في عيد الاتحاد الـ54... طلبة الإمارات في الخارج «سفراء» ووجه مشرق لبلدهم
يمثّل الطلاب الإماراتيون في الخارج وجهاً مشرقاً لدولتهم، فهم سفراء لقيمها وتراثها، بعلمهم، وأخلاقهم، وانفتاحهم على الثقافات، وتمسّكهم، في الوقت نفسه، بهويتهم الراسخة في وجدانهم.
ويجسد المجلس العالمي لشباب الإمارات في المملكة المتحدة منصة وطنية يجتمع فيها شباب وشابات إماراتيون، ويمثلون الدولة وقيمها وهويتها الثقافية، ويقدمون صورة بهية عن جذورهم، وعاداتهم وتقاليدهم، من خلال مبادرات تبرز دور الشباب الإماراتي في بناء جسور التواصل الحضاري، وتجسيد روح الإمارات المتقدمة والمتسامحة.
عبد الله البستكي: هويتي الإماراتية أمانة ورسالة وطنية أحملها أينما ذهبت
يجسّد عبدالله محمد البستكي، رئيس المجلس العالمي لشباب الإمارات في المملكة المتحدة، هويته الإماراتية، ويشرح قائلاً: «منذ لحظة وصولي إلى بريطانيا كنت أحرص على أن تكون هويتي الإماراتية حاضرة في كل خطوة، ليس من خلال المظهر أو اللغة، فقط، بل عبر القيم التي تربيت عليها؛ كالاحترام، والعطاء، والعمل بإخلاص. وحرصت على أن أكون قدوة في التميّز الأكاديمي، والانضباط، والقيادة، سواء في دراستي للدكتوراه، أو في رئاستي للمجلس العالمي لشباب الإمارات في المملكة المتحدة».
ويتوقف البستكي عند أكثر الإنجازات التي يفخر بها: «نجاحي في توظيف البحث العلمي في مجال الأدلّة الميكروبية الجنائية، لتمثيل الإمارات في مؤتمرات دولية، وإبراز صورة الإمارات كمركز علمي رائد يهتم بالبحث والمعرفة. وكان شعور الفخر مضاعفاً حين رأيت اسم الإمارات مرتبطاً بالابتكار والتميّز العلمي».
أعتبر نفسي سفيراً غير رسمي للإمارات وأعكس التزامي بهويتي وقيمي وتراثي
تمثيل البستكي للإمارات في الخارج حمل رسالة وطنية عن أصالة وقيم بلده «رسالتي كانت دائمًا أن الإمارات ليست دولة متقدمة فقط، بل هي وطن يقوم على الإنسان وقيم الاحترام، والتسامح، والتعاون. كنت أحرص أن أوصل صورة الإمارات كمنارة تجمع بين الحداثة والأصالة. وأحد المواقف التي لا أنساها كان بعد إحدى المحاضرات، حين قال لي أحد الأساتذة البريطانيين «بلدك يجب أن يكون فخوراً بأمثالك»، في تلك اللحظة أدركت أن كل كلمة، أو تصرف يصدر عني هو تمثيل لوطني، وأن هويتي الإماراتية ليست مجرّد انتماء، بل أمانة ورسالة وطنية أحملها أينما ذهبت».
ويشير البستكي إلى أنه «من خلال تعاملي اليومي في الجامعة والمناسبات الدولية، لاحظت أن التزامي بالهوية الإماراتية جعل الكثيرين يتحدثون عن الإمارات بإعجاب واحترام. كانوا يرون فينا نموذجاً للشباب الذي يجمع بين الأصالة والتطور. حتى أنّ كثيراً من الزملاء أصبحوا أكثر فضولًا لمعرفة ثقافتنا، وبعضهم بدأ يستخدم كلمات عربية مثل، «شكراً»، و«مرحباً»، تقديراً لروحنا الإيجابية، ما أشعرني بأنني أسهمت في بناء جسر ثقافي بين الإمارات والعالم».
في عيد الاتحاد، ما رسالة البستكي إلى وطن حملته بقلبك؟
يجيب: «أعتبر نفسي سفيراً غير رسمي للإمارات، فكل مبتعث هو واجهة لوطنه في الخارج. نحمل علم الإمارات في قلوبنا، قبل أن نحمله في فعالياتنا. ورسالتي في عيد الاتحاد هي أن نُجدّد العهد لوطن أعطانا الكثير، وأن نستمر في تمثيله بما يليق بمكانته، علمياً وأخلاقياً وإنسانياً. فالإمارات بالنسبة لي هي قصة مجد متجدّدة نرويها للعالم من خلال إنجازاتنا، وقيمنا، وانتمائنا الصادق لقيادة آمنت بأن الشباب هم امتداد لمسيرة الاتحاد».
حمدة كاظم: تمثيل الإمارات في الخارج مسؤولية وطنية تعكس قيم الدولة وأصالتها
بدورها، جسّدت حمدة كاظم، عضو المجلس العالمي لشباب الإمارات في المملكة المتحدة، هويتها الإماراتية عبر تعزيز حضور الثقافة الإماراتية في الخارج، وتروي: «خلال دراستي في الخارج، حرصت على تنظيم فعاليات ثقافية للطلبة الإماراتيين، وزملائنا الدوليين في الجامعة، كانت أكثر من مجرّد تعريف بالأطعمة، أو المناسبات الوطنية، بل تجارب متكاملة جسّدت فن الضيافة الإماراتية، وروحها. ومن خلال رئاستي لجمعية الطلبة الإماراتيين في الجامعة، شاركت زملائي أبرز المستجدات عن الدولة، كالاحتفالات الوطنية مثل يوم المرأة الإماراتية، تحدّي الرياضة، واستضافة الإمارات لـcop28 وغيرها، كما نظّمت زيارات لطلبة الجامعة لمعارض الفنانين الإماراتيين في بلد الابتعاث، للتعريف بالمواهب الإماراتية ودعم الفنانين، انطلاقاً من شغفي بالفن والتعليم الثقافي».
كما مثلّت حمدة الإمارات في مؤتمر هارفارد للعلاقات الآسيوية: «كنت ضمن ثلاثة مشاركين إماراتيين، وقد كانت رؤية علم الإمارات مرفوعاً بين أعلام الدول المشاركة مشهداً مؤثراً. وخلال المؤتمر، فزت ضمن فريق عمل دولي بجائزة تحدّي التأثير Impact Challenge لحل قضايا اللاجئين، من خلال مقترح جمع بين إيماني بأهمية التعليم وحل المشكلات الاجتماعية، عبر إنشاء منصات تعليم إلكترونية وبرامج إرشاد أكاديمي للاجئين، وهو مقترح تم اعتماده من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة».
تعقّب حمدة كاظم: «كان هذا الإنجاز بالنسبة لي مصدر فخر كبير، لأنه عكس روح الإمارات الداعمة للتعليم والعمل الإنساني ورؤية الدولة في تسخير التكنولوجيا والتقدّم التقني لخدمة المجتمعات».
وتحرص حمدة كاظم على إيصال رسالتين، هما «الإمارات بلد عريق ذو تاريخ وحضارة راسخة، وأننا لا نرضى إلا بالمركز الأول، ونسعى باستمرار نحو التميز من خلال الإخلاص والإتقان في العمل»، وتقدم مثالاً على هذا السعي «في بداية مسيرتي في الدكتوراه، وكجزء من دراستي، حرصت على تقديم صورة شاملة عن الإمارات قبل الاتحاد، وعن تاريخها في مجالات التجارة والتعليم منذ بداياتها. وما زلت أتذكّر موقفاً مؤثراً لأحد الزملاء بعد الاطّلاع على كتابتي قائلاً: «لم أكن أعلم أن للؤلؤ والتجارة البحرية هذا الدور الكبير في تاريخ الإمارات»، لأدرك أن تمثيل بلادي في الخارج مسؤولية وطنية، ورسالة تعكس أصالتها وقيمها العريقة».
تحرص أيضاً على أن تعكس في ما تقدمه جودة عالية تمثل الإمارات، وقيمها في التميز، وقد انعكس ذلك على مشاركاتها في القسم، وعلى ثقة الكلية بها وإشراكها في مبادرات أكاديمية مختلفة، كما انعكس التزامها بهويتها الإماراتية على الآخرين من حولها: «من خلال التزامي بهويتي الإماراتية، كنت أحرص على أن تكون أخلاقيات العمل، والتعاون، والاحترام التي أمارسها انعكاساً للقيم الإماراتية التي تربيت عليها. هذا الالتزام جعل من حولي، سواء من زملاء أو مشرفين، يبدون إعجابهم بروح المسؤولية والانفتاح التي تميّز أبناء الإمارات».
وتوجز: «نحن في الخارج نُمثّل دولتنا في كل تعامل وسلوك. وفي بيئة دولية يُنظر فيها إلى الفرد بوصفه انعكاساً لوطنه، يصبح تمثيل الإمارات بصورة مشرفة مسؤولية وطنية، قبل أن يكون مجرد انطباع شخصي. فكل إنجاز أحققه، وكل تفاعل مهني، أو أكاديمي أخوضه، أراه فرصة لإظهار قيم الإمارات في الإخلاص، والتميّز، والعطاء. ولكوني امرأة إماراتية، أحرص على أن أعكس صورة المرأة الإماراتية الطموحة والواثقة، التي تجسّد ما حققته دولتنا من ريادة في تمكين المرأة، ودعم مشاركتها الفاعلة في مختلف المجالات. لذا أحرص على أن يترك عملي انطباعًا يعبّر عن وطن يقدّر الجودة والريادة، وعن شعب يسعى للخير أينما كان. فالإمارات بالنسبة لي هوية أمثّلها في سلوكي، وقيم أحرص على تجسيدها في عملي اليومي».
