02 نوفمبر 2025

5 أشياء يجب عليك معرفتها قبل شراء المكمّلات الغذائية

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

مع أن لبعض المكمّلات الغذائية دوراً قيّماً في علاج بعض الحالات والوقاية من البعض الآخر، إلا أنها غالباً ما يُساء فهمها، وتُباع بأسعار مبالغ فيها. فمن مساحيق الكولاجين، إلى حلوى تقوية المناعة، تنتشر المكملات الغذائية في كل مكان. وفي المنشورات على «إنستغرام»، وعلى رفوف المتاجر، وفي صفحات الأونلاين.، تَعِدُ بنوم أفضل، وبشرة متوهجة، وتركيز أعلى، أو حتى عمر أطول. وتُسوّق كحلول سريعة لمشكلات الصحة العصرية.

وكثيراً ما يُسأل خبراء التغذية عن جدوى المكملات الغذائية، والإجابة هي نفسها: الأمر يعتمد على الحالة.

ولكن عموماً، إليكم خمسة أشياء يجب أن يعرفها الناس قبل شراء المكمّلات الغذائية:

مجلة كل الأسرة

1- ابدأ بالطعام لا بالمكمّلات الغذائية

إذا كان بإمكانك الحصول على عنصر غذائي من نظامك الغذائي، فهذا هو الخيار الأفضل دائماً. ويعرّف الخبراء المكمل الغذائي بأنه منتج «يهدف إلى تصحيح النقص الغذائي، أو الحفاظ على تناول كافٍ من عناصر غذائية معيّنة، أو دعم وظائف فسيولوجية محددة». بمعنى آخر، المكمّلات الغذائية موجودة لدعم نظامك الغذائي، وليست بديلاً عن الأطعمة الحقيقية.

والأطعمة الكاملة تُقدم أكثر بكثير من مجرّد عناصر غذائية مُنفصلة. على سبيل المثال، لا تُوفر الأسماك الزيتية مثل السلمون دهون أوميغا 3، فحسب، بل تُوفر أيضاً البروتين وفيتامين (د)، والسيلينيوم، ومركّبات مفيدة أخرى. وتتفاعل هذه العناصر بطرق لا نفهمها تماماً، ويصعب، إن لم يكن من المستحيل، تكرار تأثيرها الجماعي في شكل مكمّلات غذائية.

كما حاول العلماء عزل «المكوّنات النشطة» في الفاكهة والخضراوات، لإعادة إنتاج فوائدها في شكل أقراص، ولكن من دون جدوى. ويبدو أن الفوائد تأتي من الغذاء الكامل، وليس من مُركّب واحد.

مع ذلك، هناك حالات تُصبح فيها المكملات الغذائية ضرورية. على سبيل المثال، يُنصح بتناول حمض الفوليك قبل الحمل، وأثناءه، لتقليل خطر إصابة الجنين بعيوب الأنبوب العصبي. ويُنصح بتناول فيتامين (د) خلال أشهر الشتاء عندما تكون أشعة الشمس محدودة. وقد يحتاج الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائياً نباتياً إلى فيتامين «ب12»، لأنه يوجد غالباً في المنتجات الحيوانية.

2. قد لا تُدرك أنك تتناول جرعة زائدة

تناول جرعة زائدة من المكملات الغذائية أسهل بكثير من الإفراط في تناولها عن طريق الطعام. وعلى المدى القصير، قد يؤدي ذلك إلى آثار جانبية مثل الغثيان، أو الإسهال. لكن الإفراط في الاستخدام على المدى الطويل قد تكون له عواقب وخيمة.

يتناول الكثير من الناس المكمّلات الغذائية لسنوات من دون معرفة ما إذا كانوا بحاجة إليها، أو ما هي الجرعة الزائدة. تُخزن الفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل أ، د، هـ، وك، في الجسم بدلاً من إفرازها، وعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول فيتامين (د) إلى تراكم الكالسيوم، ما قد يُلحق الضرر بالكلى والقلب، إضافة إلى إضعاف العظام. ويمكن أن تُسبب الجرعات العالية من فيتامين (أ) تلف الكبد، وعيوباً خلقية أثناء الحمل، وانخفاض كثافة العظام.

حتى الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء قد تُسبب مشكلات، حيث يرتبط الإفراط في استخدام فيتامين ب6 على المدى الطويل بتلف الأعصاب.

وبما أن معظم الناس لا يفحصون مستويات العناصر الغذائية في دمهم بانتظام، فإنهم غالباً لا يدركون وجود مشكلة ما، إلا بعد ظهور الأعراض.

مجلة كل الأسرة

3. لا تثق بنصائح وسائل التواصل الاجتماعي

إذا ما تصفحت الإنترنت لبضع الوقت، سترى على الأرجح مكملات غذائية يروّج لها على أنها «مُعززة للمناعة»، أو «طبيعية»، أو «مُزيلة للسموم»... وغيرها، وقد تبدو هذه الكلمات مُقنعة، لكن ليس لها تعريف علمي، فهي مصطلحات تسويقية.

وتُؤكد هيئة معايير الغذاء في بريطانيا، على سبيل المثال، بوضوح، أن المكمّلات الغذائية «ليست منتجات طبية»، و«لا يُمكنها أن تُمارس تأثيراً دوائياً، أو مناعياً، أو أيضياً». ومع ذلك، تُشير العديد من الادعاءات على الإنترنت إلى خلاف ذلك. هذا النوع من التسويق، الذي يُطلق عليه أحياناً «التسويق الصحي»، يُعطي انطباعاً بأن للمكملات الغذائية قدرات وإمكانات في الواقع هي لا تمتلكها. إذ لا تخضع المكملات الغذائية لنفس الاختبارات والتنظيمات التي تخضع لها الأدوية. هذا يعني أنه يُمكن أن تكون تركيبتها رديئة، أو جرعاتها خاطئة، أو مُلصقاتها خاطئة. ولدى هيئات معايير الإعلان في بعض الدول قواعد تُنظّم كيفية تقديم الادعاءات الصحية، بما في ذلك على منصات التواصل الاجتماعي. لكن تطبيقها صعب، بخاصة مع التسويق عبر المؤثرين، ومخططات التسويق بالعمولة، حيث تُضيف مخططات التسويق المتعدّد المستويات مزيداً من التعقيد. ونرى أحياناً، بائعين من دون أيّ تدريب طبي أو علمي، يروّجون للمنتجات باستخدام قصص شخصية بدلاً من الأدلّة. وفي حين تُقدّم هيئات معايير الإعلان في معظم دول العالم إرشادات مُحدّدة حول كيفية إعلان بائعي التسويق عن المكمّلات الغذائية، إلا أن هذه القواعد غالباً ما يتم تجاهلها في دول، ونادراً ما تُطبّق في دول أخرى، وعادة ما تفلت من الثغرات التنظيمية.

4. صناعة المكمّلات الغذائية تُركّز على المبيعات أكثر من العلم

تُقدّر قيمة سوق المكملات الغذائية العالمية بأكثر من 100 مليار جنيه استرليني. ومثل أيّ صناعة رئيسية، فإن هدفها هو النمو والربح. وهذا يؤثر في كيفية تطوير المنتجات وتسويقها. فإذا كانت بعض المكمّلات الغذائي فعّالة حقاً، لكان الأطباء، وليس المؤثرون، هم من يُوصون بها.

بعض المكملات الغذائية مدعومة بالأدلة، لكنها غالباً ما تكون الأقلّ لفتاً للانتباه، مثل الحديد، أو فيتامين (د). ويُعلن عن العديد من المكملات الغذائية الأخرى بادعاءات تتجاوز بكثير ما تُظهره الأبحاث، وغالباً ما يُروّج لها أشخاص ليس لديهم تدريب رسمي في التغذية، أو الرعاية الصحية.

مجلة كل الأسرة

5. بعض المكمّلات الغذائية ليست آمنة للجميع

لكونها متاحة من دون وصفة طبية لا يعني بالضرورة أنها آمنة. حتى المنتجات التي تحمل علامة «طبيعية» قد تتفاعل مع الأدوية، أو تُسبب ضرراً.

نبتة سانت جون، التي تُستخدم أحياناً في دول غربية لعلاج انخفاض المزاج، قد تُسبب آثاراً جانبية خطرة إذا تم تناولها مع بعض مضادات الاكتئاب، وموانع الحمل، وأدوية ضغط الدم. ويمكن أن يتداخل فيتامين (ك) مع مُميّعات الدم مثل الوارفارين. ويمكن أن تُسبب الجرعات العالية من الحديد مشكلات في الجهاز الهضمي، وتؤثر في امتصاص بعض المضادات الحيوية.

ولم تُختبر سلامة العديد من المكمّلات الغذائية على الحوامل. ومن المعروف أن مكمّلات أخرى، مثل الجرعات العالية من فيتامين (أ)، ضارّة أثناء الحمل، ويمكن أن تنتقل عبر حليب الثدي. فإذا كنتِ حاملاً، أو مرضعة، أو تتناولين دواء، أو تُعانين مشكلة صحية، فاستشيري طبيبك، أو أخصائي تغذية قبل البدء بتناول مكمّل غذائي جديد.

مراجعة سريعة

يمكن للمكمّلات الغذائية أن تُعزز الصحة عند الحاجة، ولكنها ليست علاجاً شاملاً. وقبل إنفاق المال على منتَج يُبشر بنتائج واعدة، اسأل نفسك: هل أحتاج إليه حقاً، أم من الأفضل شراء طعام مُغذّ؟

اقرأ أيضاً: ما هو أفضل وقت لتناول الفيتامينات؟