ما هي الأسرار التي يخفيها الرجل عن زوجته؟ لماذا يخفيها؟ وكيف تعرفينها؟

كشف أسرار الرجل حلم كل النساء، فلكل رجل أسراره التي يخفيها داخله، ولا يبوح بها لأيّ شخص، ومهما توطّدت العلاقة بين الرجل والمرأة وتعمّقت في شكل حب، وغرام، أو زواج، أو حتى صداقة، تظل هناك خبايا يخفيها الرجل بداخله، حتى عن أقرب المقربين.

بعض النساء يعتبرن الرجل كالصندوق الأسود في الطائرات والسفن، بداخله تكمن أفكار وأسرار عن نفسه، وعن غيره، ولا أحد يستطيع نبش، أو فتح ذلك الصندوق إلا بموافقته، ووفقاً لما يريد أن يبوح به فقط، وبالقدر الذي يريد، وتكثر محاولات العديد من النساء لفك رموز صندوق الأسرار للوصول إلى ما يدور في داخل الرجال، خصوصاً من الزوجات.

نحن في «كل الأسرة» حاولنا أن نفتح خزينة أسرار الرجال، لنعرف ما هي أسرارهم التي يخفونها عن الجميع، وما هي أبرز الأمور التي يخفونها عن المرأة، وما هي الأمور التي تدور في خاطرهم في مراحل العمر المختلفة. وسألنا عدداً من خبراء العلاقات الزوجية وتعديل السلوك حول هذا الصندوق الأسود الذي يخفيه الرجل، وكيف يمكن للزوجة أن تفك طلاسم شفرته السّريّة.

8 أسرار يفضل الرجال دائماً عدم البوح بها 

بداية، تؤكد الدكتورة هبة يس، استشارية العلاقات الزوجية والعلاج الزواجي بالقاهرة، أن بعض الرجال يُعتبرون بالفعل لغزاً يحير عقول النساء، لأنه دائما ما يكون لديهم أسرار يخفونها، ولا تكتشفها المرأة إلا من أكاذيبهم، أو أقوالهم المتناقضة، وتقول: «هناك حقيقة يجب على النساء تقبّلها، وهي أن جميع الرجال لديهم قدر من الأسرار، حتى لو كانت أشياء تافهة، هرباً من أسئلة زوجاتهم، وهنا يجب ألّا تضجري بسبب ذلك، فلا بأس من بعض الأكاذيب الحميدة التي لا تضر، والأفضل أن تتجاهلي الأمر إذا كان ذلك ممكناً، وأن تفرّقي بين الأكاذيب الكبيرة وتلك الصغيرة التي لا تضر، ولا تتقمصي دور المحقق معه، أو تحسّسيه بالذنب، بخاصة إذا كان الأمر لا يهدّد كيان الأسرة».

وتشير الدكتورة هبة يس إلى مجموعة من الأسرار التي يفضل الرجال دائماً إخفاءها عن المرأة، منها:

ضعف حالته المالية: يفضل الرجل دائماً إخفاء ضعف حالته المالية عن المرأة، حتى يحافظ على صورته الكاملة كزوج مسؤول عن الأسرة، وحتى لا يظهر قليل الحيلة أمامها، بخاصة أن معظم الرجال يعتبرون أن مصدر قوتهم ينبع من امتلاكهم ثروة كبيرة، ولذلك، فهم يسعون لكسب المزيد من المال. فمثلاً، إذا كانت الزوجة عاملة فإن الرجل يسعى بكل جهده ليكون دخله أعلى من دخل زوجته، ليفرض سيطرته المالية التي يعتبرها بعض الرجال جزءاً من الرجولة والقوامة، كما أنه يحب أن يكون ملبيّاً لجميع متطلبات أسرته. وكلما زادت تغطيته لكل نفقات الأسرة، كلما زادت ثقته بنفسه، حتى يبدو أنه قادر على أن يغطى جميع متطلبات أسرته.

مغازلته وانجذابه للأخريات: حيث يفضل الرجل دائماً ألا يتحدث أبداً عن انجذابه إلى سيدة أخرى، ويخفي إعجابه، أو انجذابه إليها، حتى لا يتسبب بإثارة غيرة وغضب زوجته، ويتجنب الكثير من الخلافات والمشكلات التي قد تستمر لفترة طويلة، وتنتهي بالانفصال، لذلك يفضل الاحتفاظ برأيه لنفسه. ومن ناحية أخرى، يجتهد بعض الرجال في إخفاء علاقتهم بالأخريات من خلال اتّباع كل الطرق الممكنة حتى يحافظوا على حياتهم الزوجية.

الرغبة في البكاء: يسعى جميع الرجال إلى إخفاء الشعور بالرغبة في البكاء، ويفضلون دائماً التظاهر بصفات الفارس، حيث القوة والشجاعة، وغيرهما من الصفات التي تجذب معظم النساء، لكن في بعض الأحيان يريد الرجل أن يعود لصفاته الإنسانية الحقيقة فيعبّر عن ضعفه، وقلة حيلته، ويبكي، وهو ما يحاول أن يقاومه الرجل حتى يحافظ على صورته أمام زوجته، ويظل الرجل القوي الشجاع في نظرها، ونظر المجتمع الذي يرفض تقبّل رؤية رجل يبكي.

مشاعر متضاربة: يفضل الزوج إخفاء الصراعات الداخلية، بخاصة المتعلقة بمشاعره تجاه الزوجة عندما تتغير مشاعره تجاهها، لذلك يفضل إخفاء هذه المشاعر حتى يحين الوقت المناسب للإفصاح عنها، أو لا يفصح عنها على الإطلاق، إذا عادت الأمور إلى طبيعتها.

الحنين إلى العزوبية: فمعظم الرجال، حتى إن كانوا سعداء في الزواج، إلا أنهم يتمنون العودة إلى مرحلة الشباب والعزوبية، حيث لا توجد قيود، أو مسؤوليات، أو غيرها من الأمور التي يلزمها بها الزواج، وبالطبع، فإن أغلب الرجال لا يبدون هذه الرغبة أمام زوجاتهم، بل يعتبرونها سراً لا ينبغي على الزوجة أن تعرفه.

رفض تغييره: الرجل دائماً لا يفضل أن يعيش مع زوجة تسعى دائما لتغييره، وكذلك لا يحب المرأة التي تكثر من الشكوى، وحتى إن لم يعلن الزوج عن هذا إلا أن هذه السمات يتصف بها الكثير من الرجال.

انتقاد الأم: من أسرار الرجال أيضاً أنهم لا يتقبّلون أيّ انتقادات قد توجهها المرأة لوالدته، وحتى إن لم يكترث للأمر كثيراً إلا أنه يتأثر به بشدة.

الغيرة: يغار الرجل من حبك واهتمامك بالأطفال، ورعايتهم أكثر منه، لأن كثير من الرجال ينظرون إلى زوجاتهم كأم ثانية تتحمّله، وتمنحه الحب، والاهتمام، والرعاية.

علامات تؤكد أن زوجك يخفي عنك بعض الأسرار

ويتفق معها الدكتور محمد عادل الحديدي، استشاري الطب النفسي بجامعة المنصورة، في أن أغلب الرجال يخفون بعض الأسرار داخلهم، ولا يعلنون لها لزوجاتهم، بل ويعتقدون أن لهم الحق في ذلك، في حين أنهم لا يقبلون بذلك من زوجاتهم. وعلى الرغم أيضاً من أن الزوج قد يتعهد لزوجته بالصدق والوضوح في بداية العلاقة، إلا أنه يجد مبرراً لنفسه لإخفاء بعض الأمور عن زوجته، والكثير من الرجال ماهرون جداً،  في إخفاء هذه الأسرار ببراعة.

ويرى الدكتور الحديدي أن المرأة تختلف في شخصيتها كثيراً، فالرجل لا يحب أن ينظر إلى تفاصيل نصف الكوب الفارغ، والكثير من النساء لا يعرفن أن الرجل بطبعه فعّال وعامل، ولا يريد أن يقف مكتوف الأيدي. وهذا من ضمن أسرار الرجال الجميلة والإيجابية، فالمرأة عادة كثيرة المخاوف، وقد ترتجف، أو قد تتردّد، أو قد تخاف، وتيأس بسرعة أكبر من الرجل. أما الرجل فمسألة اليأس بالنسبة إليه ليست أكثر من مجرّد كلمة، وإنما في الفعل فهو غالباً لا ييأس، بل يحاول، ثم يحاول أكثر، وفي الأمور العملية الرجل لا ينظر إلى نصف الكوب الفارغ من المشكلة، بل ينظر دوماً نحو النصف المملوء، وهذه ميزة جيدة جداً في معظم الرجال.

ويشير الدكتور عادل الحديدي إلى أن السبب وراء إخفاء الرجل بعض الأمور عن المرأة ليس على سبيل الكذب، وإنما لأنه متأكد أنها ستأخذ أهمية أكبر مما تستحق إذا نقلها إليها، وستأخذ منحى ليس في الحسبان، ففي نهاية المطاف يكون الرجل مدركاً لطبيعة المرأة، ومتيقظاً لقدرتها على تحليل الوقائع، وتعظيمها في رأسها.

وعن أبرز العلامات التي تشير إلى أن زوجك يخفي عنك بعض الأسرار، يحدّدها الاستشاري الأسري في نقاط عدة:

11 نصيحة تتعاملين بها مع أسرار زوجك التي لا يبوح بها!

من جهتها، تشدّد الدكتورة رحاب لطفي، الاستشارية في العلاج الزواجي والمدربة المعتمدة لحل المشكلات الزوجية بالقاهرة، على أن الصدق والثقة عاملان رئيسيان في أيّ علاقة عاطفية صحية، وبالتالي فإن الغموض وإخفاء الأسرار، رغم أنه قد يكون من حق كلا الطرفين، إلا أنه في كثير من الأحيان يفسد العلاقة، بعد أن تضيع الثقة، وتبدأ ملاحقة الشكوك للكشف عن الحقائق.

وتقدم الدكتورة رحاب لطفي بعض النصائح للأزواج والزوجات للتعامل مع الأسرار الخفية، ومتى يجب أن نخفيها، وكيفية التعامل مع الزوج الذي يخفى بعض الأمور ولا يبوح بها:

1- يجب أولاً أن تطلبي منه أنه يتحدث معك عن الأشياء التي يخفيها عنك، أو تلك التي لا تعرفينها.

2- يجب أن تدركي جيداً أن طبيعة الرجل مختلفة كثيراً، فهناك الكثير من الرجال الذين يفتقدون ذكرياتهم، وأيامهم الماضية، وهنا يمكنك التحدّث معه عن أيامه السابقة وذكرياته الجميلة فقد يتذكر وقتها أن يروي لك أشياء تتخيلين أنه قد أخفاها عمداً.

3- من الأفضل في بعض الأحيان طرح بعض الأسئلة غير المألوفة عليه، والأفضل أن تكون مثيرة وغير مستفزة، بحيث يشعر عند التحدث فيها بالسعادة والمتعة، والأهم هو اختيار الوقت المناسب للتحدث بها.

4- يجب أن تستمعي إلى كلامه بفاعلية، فعندما يتحدث معك عن موضوع هام ويثير عقله، يفضل الاستماع له، والإنصات الجيد، ما يجعله يتحدث إليك بفاعلية وشجاعة، كما يجب عليك الاهتمام بكلامه، وتشجعيه، وتأكيد رأيه في ذلك الموضوع عن طريق مناقشته ببعض الكلمات المعبرة، وعرض بعض آرائك عن موضوعه، وذلك يؤكد له أنك مهتمة به، وبالموضوع.

5- إذا كان الارتباط بينكما في بدايته، وتشعرين ببعض الخجل الذي يجعلك تصمتين وتخجلين من التحدث، فيجب ألا تزيد مدة التحدث بينكما عن ساعة، حيث إن الوقت الممتد أثناء التحدث معه يجعل العلاقة مملة، وغير مستقرة.

6 -اجعليه يشعر بأنك موجودة معه، وتتحدثين معه بطلاقة، لأن قلّة الكلام تؤدي إلى الصمت، وفتور العلاقة بينكما.

7- بعض الأسرار لا تبدو مؤذية، والرغبة في معرفة كل خبايا الرجل ليست شيئاً جيداً، لذلك اسمحي له بالاحتفاظ ببعضها، من دون تقويض حريته، وملاحقته لمعرفة ما لا يريد كشفه.

8 الاحتواء العاطفي، ربما يحتاج زوجك إلى بعض الاحتواء، وتكونين أنت الشخص الذي يجد صعوبة في مشاركة الأمور مع الآخرين. إذا كان الأمر كذلك، ينبغي عليك إظهار بعض الاهتمام لتحسين العلاقة والتقريب بينكما، لذا فبادري بسؤاله عن أحداث يومه، وشاركيه في حلّ المشكلات.

9- إظهار السماح والعفو، حيث تشعر الزوجات بالأذى تجاه أكاذيب أزواجهنّ، كما قد يشعرن بخلل في العلاقة حينما تكتشف الزوجة بعض الأكاذيب التي أخفاها عنها، يجب أن تكوني أكثر تسامحاً بعد ذلك لتحسين العلاقة، وإنقاذها من الانهيار.

10- اطلبي نصيحته لحل مشكلاتك، فكثير من الأزواج يخشون الإفصاح عن مشكلاتهم، لشعورهم بالضعف والخجل عند الإفصاح، ولكن عندما تطلبين من زوجك نصيحة حول مشكلة تتعرضين لها ستجعلينه يشعر بالثقة بنفسه، بخاصة إذا طلبت منه الاستفادة من خبراته السابقة في حل مشكلات مشابهة فيشعر بأن بإمكانه التواصل معك هو الآخر، وأخذ رأيك.

11- لا تناقشيه وهو متعب، فالشخص المتعب لا يكون على استعداد للحديث عن مشكلاته وهمومه، لذا، اختاري دائماً التوقيت المناسب لفتح أحاديث معه، وكوني له صديقة لا محققة، ليتمكن من الحديث معك بأريحية.