التقبُّل هو أحد أهم مفاتيح الصحة النفسية التي ترتبط بشكل أساسي بالقدرة على تقبُّل ذواتنا والآخرين، بصورة إيجابية متوازنة، بعيداً عن التوتر، والقلق، والاكتئاب، والإجهاد، والطاقة السلبيّة.
هدى آل علي
يمكن تعريف الصحة النفسية بأنها «القدرة على الإحساس بالسعادة والارتياح مع الآخرين»، وتشير الاستشارية التربوية وخبيرة تمكين المرأة، هدى آل علي، إلى أهمية ارتباط الصحة النفسية بالقدرة على تقبّل الآخر، لكونها أمراً حيوياً للوصول للسعادة في الحياة، وتؤكد أن «التعامل مع الأشخاص السلبيين تحدٍّ تنجم عنه زيادة في مستويات التوتر والقلق الذي يمكن أن يتحول إلى إجهاد وإحباط، فينعكس سلباً على صحتنا النفسية، لذلك يصبح من المهم وضع الحدود في هذه العلاقات، والتركيز على التواصل الإيجابي، وإجادة تقييم تأثير هذه الشخصيات، وحماية أنفسنا من الآثار السلبية الناجمة عن التفاعل معها، من دون أن نؤذي أنفسنا».
وتبيّن هدى آل علي أهمية وجود توافق بين الأفكار والمشاعر «هذا التناغم أمر مهم للوصول إلى الصحة النفسية، فالتواصل مع المشاعر بشكل واضح يساعد على فهمها، والتعاطي معها بشكل صحيح، وبالتالي تعزيز الأفكار، واستيعاب العواطف، وتحويلها إلى طاقة إيجابية. ولتحقيق ذلك يمكن ممارسة الاسترخاء والتأمل، لنتمكن من التواصل بصورة صحية مع مشاعرنا، والتعبير عنها بطريقة صحيحة وبنّاءة، فالتقبّل هو أحد مفاتيح الصحة النفسية التي تمنحنا الفرصة للنمو والتطور، كذلك الأمر مع الأشخاص، كما أنه يعني التعامل مع الأفكار السلبية والمشاعر السيّئة بطريقة إيجابية. فالاعتراف بعيوبنا يمنحنا القدرة على التعامل مع التحديات والصعاب بشكل أفضل، وبالتالي يساعدنا على تقليل التوتر والقلق والاكتئاب، وتعزيز الإحساس بالسعادة والرضا، والقدرة على مواجهة التغييرات بثقة، والتأقلم معها. كما يساعدنا التقبّل على تحسين العلاقات الاجتماعية، ونمو الذات، وفهم الآخرين وإظهار التعاطف والاحترام.، لكن ذلك لا يعني أن نسلّم لكل شيء، فهناك فرق بين التقبّل والتسليم، رغم اشتراكهما في معنى القبول والإيمان، فهما يختلفان في النهج والرؤية، فبينما يتطلب التقبّل فهماً عميقاً للأمور اعتماداً على التفكير المنطقي، يكون التسليم تنازلاً واضحاً عن السيطرة، والاعتماد على القوة العليا، أي عيش الحالة من دون مقاومة، وبالتالي يؤثر في صحتنا النفسية، وسعادتنا. وإذا ما أجدنا التعامل مع هذين المصطلحين بالشكل السليم، فهناك أشياء في حياتنا علينا تقبّلها، لكن يجب ألا نصل إلى درجة التسليم السلبي الذي ينعكس بشكل سلبي على حياتنا، وصحتنا النفسية».
كيف تحافظ على صحتك النفسية؟
تطرح هدى آل علي الأسباب الداخلية التي تعيقنا عن الوصول إلى الصحة النفسية:
وهما من أهم المسائل التي يجب أن نوليها اهتماماً في حياتنا اليومية، وامتلاكنا لهما يساعدنا على مواجهة التحديات والضغوط اليومية، بثقة وسلاسة، وللتزود بهما توصي هدى آل علي بـ: