22 مايو 2025

رحيل ديفيد ساسون خياط أميرة القلوب.. البريطاني الذي صمم 70 بدلة لأميرة القلوب

كاتبة صحافية

مجلة كل الأسرة

لم تحزن عليه أوساط الموضة في لندن فحسب، بل بكاه المصممون الفرنسيون والإيطاليون الذين كانوا يغبطونه، لأنه الخياط الذي حاز ثقة الأميرة البريطانية الليدي ديانا. لقد سبقته في الرحيل بعدة عقود، لكن ذكراها ما زالت تثير الاهتمام، باعتبارها ملكت قلوب الملايين حول العالم.

مجلة كل الأسرة

إنه ديفيد ساسون، مصمم الأزياء البريطاني المعروف الذي أنجز للأميرة ديانا ذلك الفستان السماوي الذي ارتدته في صورة شهيرة لها تبدو فيها غافية خلال حفل في متحف فكتوريا وألبرت. كان ذلك في عام 1981، قبل 4 سنوات من رحيلها في حادث سيارة، وقد بدأت تظهر للعلن خلافاتها مع زوجها الأمير تشارلز الذي كان ولياً للعهد آنذاك. ومن علامات ضيقها وافتقادها السعادة الزوجية أنها كانت تبدو شاردة في الحفلات العامة، أو كسيرة النظرات. تؤدي واجبها البروتوكولي كأنها مرغمة عليه. وفي ما يخص تلك الغفوة، هل كانت الليدي مرهقة، أم أن طبقات الوسلين الحريري هي التي دغدغت جسدها، وأنستها ما حولها من ضجيج؟

مجلة كل الأسرة

فارق ديفيد ساسون الحياة عن 92 عاماً، بعد حياة حافلة بالقرب من أيقات العام، ونجماته. وفي ما يخص صديقته الأثيرة الليدي ديانا، فإنه كان مثل ظلها، فهو الذي أنجز لها 70 ثوباً، ما بين فستان رائع للسهرة، أو بدلات عصرية للمناسبات العامة. وإلى جانب أميرة القلوب، فإن المصمم العجوز أمضى جانباً كبيراً من حياته وهو يقدم لسيدات العائلة المالكة البريطانية أجمل ما ظهرن به من ثياب. وكان يشتغل بمساعدة شريكته المبدعة بليندا بلفيل، وكانت هذه الأخيرة قد أنشأت متجرها للثياب الراقية في عام 1953 تحت اسمها الخاص، وبعد 5 سنوات تغيّر الاسم إلى «بيليندا ساسون»، عند بدء شراكتهما في المهنة.

ولد ديفيد ساسون في لندن عام 1932، لأسرة تمتهن العمل اليدوي والخياطة. ثم جاءت اللحظة الحاسمة في مسيرته المهنية حين طلبت منه الأميرة الطفلة، آنذاك، آن ابنة الملكة إليزابيث، أن يصمم لها فستاناً ترتديه في عرس الليدي باميلا مونتباتن، ومهندس الديكور ديفيد هيكس. كانت آن في العاشرة من العمر، وكان الخياط في الثانية والثلاثين، وقد أتيحت له الفرصة لدخول قصر «باكينجهام»، ولقاء ملكة بريطانيا للمرة الأولى. إنها بداية مغامرة رائعة من مغامرات الموضة، حيث أصبح ساسون المصمم المفضل للعائلة. ولما اقترن ولي العهد بالليدي ديانا كان من الطبيعي أن يتعرف إلى العروس الجديدة، ويقدم لها أجمل ما تفتقت عنه موهبته.

مجلة كل الأسرة

أحبّت ديانا تصاميمه، وراقت لها شخصيته الهادئة، وطبعه المتكتم. ففي أوساط القصور والبلاط الملكي يعتبر الكتمان، بين العاملين والوصيفات، فضيلة أساسية. ولهذا، فقد وثقت به، وأطلقت له العنان في اختيار ما يناسبها من فساتين. فهو الذي صمم لها ثياب فترة الخطوبة، وكذلك الفساتين التي ارتدتها في فترة الحمل، أو التي ظهرت فيها على أغلفة المجلات العالمية وهي تغادر المستشفى بعد ولادة طفليها. ويقول بيثان هولت، مؤلف كتاب «الملكة»، إن المصمم ساسون لعب دوراً أساسياً في رسم مظهر ديانا، ومنحها صورتها كسيدة بالغة الأناقة، وحورية عصرية من حوريات الأساطير. لقد أبدع ثياباً هي أروع ما خلّفته لنا حقبة الثمانينيات من القرن الماضي. كانت تصاميمه تحترم قواعد المظهر الملكي، وفي الوقت نفسه تراعي اللمسات الجذابة الشبابية.

مجلة كل الأسرة

ومع السنوات، امتلأت أجندة المصمم بأسماء ساطعة في سماء الشهرة. فمن زبوناته الأميرة مرجريت، شقيقة الملكة، والليدي سارة فيرجسون زوجة الأمير أندرو، والمحامية والمتبرعة السخية بلين ترمب التي كانت زوجة لشقيق الرئيس الأمريكي الحالي، والأميرة آن ابنة الملكة. وقد ارتدت آن بدلة من تصميمه في حفل العشاء الذي أقيم في قصر «فيرساي» عام 2008، بحضور الرئيس ساركوزي، وزوجته كارلا بروني. ورغم صداقة المصمم مع الراحلة ديانا، فإنه لم يرفض طلب الملكة كاميلا التي كانت غريمتها طوال سنوات زواجها، وتقاسمت معها قلب الملك الحالي تشارلز.