أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصّات قوية للتأثير في المجتمعات، وتنوّع المؤثرون فيها تبعاً لمحتواهم، وأسلوب تفاعلهم مع الجمهور، ويمكن تصنيف هؤلاء المؤثرين إلى فئتين رئيسيتين: إيجابيين، وسلبيين.
المؤثرون الإيجابيون، هم أولئك الذين يوظفون منصّاتهم لنشر الوعي، والتعليم، والإلهام، فهم يقدمون محتوى ذا قيمة مضافة في مجالات متعدّدة، مثل الصحة، والتعليم، والسياحة، وريادة الأعمال، وحتى الترفيه الهادف، ومن أبرز الأمثلة على هذه الفئة، المعلمون الذين يقدّمون دروساً مجانية عبر الإنترنت، والأطباء الذين يشرحون معلومات طبية موثوقة، ورُوّاد الأعمال الذين يشاركون تجاربهم لتحفيز الشباب، والرحالة الذين يعرّفون المتابعين ثقافات الشعوب، ومناطق نائية لم يروها من قبل.. حيث يظهر تأثير هذه الفئة في رفع الوعي، وتحفيز المتابعين على التعلّم، والتطوّر، وتعزيز المعرفة.
في المقابل، المؤثرون السلبيون يركزون على إثارة الجدل، ونشر المحتوى السطحي، أو المبتذل، بل أحياناً غير الأخلاقي، بغرض زيادة عدد المشاهدات فقط. ويتعمد بعضهم نشر معلومات مضللة، أو مقاطع استفزازية، من دون أيّ اعتبار للقيم الدينية، أو المعايير الاجتماعية. ورغم أنهم قد يحققون شهرة مؤقتة، إلا أن تأثيرهم يكون سلبياً، خصوصاً في الفئات العمرية الصغيرة، والمراهقين.
أخيراً، وعلى الرغم من تنوّع المنصات، وازدياد عدد المؤثرين، يوماً بعد يوم، تبقى الحقيقة واضحة: المحتوى الهادف هو ما يدوم ويترك أثراً طويل الأمد، أما المحتوى السيئ، فمهما بلغ من الانتشار، فهو إلى زوال، وسرعان ما يُنسى أصحابه، ويتحولون إلى مزبلة التاريخ... وما أكثرهم!