24 ديسمبر 2025

مخبز عبيد... قصة نجاح إماراتية وواحة من النكهات الشعبية

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

للوهلة الأولى، تدخل مخبز عبيد في عجمان، وأنت تتوقع أن تجد الأطباق الشعبية هي السائدة في ذاك المكان. فاسم المخبز يعبّر عن هويته، ولكنها هوية شاملة تنسجم مع احتضان الإمارات لنحو 200 جنسية، وتمنح التنوع مساحة للتلاقي والابتكار.

وللمخبز حكاية يستقيها من شغف زوجة عبيد الكعبي، صاحب المخبز، سميرة محمد علي، بخوض تجارب أطباق تحاكي العديد من المطابخ العالمية، وهو شغف بدأ بخطوات بسيطة من المنزل، وتحول مع الوقت إلى مشروع متكامل يحمل بصمتها الواضحة.

تقول سميرة: «ترتكز البداية على شغفي بالمطبخ، حيث عملت من المنزل منذ عام 2016، إلى أن شرعنا في افتتاح المخبز منذ نحو ثلاثة أعوام، وكان حلمي الذي تحقق بعد سنوات من الجد والاجتهاد». 

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

وعلى مدى سنوات، ترجم الشغف إلى إصرار على تطوير الذات وتحويل الهواية إلى مشروع قادر على المنافسة.

تُعدّ سميرة، أم غانم، كل أنواع الحلويات، المحلية التقليدية، والعربية، والأجنبية، وحتى الأطباق المختلفة موضع الطلب. فهي خبيرة في الكرواسون الفرنسي، وإعداد الفطائر، والمناقيش، وورق العنب، وكل أنواع الموالح، والتيراميسو .

وبالطبع، يشكّل المخبز واحة من النكهات، ولكن الأطباق التراثية تأخذ حقها من الإقبال، وتروي أم غانم : «أعدّ ميني خبيصة والبثيثة والرنجينة، وهي عبارة عن طحين محمّص، مع تمر، وسمن، وهيل وزبدة، كما أعّد الخمير بطريقة «مودرن»، ومطعّماً بالنكهات».

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

في هذا المخبز، تمتزج الأصالة بالحداثة، ويشكّل المخبز وجهة مفضلة لجنسيات متعدّدة، ولا يقتصر الإقبال على الإماراتيين، بحيث يشكل جسراً بين النكهات المحلية والعربية والأجنبية، ويلبّي جميع الأذواق عبر قائمة متنوعة من المخبوزات، والحلويات، واللقيمات، إلى الكرواسون الفرنسي الغني بالزبدة، والكعك المزين بأشكال إبداعية.

هذه المزاوجة بين النكهات المحلية والابتكارات العصرية، تجعل المخبز مميزاً وفريداً من نوعه، وتصّر أم غانم على استخدام أفضل المكونات الطازجة، بحيث تحوّل كل وصفة إلى قطعة فنية.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

لم يكن هدف عبيد الكعبي وزوجته، مجرّد تحقيق النجاح التجاري، بحيث  يحرصان على تقديم خدمة زبائن استثنائية، وجعل كل زائر يشعر وكأنّه في منزله. كما يقدمان الدعم للأنشطة الاجتماعية، ما يعزز مكانتهما كجزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الإماراتي.

يقول  الكعبي: «نسوّق لمنتجات إماراتية لدعم المشاريع المنزلية، أكثر من مجرّد مكان لشراء الخبز والكعك. يمكنك اعتبار المخبز  كتجربة ثقافية تدمج بين التراث الإماراتي والتنوع العالمي». 

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

في خضم هذا المشروع، يعتبر مخبز عبيد شهادة على أن الشغف وحب الطهو يمكنهما بناء جسور بين الثقافات في «مكان تجد فيه نكهات الطفولة، ومذاقات منزلية تلبي جميع الأذواق».

ويتبدى دور عبيد الكعبي مكملاً لهذه التجربة، من خلال إدارته للمخبز، وحرصه على تقديم نموذج إماراتي قادر على إثبات حضوره وسط المنافسة المتزايدة في قطاع المخابز والحلويات، مع الالتزام بالجودة، وبناء علاقة مباشرة مع الزبائن.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

في هذا المكان، تمتزج الأصالة بالحداثة في، تجربة واحدة، وتخرج من مخبز عبيد بتجربة ثقافية تدمج بين التراث الإماراتي والتنوع العالمي، حيث تمتزج النكهات المحلية والعربية والعالمية بروح الابتكار، ويجتمع الزبائن من مختلف الخلفيات للاستمتاع بمذاقات متنوعة، ليرسخ هذا المشروع الحضور الإماراتي  في سوق تنافسي، وإثبات قدرته على النجاح.