سَرت تكهّنات في الآونة الأخيرة باحتمال عودة سارة فيرجسون، طليقة الأمير البريطاني أندرو، إلى نطاق العائلة المالكة. لكن الخبير في أحوال عائلة وندسور، كريج براون، نفى تلك التكهنات، ولكنه الصوت الوحيد الذي ينفي، وسط مؤشرات كثيرة تخالف رأيه.
سارة وطليقها الأمير أندرو
منذ رحيل الملكة إليزابيث الثانية، والدة أندرو، قبل سنتين، فإن الكثيرين توقعوا عودة سارة إلى أندرو. لكن براون وضع حداً للأقاويل من خلال مقابلة أدلى بها إلى «سكاي نيوز». وبراون هو مؤلف كتاب «رحلة حول الملكة»، ويؤكد أن الملك تشارلز الثالث، شقيق أندرو، لا يحمل في قلبه الكثير من الودّ لسارة فيرجسون. رغم أنها بقيت تحافظ على علاقة طيّبة مع طليقها، ووالد ابنتيها الشابتين، بياتريس وأوجيني.
وحسب التعبير الإنجليزي الذي استخدمه براون في حديثه فإن «سارة ليست كوب شاي» تشارلز. مع هذا، فإن الملك الذي تسلّم العرش، بعد وفاة والدته، لا يستطيع استبعاد طليقة شقيقه من محيط العائلة، لسبب بسيط هو أنها والدة أميرتين بريطانيتين. والأميرتان هما ابنتا عمّ ولي العهد الأمير وليام. هل تضايَق تشارلز من سارة لأنها تذكّرت بالخير زوجته السابقة ديانا، وتمنّت لها أن ترقد بسلام في الذكرى 63 لميلادها؟
ورثت سارة عن الملكة إليزابيث كلبيها المدلّلين، مونيك وساندين، وهي تتولى رعايتهما بمساعدة طليقها. وغني عن القول، أن الملك لا ينظر بارتياح إلى هذا الأمر، ويرى أنها تستخدم كلبَي الملكة الراحلة لتعزيز مكانتها، وشهرتها. ثم إنها تؤدي الواجب، وتحرص على الحضور في المناسبات العائلية الكبرى.
لكن الملك لا يودّ منحها أكثر من هذا الامتياز، خصوصاً أن علاقته بشقيقه الأصغر أندرو، قد شابها التوتر بسبب تصرفات الأخير، وورود اسمه في فضيحة لا تليق بمركزه.
تزوّجا في صيف 1986 وفشل الزواج
قصّة حب شغلت الجميع
اقترنت سارة فيرجسون بالأمير أندرو، في عام 1986، بعد قصّة حب شغلت المجلات. كما لفت الطبع الجامح للأميرة الصهباء الأنظار، وضخ دماً ساخناً في الشرايين التقليدية المتصلّبة لآل وندسور. لكن الحب انتهى بالطلاق بعد 10 سنوات، من دون أن يدخل الطرفان في معارك، أو مشاحنات من التي ترافق الانفصال في العادة، لاسيما في الأوساط الثرية.
نجحت في الحفاظ على علاقة ودّية مع والد ابنتيها
وبعد مرور 3 عقود على الطلاق، ما زال الطليقان يقيمان سوية، تحت سقف واحد، هو قصر «رويال لوج»، في وندسور، إنما في غرفتين منفصلتين. ووفق هذا التعايش فإنهما يتشاركان، في ساعات الراحة، تناول شاي العصر سوية، والقيام بنزهات في الطبيعة، مثلاً. ثم جاء تورط أندرو في تهمة اعتداء جنسي، في قضية رجل الأعمال جيفري أبستين، ليعكّر علاقته بالقصر.
فقد أصبح النجل الثاني لإليزابيث شخصاً غير مرغوب فيه في العائلة المالكة، وتم تجريده من ألقابه، وإبعاده عن الظهور في وسائل الإعلام. وهنا وقفت سارة إلى جانبه، ودعمته، معنوياً، في تلك الأزمة الطاحنة التي انتهت بتسوية مالية، على الأرجح. بل إن هذه الأزمة لعبت دوراً في تقوية العلاقة بين الطليقين.
تحمل سارة لقب دوقة يورك. لكن البريطانيين يطلقون عليها لقب «فيرجي» تحبّباً. وعادة ما تُشاهد بصحبة أندرو في المناسبات الدورية، مثل سباق الخيل الشهير «رويال أسكوت».
يحضران سباق الخيل معاً
هل يتزوجان مرة ثانية؟
في حديث لصحيفة «الديلي ميل» نفت سارة ذلك الأمر، وقالت: «الكثيرون يسألونني عن عودتي إلى طليقي، والجواب هو أننا سعيدان في وضعنا الحالي. نحن الثنائي المنفصل الأكثر سعادة في العالم». وأوضحت أن الحب بينهما ما زال قائماً، ولكن بنمط مختلف.
في عام 2013، أثناء معرض للكتاب، تحدثت سارة بكثير من الإيجابية عن آندرو، وامتدحته، قائلة إنه ما زال أميرها الوسيم، وسيبقى كذلك دائماً. ومن جهته، تطرق أندرو إلى طبيعة علاقته بسارة التي تبدو مستغرَبة، وغير مألوفة، وقال إنهما لا يحافظان على علاقة طيبة حرصاً على مشاعر ابنتيهما فحسب، بل لراحتهما الشخصية، وأضاف «لا أستبعد فكرة الزواج مجدداً من سارة، لكنني لا أفرضه عليها بالتأكيد. لم نخطط للموضوع».
ومما أسهم في زيادة الالتباس ظهور سارة في برنامج «لوز وومن» قبل فترة، وتأكيدها أنها وأندرو «ثنائي غير قابل للكسر»، وأضافت «في الماضي كنا أبوين لطفلتين سعيدتين، ونحن الآن جدّان لأحفاد سعداء. إن من المبهج تمضية وقت مع العائلة». فمن المعروف أن للأميرة أوجيني 3 أطفال، هم: سيينا، وأوجست، وإرنست. كما أن للأميرة بياتريس طفلاً يدعى وولفي. ولا شك في أن سارة سعيدة بدور الجدّة بعد عمر أمضته في المطبّات، والمعاناة من المرض.
ثم تطور الأمر حين انتشرت شائعة تقول إن الملك تشارلز أعطى الضوء الأخضر لإعادة ارتباط شقيقه بسارة، وسيبارك خطوتهما. لقد سهّل عليهما الأمر، وما عادا يحتاجان إلى التمويه والنكران. فما الذي ينتظرانه؟ في الربيع الماضي، وبمناسبة عيد الفطر، شوهدت سارة تنضم إلى أندرو، وهما يذهبان إلى الكنيسة مع باقي أفراد العائلة المالكة.
وكان ذلك أول ظهور للملك تشارلز، بعد الإعلان عن إصابته بمرض خبيث. وقد فوجئ الكثيرون برؤية سارة مع العائلة نظراً لأن المناسبة خاصة، وعائلية. وقد بدت متألقة وهي تخرج من الكنيسة، وتتبادل الحديث مع تيم لورنس، زوج الأميرة آن، شقيقة الملك. وقد لوحظ أنها ترتدي اللون الأخضر، وكذلك كاميلا وآن، كأن اتفاقاً مسبقاً بينهما على بث الأمل في وقت عصيب.