية، والتعامل مع المكونات الطازجة، وإتقان أساليب الطهي اليومية. كما منحني الانتقال للعيش في سكن الموظفين بعيداً عن منزل عائلتي، درساً كبيراً في الاستقلالية، وتحمّل المسؤولية. حيث تعلمت الاعتماد على نفسي، والتأقلم مع ظروف الحياة الجديدة، ما أسهم في صقل شخصيتي، ومنحي قوة داخلية لازمتني طوال مسيرتي.

أتاح لي  السفر والاحتكاك بثقافات مختلفة فرصة التعرّف إلى تقنيات جديدة، وأساليب طهي متنوعة، ومكوّنات لم أكن أعلم بوجودها

 تنقلت في أماكن مختلفة. كيف أثر ذلك في توجهك في عالم الطهي وتشكيل شخصيتك المهنية؟

كل محطة مررت بها، سواء كانت مطعماً، أو بلداً، أو تجربة مع شيف معين، أسهمت بشكل مباشر في تشكيل هويتي المهنية. منذ البداية، كان هدفي أن أفتتح مطعمي الخاص، لذلك سعيت دائماً للعمل مع نخبة من أفضل الطهاة في العالم، والاستفادة من خبراتهم. كما أتاح لي السفر والاحتكاك بثقافات مختلفة فرصة التعرّف إلى تقنيات جديدة، وأساليب طهي متنوعة، ومكوّنات لم أكن أعلم بوجودها، ما أسهم في صقل خبرتي، وبناء فلسفتي الخاصة في المطبخ.

 بصفتك ثاني شيف إسكتلندي يحصل على ثلاث نجمات ميشلان، كيف تنظر إلى هذا الإنجاز على المستويين، الشخصي والمهني؟

من الصعب وصف الشعور، كانت لحظة غيّرت حياتي، وما زلت أشعر بامتنان كبير لهذا الإنجاز. بصراحة، لا أحبذ المديح كثيراً، وكل ما أطمح إليه هو الاستمرار في العمل بجد، على أمل أن أحقق في يوم من الأيام نجاحاً مماثلاً. لكن لا أنكر شعوري بالفخر حين يذكر اسمي بجانب اسم شيف كبير مثل غوردون رامزي، والأجمل من ذلك هو دعمه وتشجيعه لي، بخاصة حين يقول إنه فخور بي.

مجلة كل الأسرة


 من خلال تجربتك، كيف تصف اختلاف أذواق الزبائن في آسيا مقارنة بأوروبا أو الشرق الأوسط؟

لكل منطقة طابعها الفريد في الطهي، وهو بدوره يتأثر بالثقافة والعادات والمكوّنات المحلية، لهذا من الصعب إجراء مقارنة مباشرة بين الأذواق، لكن ما أصبح واضحاً اليوم هو أن جمهور الذوّاقة حول العالم بات أكثر انفتاحاً وتجريباً، بفضل السفر والتواصل الرقمي. فلم يعد الناس يكتفون بالأطباق التقليدية، بل يبحثون عن نكهات جديدة، وتجارب تمزج بين ثقافات متعدّدة.

 ما هي الفلسفة التي توجهك في تطوير العمل؟

أؤمن بمسؤوليتي الكاملة تجاه مهنتي كطاهٍ اتجاه الضيوف الذين أقدم لهم الطعام، كما أؤمن بقوة الإصرار، والمثابرة، ومواصلة التقدم، وأهمية التطوير وتحسين ما أقدمه باستمرار. في النهاية، كل شيء ينطلق من مبدأ بسيط لكنه أساسي (اعمل بجد، افعل الشيء الصحيح، وركّز دائماً على تقديم طعام لذيذ يستحق التقدير).

ما الذي يجعل مطعم «ميسون دالي» مشروعاً مميزاً بالنسبة إليك؟

 «ميسون دالي» له مكانة خاصة جداً في قلبي، فهو أول مطعم خاص بي، جاء بعد أكثر من 24 سنة من العمل والتدريب. لذلك، هو ليس مجرّد مطعم، بل نتيجة رحلة طويلة من الجهد والشغف، وعلى الرغم من مرور كل هذه السنوات، أشعر وكأني الآن فقط أبدأ الفصل الثاني من مسيرتي، فالعودة إلى دبي لها طابع مميز، والعيش والطهي يومياً في هذا المكان يمنحني شعوراً كبيراً بالإنجاز والامتنان.

وصفات ذات صلة: 

-تشيز كيك باسكي مع الميكان.. من الشيف تريستين فارمر
-لوبيستر دونابي مع العرعر، سانشو، والترافل الأسود.. من الشيف تريستين فارمر
-باذنجان مشوي مع فلفل كالابري الحار والنعنع والزيتون.. من الشيف تريستين فارمر