بدأت رحلتها من مطبخ بسيط بلا تجهيزات في بيت العائلة، لتجد نفسها بعد سنوات أيقونة في عالم الطهو. وبين البدايات المتواضعة والتألق على شاشات البرامج العالمية، تروي الشيف شهرزاد بنمارا تفاصيل مسيرتها التي جعلت من المطبخ بوابتها إلى العالم.
كيف بدأتِ رحلتك في عالم الطهو؟ وما الذي دفعك لاحترافه؟
كانت البداية مع إحساس بسيط، حين أحببت ردّة فعل الناس عندما يتذوّقون طعاماً أعددته بيدي، وأدركت حينها أن المطبخ ليس مجرّد مكان لإعداد الطعام، بل مساحة للتعبير. فالظروف قادتني إلى الطبخ من دون تخطيط، حين انتقلنا إلى بيت جديد بلا مطبخ مجهّز، واضطررت إلى أن أطبخ للعمال، بينما كانت أمي مشغولة، ولم أكن أفرّق بين الفلفل الأسود والكمّون، لكن مع كل طبق كنت أحضّره، كان الناس يبدون إعجابهم، فمن مطبخ العائلة صنعت عالمي الخاص، وبدأت قصتي مع الطهو.
كيف تصفين أسلوبكِ في الطبخ؟ وما الذي يميّز وصفاتك؟
أسلوبي بسيط، فالسّر في الحب، وأيّ طبق يُطهى بحب، يصل مباشرة إلى قلب من يتذوّقه، فأنا أختار المكونات بعناية، وأعيد ابتكار الوصفات بروحي، ولمستي الخاصة، ولا أكرّرها كما هي أبداً.
هل تفضلين المطبخ الجزائري التقليدي، أم تميلين إلى المزج بين الثقافات؟
أحب المطبخ الجزائري لأنه يذكّرني بأصولي وبطفولتي، إلا أنني أميل إلى المزج بين الثقافات وتقديم كل طبق بطريقتي الخاصة.
كيف تحافظين على التراث الجزائري مع مواكبة العصر؟
التراث الجزائري بالنسبة لي لغز، إذا فهمت نكهاته فقد فهمت روح البلد، ولذلك لا أغيّره، بل أقدّمه بروح عصرية، من دون فقدان جوهره.
ما أبرز التحدّيات التي واجهتك كامرأة في مجال الطهو الاحترافي؟
في بلدي لم يُنظر إلى المرأة كـشيف محترفة، بل مجرّد طباخة بلا تدريب أكاديمي، ما دفعني لمعرفة كل تقنيات المطبخ، والاحتراف الحقيقي، فوجدت فرصتي في دبي، تلك الإمارة التي تعمل على تمكين المرأة في مختلف المجالات.
كيف كان شعورك عندما ارتبط اسمك بالمطاعم الفاخرة والطعام المبتكر؟
شعور جميل، لكنه مملوء بالمسؤولية، فحين يعرف الناس اسمك قبل تذوّق طبقك، يصبح التحدّي أكبر، إلا أن ثقتهم بي كانت دافعي الأقوى، فأنا أحب الناس، وأبحث دوماً عن إسعادهم بتقديم أطباقي.
هل تتذكرين أول طبق حقق لك شهرة؟ وما قصته؟
نعم، «المهلبية بالتمر والبرتقال»، الذي قدّمته في برنامج توب شيف، فبرغم أنه كان طبقاً بسيطاً بمكونات قليلة، إلا أنه وصل إلى الناس، وصاروا يطلبونه مني دائماً.
هل كانت هناك لحظة شعرت فيها بأن المطبخ صار أكثر من مجرّد هواية؟
بالتأكيد، كانت هناك لحظة فارقة جعلتني أرى الطبخ أكثر من مجرّد هواية، ففي البداية كنت طالبة، وحلمي منذ الطفولة أن أسافر، وجاءت أول فرصة فعلياً من خلال الطبخ، عندما درست بعيداً عن بيتنا، ثم انتقلت إلى محطات مختلفة مثل لبنان، دبي، وكندا، وعندها أدركت أن الطبخ غيّر حياتي، ومنحني بوابة إلى العالم.
أميّز بين كوني شيف ومؤثرة وأشارك وصفاتي كما هي
ما سرّ نجاحك في التواصل مع جمهور متنوّع؟
الصدق، فأنا أميّز بين كوني شيف ومؤثرة، فأنا أحترم مهنتي كثيراً وأشارك وصفاتي كما هي، حتى الأخطاء لا أخفيها، وهذا ما يجعل علاقتي بالناس طيبة.
كيف تقضين وقتك بعيداً عن الأواني والنكهات؟
أحب الاعتناء بأنوثتي وجمالي بعد ساعات العمل المرهقة، وأبحث عن كل ما يعيد إلي طاقتي الداخلية عن طريق التأمل، السفر، حضور الفعاليات الفنية.
هل هناك مطبخ عالمي تحبين استكشافه؟
أعشق المطبخ الياباني، لفلسفته قبل نكهاته، فهو يمتاز ببساطة تفاصيله، وكثيراً ما أشعر بأنه يشبهني كثيراً، وأتمنى أن أعيش في هذا البلد المتقدم، ستة أشهر على الأقل، لاكتشاف أسرار مطبخه.
ما حلمك المهني الأكبر الذي لم يتحقق بعد؟
أحلم بافتتاح أكاديمية طهو محترفة، تمزج بين التعليم الحديث، والحفاظ على الوصفات التقليدية من مختلف الثقافات، لنقل المعرفة، وتغيير حياة الكثيرين، بأسلوب بسيط وراقٍ.
وصفات ذات صلة:
- أرانشيني بالمشروم والترافل... من الشيف شهرزاد بنمارا
- سلطة نسواز بالمكونات المخصوصة... من الشيف شهرزاد بنمارا
- ميني تارت بالجوت تشيز والبيزل... من الشيف شهرزاد بنمارا
- لازانيا... من الشيف شهرزاد بنمارا
- ريزوتو بالجمبري وصوص البيسك... من الشيف شهرزاد بنمارا