سكان الإمارات يفضلون عقارات المستقبل.. استدامة وصحة وذكاء اصطناعي

لم تعد المدن مجرد مجموعة من المباني والطرق، بل أصبحت كائنات حية تتنفس، وتتفاعل، وتنمو، بل تستخدم التكنولوجيا لتوفر الراحة لسكانها، وتعزز صحتهم ورفاهيتهم. هذه الأحلام أصبحت أولوية قصوى تتشكل الآن على أيدي مهندسين، ومخططين، ومديري مدن يجمعون بين الابتكار والتصميم والتكنولوجيا المتقدمة لبناء مدن المستقبل في الإمارات.
فوفقاً لدراسة استقصائية أجرتها شركة يوجوف لصالح شركة آر إيفوليوشن، لم تعد الرفاهية تقتصر على التصميم الفاخر أو الإطلالة الخلابة، بل أصبح جوهرها يكمن في مدى قدرة المنزل على تعزيز الصحة والعافية من خلال ثلاثة عناصر أساسية: الاستدامة.. لتكون هذه المدن صديقة للبيئة وتعيش للأجيال القادمة؛ والصحة.. لتكون بيئة داعمة للرفاهية الجسدية والنفسية؛ والذكاء الاصطناعي.. لربط كل شيء وتقديم تجربة حياة سلسة وذكية.

الصحة أولاً
فقد كشفت الدراسة أن 90% من سكان الإمارات يعتبرون الصحة والعافية أولوية قصوى عند اختيار منزلهم الجديد. والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن أكثر من 80% من المشاركين أعلنوا عن استعدادهم لدفع مبالغ إضافية مقابل المزايا التي تدعم صحتهم. فقد أصبح الضوء الطبيعي والهواء النقي من أهم أولويات مشتري المنازل في الإمارات، حيث يرى 90% من السكان أنهما أساسيان للصحة. وكشفت دراسة استقصائية أن 75% من المشاركين يفضلون المنازل ذات التصميمات المستوحاة من الطبيعة، بينما يعتبر 68% مرافق العافية واللياقة البدنية جزءاً أساسياً من تجربة السكن المثالية.
اختبار نوعية حياة أفضل
من جهته، قال أليكس زاغريبيلني، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«آر إيفوليوشن»: «العقارات يجب ألا تقتصر على كونها مجرد أماكن للعيش، بل يجب أن تكون مساحات تمكّن الأفراد من الازدهار واختبار نوعية حياة أفضل. فوفقاً لنتائج هذا الاستطلاع، هناك تحول واضح في أولويات مشتري العقارات، حيث يبحثون عن مساحات سكنية تُعزز أسلوب حياتهم الصحي، من خلال مشروع «أيوا» المستدام، الذي يجمع بين الحكمة القديمة والتكنولوجيا الحديثة، وهذا مطلب أغلب الشباب الذين يبحثون عن منازل تحقق بيئة صحية ومستدامة، وملاذاً متكاملاً يضع سلامة الإنسان على رأس أولوياته، حيث تشمل أنظمة تنقية الهواء والماء، وتصميماً داعماً للطاقة، وتمزج بين الفخامة والاستدامة».

أحجار كريمة لتنقية الطاقة وتحسين التركيز والنوم
كما لفت أليكس زاغريبيلني أن تحسين طاقة المنزل وسكانه من أبرز توجهات أصحاب العقارات اليوم، وقال: «تصميم المبني من شجرة البانيان العظيمة، حيث يكمن في قلب المبنى هرم كريستالي يزن 16 طناً، يضم 3,355 بلورة وحجراً شبه كريم، لا يقتصر دوره على الجمال فحسب، بل يعمل على تنقية الطاقة وتحسين التركيز والنوم، إضافة إلى جدران عازلة للصوت لضمان الهدوء التام، و«تراسات» خضراء، لتمنح إحساساً عميقاً بالسكينة».

الحاجة لمنازل ذكية تكثف ابتكارات شركات التكنولوجيا
بدوره أشار دوهي لي، رئيس شركة سامسونج جلف للإلكترونيات، إلى التحول الملحوظ نحو التقنيات الذكية التي تسمح للمنزل بالتفكير والاستجابة والتطور ليناسب احتياجات المستخدمين وأنماط حياتهم. وأشار إلى أن هذه الرؤية تتماشى تماماً مع طموح دولة الإمارات في أن تصبح مركزاً عالمياً للابتكار المدفوع بالذكاء الاصطناعي، مع التركيز على حلول تساهم في تقليل استهلاك الطاقة وتعزيز الرفاهية.

وأضاف دوهي لي: «لقد أقمنا مؤخراً تجربة غامرة وفريدة من نوعها تحت اسم «AI Home»، وذلك في فيلا ذكية صُممت لتعكس مفهوم المنزل المستقبلي. تهدف هذه التجربة إلى تسليط الضوء على أحدث الابتكارات الذكية في مجالات الترفيه المنزلي، والأجهزة المنزلية، وشاشات العرض المتطورة، وكيف تندمج هذه الأجهزة. وقد ضمت تجربة «AI Home» ثمانية أقسام معيشية، كل منها يمثل سيناريو واقعياً، مثل ليالي السينما على تلفزيونات Neo QLED العملاقة، والمطابخ الذكية المتصلة بأجهزة Bespoke AI، ومساحات العمل الذكية...».

مستقبل التخطيط العمراني مرتبط بالذكاء الاصطناعي
من جانبه، سلط الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، الضوء على أهمية الأمن والذكاء في العصر الرقمي، وذلك خلال فعاليات النسخة الأولى لقمة فوربس الشرق الأوسط «بناء المستقبل»، والتي أقيمت بالشراكة الاستراتيجية مع وزارة الطاقة والبنية التحتية ودائرة البلديات والنقل، مؤخراً، حيث أكد الدكتور محمد الكويتي التزام الدولة بحماية العنصر البشري وبياناته وتعزيز ثقافة الأمن السيبراني، لضمان السلامة والأمان للجميع خلال مسيرة التحول الرقمي.

وختاماً، نرى أن هذا التحول الجذري في مفهوم المدن يؤكد أن مستقبل العمران يكمن في قدرته على خدمة الإنسان والبيئة معاً، ليصبح العيش في هذه المنازل تجربة إنسانية متكاملة.