31 يوليو 2025

ليوا عجمان للرطب والعسل 2025.. تظاهرة زراعية وثقافية متكاملة

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

لا يتوقف مهرجان ليوا عجمان للرطب والعسل عند كونه فعالية زراعية تقليدية، بل يتجاوز ذلك ليرسخ مكانته كتظاهرة ثقافية واقتصادية، تجمع بين جودة المنتج المحلي، وروح المنافسة والابتكار. وفي دورته لعام 2025، يواصل المهرجان نموّه من خلال تنوّع المعروضات، وزيادة نسبة المشاركة المحلية والدولية، ليصبح منصة لدعم المزارعين، وتمكين رواد الأعمال، وتعزيز الاستدامة الزراعية في دولة الإمارات.

مجلة كل الأسرة

في هذا الإطار، يكشف محمود خليل الهاشمي، مدير عام دائرة التنمية السياحية في عجمان «يشهد مهرجان ليوا عجمان تطوراً نوعياً بتحوّله من مهرجان مخصص للرطب، إلى تظاهرة زراعية متكاملة. حيث شهدت دورة عام 2025، إلى جانب الرطب، كلاً من العسل، والحمضيات، واللوز، والتين، وغيرها من المنتجات الصيفية المحلية، ما يعكس تنوّع الإنتاج الزراعي في الإمارات، إضافة إلى ما يتضمنه من فقرات مختلفة، منها «المزاينة»، و«المزايدة»، اللتان تعززان من روح المنافسة، وتكرمان جودة المحاصيل المحلية».

وبفضل التحوّلات التي شهدها خلال العامين السابقين، تحوّل المهرجان من فعالية لعرض المنتجات الزراعية، إلى وجهة عائلية تجذب الزوار من مختلف الفئات، بدءاً من المساحات الترفيهية التي تتضمن فعاليات متنوعة للأطفال، إلى الأنشطة التفاعلية الخاصة بالبالغين، وكبار السّن. كما ينظم المهرجان، وبشكل يومي، العديد من المسابقات والجوائز التحفيزية، إضافة إلى «السوق الشعبي»، الذي يتم فيه عرض تشكيلة واسعة من المنتجات التقليدية، والحِرف اليدوية، والمأكولات المنزلية، ما يعزز الطابع التراثي والاقتصادي للحدث، ويدعو إلى المشاركة والاستمتاع بالأجواء.

مجلة كل الأسرة

يتوزع المشاركون الذين يقارب عددهم الـ 61، على قسمين رئيسيين، الأول مخصص لعرض المنتجات الزراعية المحلية بمختلف أنواعها، فيما يضم القسم الآخر مجموعة من المنتجات الحرفية واليدوية المصنوعة في البيوت، إلى جانب أركان للأطعمة والمأكولات الشعبية التي جرى اختيارها من مطاعم وكافيهات ومطابخ من إمارة عجمان، دعماً للقطاع المحلي للإمارة، وتعزيزاً لدور المهرجان في تمكين رواد الأعمال والمشاريع الصغيرة من عرض منتجاتهم للزوار، مع التأكيد على عامل الجودة كمعيار أساسي في الاختيار، للحفاظ صورة المهرجان، واستدامة نجاحه.

وعن شروط المشاركة في «المزاينة»، يكشف الهاشمي «تخضع المنتجات المشاركة لمعايير دقيقة، وفي ما يخص الرطب، يجب على المتسابقين تقديم كميات محدّدة، وبأحجام متوافقة مع الشروط، على أن تكون خالية تماماً من أيّ مواد كيميائية، حيث يتم فحص العينات بدقة، قبل قبولها في المسابقة. كذلك الأمر ينطبق على العسل، حيث يشترط تقديم كمية معينة، ويخضع المنتج للفحص في المختبر، للتأكد من مطابقته للمعايير المعتمدة، لضمان نزاهة النتائج، وتعزيز ثقة المشاركين والزوار بجودة المنتجات المعروضة».

مجلة كل الأسرة

لا تتوقف المشاركة في دورة 2025 على إمارات الدولة، حيث يشهد المهرجان مشاركات دولية من دول عدّة، منها المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، لبنان، مصر، وباكستان، حيث يعكس التنوّع حرص إدارة المهرجان على تعزيز الانفتاح الثقافي، وتبادل الخبرات الزراعية والحرفية، ما يثري تجربة الزوار، ويمنحهم فرصة الاطلاع على منتجات وأساليب متنوعة من مختلف البيئات. كما دعا الهاشمي المزارعين إلى اغتنام فرصة المشاركة في المهرجان، والاستفادة من هذه التظاهرة الزراعية والثقافية، التي أصبحت مساحات تواصل للمنتج مع المستهلك، وتعزيز حضوره في السوق المحلي، مؤكداً جهود الدائرة في السعي لتطوير الفعالية بالاعتماد خطة سنوية، ويشير«يشهد المهرجان في كل دورة إضافات نوعية، سواء من حيث الفعاليات، أو المساحة، أو مستوى المشاركة، ومن المتوقع أن تشهد الدورة المقبلة توسعة في المساحة المخصصة للمهرجان، بما يتماشى مع الإقبال المتزايد من الزوار والمشاركين».

فرصة لعرض النباتات المحلية والعالمية 

ولدوره في تعزيز الوعي بأهمية الوعي البيئي والزراعي، تجد نسمة، ممثلة مشتل مصفوت، أن «المهرجان فرصة مناسبة لعرض النباتات التي تناسب بيئة دولة الإمارات، مثل أشجار الغاف والنخيل، إلى جانب أنواع أخرى مستوردة من أمريكا والمكسيك»، وتكمل «تتميز نباتاتنا باعتمادها الكامل على الزراعة العضوية الخالية من المواد الكيميائية، حرصاً على صحة الإنسان واستدامة البيئة، مستلهمين ذلك من فكر ونهج المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي آمن بأن الزراعة أساس الحضارة».

مجلة كل الأسرة

فيما يتحدث محمد عبد الله السعدي، من مزرعة النحوه، عن مشاركته قائلا «نشارك بتشكيلة مختلفة من المحاصيل الزراعية، فإلى جانب أنواع الرطب المختلفة مثل «الخلاص»، و«الخنيزي»، و«السكري»، نحرص على زراعة فواكه ومنتجات موسمية مثل «الهمبه»، والليمون، ومنتجات أخرى تشكل تحدّياً للمزارع، بسبب عدم ملاءمة الظروف البيئية. لقد تمكنا من زراعة محاصيل كانت تعتبر صعبة النمو في الدولة، مثل التين، والعنب، والسّر في النجاح يكمن في التجربة المستمرة، وتراكم الخبرة، وتطوير المهارات الزراعية، والاعتماد على المحاولة والتعلم».

فيما عبّر محمد محبوب، مالك مزرعة الشهد، الذي يشارك للمرة الأولى في المهرجان، عن اعتزازه بهذه التجربة التي وصفها بفرصة هامة للتعريف بمنتجاته من العسل المحلي الذي يتم أنتاجه من بيئة الإمارات الطبيعية، رغم خبرته التي تتجاوز الـ 19 عاماً في مجال العسل، ويوضح «مشاركتي في هذا الحدث فتحت لي المجال للتواصل المباشر مع الزوار والمهتمين، إلى جانب تبادل الخبرات مع المزارعين والنحالين من مختلف إمارات الدولة، والدول المشاركة، ما يسهم في تطوير المهارات وتحسين جودة الإنتاج». وفي إطار سعيه لتعزيز منتجه، يكشف محبوب «أحرص على توسيع نطاق الإنتاج بإضافة أنواع جديدة من العسل المأخوذ من نباتات محلية، إلى جانب عسل السدر والسمر، والمشاركة في جميع المهرجانات والمعارض الزراعية والغذائية في الدولة، لكونها تشكل فرصة لدعم المنتج المحلي، والترويج له ضمن بيئة تنافسية تضمن الجودة والتميز».

* تصوير: صلاح عمر