جانيس وونغ: المطبخ مرسمي الفني والشوكولاتة وسيلتي الأقوى للتعبير

كان حقل الفراولة في ملبورن بأستراليا بداية التحول في مسارها، حيث أدركت أنّ علاقتها بالطعام لم تكن مجرد فضول، بل شغف حقيقي، كما تقول. تلك اللحظة رسمت للطاهية الشهيرة جانيس وونغ طريقة احتفائها بالخيرات الموسمية وبأطباقها بأبعاد فنية.
تخوض طاهية المعجنات المبدعة وونغ تجارب غامرة في عالم الحلويات، وتستلهم من جمال المالديف أعمالاً مميزة، حيث كان لها تعاون مع مجموعة أوزين لايف مادهو، وحولّت الجزيرة إلى لوحة فنية من الابتكارات في عالم الحلويات.
عن رحلتها في عالم الحلويات، وأعمالها الفنية المذهلة من الشوكولاتة، ونصائحها لربات المنازل كان لنا معها هذا الحوار الذي تقودنا فيه الشيف وونغ إلى «الصدف السعيدة» والأعمال الفنية المذهلة من الشوكولاتة:
كيف بدأت رحلتك في عالم الحلويات، وهل الشغف وحده يدفعك للاستمرار؟
بدأت رحلتي في عالم الطهو خلال برنامج تبادل جامعي في ملبورن، حيث كنت أهرب إلى المزارع المحلية بين محاضراتي، وكانت زيارتي لأحد حقول الفراولة هناك نقطة تحوّل. نشأتُ في سنغافورة، حيث تصل المنتجات إلى المتاجر نظيفة ومغلّفة بعناية، ولم أكن قد اختبرت من قبل شعور ملامسة الثمار في بيئتها الطبيعية قبل قطفها.
تلك الفراولة الأسترالية كانت مختلفة تماماً بطعمها العميق الذي يحمل مذاقات ترابية وعشبية مع لمحة خفيفة من الدخان ونكهات لا تصمد في رحلة العودة إلى الوطن. في تلك اللحظة، أدركت أن علاقتي بالطعام لم تكن مجرد فضول، بل شغف حقيقي. ومنذ ذلك الوقت، أيقنتُ أن المكونات ستكون وسيلتي الفنية كطريقة للاحتفاء بالمصدر، والخيرات الموسمية، والقصص التي تحكيها كل تفصيلة على الطبق.
إلى أي درجة تعكس حلوياتك شخصيتك؟
تحمل حلوياتي دائماً طابعاً شخصياً. فكل قطعة تعكس مشاعر أو فناً أو أجزاءً من قصتي التي أرغب في مشاركتها. على سبيل المثال، قائمتنا الحالية في سيدني تم تطويرها بالكامل دون الرجوع إلى أي مراجع تقليدية؛ ابتكرنا القوامات بأنفسنا من خلال البحث والوصفات التجريبية.
ولطالما استهواني تحدي الأفكار السائدة حول الحلوى، ومحاولة إعادة تعريف ما يمكن أن تمثله. وبالنسبة للبعض، قد تكون وسيلة لإرضاء رغبة عابرة في منتصف الليل، بينما قد تكون بالنسبة لآخرين تجربة مذاقية لم يسبق لهم اختبارها. وفي جوهر عملي، أتنقل باستمرار بين عالمين رائعين في كلّ أطباقي، وهما الألفة والاكتشاف.

ما الذي يلهمك عند ابتكار حلويات جديدة، وكيف تجمعين بين الفن والطهو؟
تمثل الثقافة مصدر إلهامي الأكبر. في كل أسفاري، أفرض على نفسي قاعدة صارمة، وهي العمل فقط بخيرات الأرض والبحر في المنطقة، دون اللجوء إلى مكونات مستوردة. ويصبح هذا الانضباط نوعاً محبباً من البحث عن الكنوز، يكشف باستمرار عن منتجات محلية غير متوقعة وتقنيات تقليدية ما كنت لأعرفها لولا ذلك.
وبالنسبة لي، يشبه المطبخ مرسمي الفني، بينما أصبحت الشوكولاتة وغيرها من الحلويات وسيلتي التعبيرية الأكثر قوة. وتحويل هذه المكونات البسيطة إلى قصص صالحة للأكل له سحر خاص، إذ يحمل كل إبداع جوهر أصله، ويتجاوز في الوقت ذاته حدود ما يمكن لفنّ الحلوى أن يقدّمه.
هل تستخدمين تقنيات أو تكنولوجيا محددة في تطوير إبداعاتك في عالم الحلويات؟
يمثل الابتكار المحرك الأساسي لفني، سواء في ريادة الحلويات الخالية من السكر أو تصميم قوائم تذوق نباتية بالكامل. وتجسد قائمة التذوق في مطعمي بسيدني هذه الفلسفة، عبر إعادة تصور الأطباق الكلاسيكية باستخدام تقنيات حديثة مثل المستحلبات فوق الصوتية والتجفيف الدقيق. وأرى في التكنولوجيا أكثر من مجرد أدوات، بل هي مفتاح لإطلاق نكهات تحترم المكونات الأصلية وتدفع بفنّ الحلوى إلى آفاق غير مألوفة.

كيف تعكس شراكتك مع أوزين لايف مادهو في جزر المالديف رؤيتك للطهو بوصفه تجربة حسّية متكاملة؟
الطبيعة هي أعظم شركائي في الإبداع، والمكونات المحلية ترسم ملامح مختلف أطباق الحلوى. لذا، فإنّ ابتكارات كل مساء كانت تتحوّل إلى لوحات بحرية قابلة للأكل، تمتزج فيها نكهات جريئة مثل عسل المانغروف المملح مع قوامات غير متوقعة تُحاكي تكوينات الشعاب المرجانية. فالتجربة كانت رحلة حسّية كاملة عبر ملامح أرض المالديف ومذاقاتها. خلال إقامتي في أوزين لايف مادهو، دمجت عوالم الفن والطبيعة والطهو، لتقديم لحظات تبقى ذكراها حاضرة في الأذهان وكانت النتيجة سيمفونية من المذاقات الحلوة ولوحة فنية جدارية من الشوكولاتة الشهية، والمستوردة من مصدر مستدام، بتصميم يعكس أجواء المالديف والبيئة البحرية، إلى إبداع أعمال فنية شهية باستخدام الشوكولاتة، والألوان، وورق الأرز، والمساحات الفنية الصغيرة. فقد شكلّ جمال الطبيعة في المالديف مصدر إلهام لا ينضب بالنسبة لي.
ما النصيحة التي تقدمينها لربّات البيوت الراغبات في استكشاف عالم الحلويات وتعلّمه؟
الفضول هو بوصلـة كل صانع حلويات مبدع. ففي حالات كثيرة، تكشف الوصفات الفاشلة عن قوامات جديدة وغير متوقّعة تستحق الاستكشاف. وقد أنشأتُ دورات كاملة حول ما أسميه «الصُّدف السعيدة»، مثل السوفليه المنهار الذي أُعيد تصوّره على شكل رقائق هشة تُشبه الشعاب المرجانية، أو الغناش المنفصل الذي تحول إلى صياغات فنية على شكل صلصات تتحدى المألوف. المطبخ، في نهاية المطاف، هو مختبرنا، حيث ينبغي أن يتعايش الانضباط التقني مع الرغبة في الاستكشاف والتجريب بكل تناغم وجمال.
وصفات ذات صلة:
- باقة الفراولة (strawberry posy).. من الشيف جانيس وونغ
- زهرة الفستق (pistachio flower).. من الشيف جانيس وونغ
- شوكولاتة H20Chocolate ) H20).. من الشيف جانيس وونغ