العلاقة مع أخت الزوج من أكثر العلاقات الحساسة في حياة أيّ زوجة، فهي ليست صديقة تختارينها، وليست أمّاً تستطيعين كسبها بالحب وحده، كما أنها ليست غريبة يمكن تجاهلها ببساطة.
شئتِ أم أبيت هي قريبة، ومرتبطة معك برابط دائم، لكن ليست كل الأخوات على قلب واحد، فهناك الأخت الطيبة التي تكون سنداً وحباً، وأكبر داعم لك في علاقتك بالزوج، وهناك من تكون سامّة وغيورة، ومن الصعب، بل من المستحيل كسبها، فهي تبحث عن كل فرصة لتخريب العلاقة بين الزوجين.
وفي الوقت الذي تتوق فيه الزوجة إلى بناء علاقات ودية ومحترمة مع زوجها وأهله، تجد نفسها في مواجهة انتقادات لاذعة، وتدخلات زائدة، أو حتى منافسة غير مبرّرة، من أخت الزوج.
ناقشت «كل الأسرة» عدداً من خبراء العلاقات الزوجية والأسرية حول الأسباب النفسية التي قد تجعل بعض الأخوات يتصرفن بهذه الطريقة، وأنواع الأخوات، وكيف تعرفين إن كانت أخت الزوج سامّة، ومتى تتقربين منها، ومتى تصنعين حدوداً صارمة، وكيف يمكن للزوجة الذكية أن تتعامل مع أخت الزوج من دون أن تخسر احترامها لنفسها، أو علاقتها بزوجها:
الزوجة وأخوات الزوج... 9 أسباب للخلافات المتكررة
بداية، تؤكد الدكتورة ميرفت رجب صيام، استشارية العلاقات الزوجية والأسرية بالقاهرة، أن هناك بعض البيوت يكون سبب الخراب فيها أخت الزوج التي تتقمص أحياناً دور الحماة، وتحرّض أخيها على زوجته، وتحاول أن تصنع جبهة ضد هذه الزوجة، كأنهما في حالة حرب ضروس، يباح فيها استخدام كل الأسلحة، وتبدأ هذه الحرب بتحريض أمّها على زوجة ابنها، وتحدث الوقيعة بينهما، وتكون حريصة دائماً على أن تشعرها، في كل الأوقات، بأنها غريبة ومنبوذة.
وتقول: «للأسف أحياناً، يكون الزوجان سعيدين ومتفاهمين لدرجة كبيرة، ولا توجد مشكلة تنغص عليهما الحياة سوى تدخلات أخت الزوج، وقد يحدث ذلك من دون وعي منها، بدعوى خوفها الشديد على أخيها، ومصلحته».
وتوضح الدكتورة ميرفت رجب بعض أسباب الحرب التي تشتعل في الكثير من الأسر بين الزوجة وأخت الزوج، أهمها:
- الأخت المؤذية حياتها أصلاً فيها مشكلات، ولا تتقبّل السعادة والاستقرار الذي تعيشه زوجة أخيها.
- تمتع الزوجة ببعض الصفات التي تفتقدها أخت الزوج، والجمال، وحسن المظهر.
- الزواج الناجح والسعيد الذي قد تعيشه الزوجة وزوجها، قد يكون السبب في غيرة أخواته البنات، بخاصة إذا ما كنّ محرومات من هذه الحياة، فتحاول كل واحدة منهن أن يحدث الأمر نفسه لزوجة أخيهم، من باب الغيرة المرَضية.
- وجود مقارنات بين الزوجة وأخت الزوج من كل المحيطين بهما، ليفسدوا العلاقة بينهما، حتى لو كانت في بدايتها ودّاً وصداقة.
- ضعف شخصية الزوج، أو بالأخص انعدامها، وبالتالي لا يستطيع وضع حدود واضحة لكل الأطراف، أو أن يكون زوجاً متردداً، وغير منصف.
- أم الزوج التي تكون طبيعتها التملك والسيطرة على زوجة الابن، فتقلدها ابنتها، وتساعدها في مهمتها المدمرة بإفساد حياة الزوجين.
- وجود زوج اتكالي، ومعتمد بشكل مبالغ على أسرته في اتخاذ القرارات، وإدارة شؤون حياته، ورفض الزوجة هذا الوضع يدخلها في تصادمات كبيرة مع الجميع، بمن فيهم الأخت.
- أحياناً تكون الزوجة هي السبب في تعمدها إظهار تصرفات معيّنة تظهر قربها من الزوج، وتعلقه بها، وعدم مراعاتها لمشاعر أخت الزوج، ما يثير حفيظة أخواته وحقدهنّ عليها، بخاصة إذا كنّ بلا زواج، أو لديهنّ مشكلات زوجية مع أزواجهن.
- محاولات الوقيعة والابتعاد التي تقوم بها بعض الزوجات لإفساد العلاقة بين الزوج وأخواته، لتستأثر به وحده، تنقلب عكسياً على العلاقة بين الزوجة والأخت.
أخطاء وتصرفات تفسد العلاقة بين الزوجة وأخوات الزوج
ولكن خبيرة العلاقات الأسرية الدكتورة رحاب العوضي، استشاري الصحة النفسية وعلم النفس السلوكي بالقاهرة، ترى أن غيرة الأخت من زوجة أخيها ليست دائماً حقداً وحيداً، أو سوء نية، بل قد تكون خوفاً من فقدان مكانتها، أو شعورا بأنها لن تجد أخيها معها في كل خطوة، مثلما كان يفعل من قبل. وفي المقابل، تحتاج الزوجة إلى مساحة من الاحترام والهدوء النفسي لبناء علاقتها بزوجها، وكذلك تريد أن تبني علاقة مع أخته من دون صراعات، لكن قد تجرهما تفاصيل الحياة إلى منطقة الصراع، وهنا يقف الكثير من الأزواج في حيرة بين الطرفين.
وتوضح «في كثير من الأحيان تتقبل الزوجة غيرة الأم على ابنها، وتقدرها، وتتفهمها أكثر من غيرة الأخت، كما أن الزوج يبذل الجهد الكبير للتقريب بين أمه وزوجته، من خلال العطاء، فتقل غيرة الأم بالتدريج، ولكنه لا يستطيع أن يقوم بنفس الشيء للأخت التي تقارن نفسها بزوجته، في كثير من الأحيان».
أما أبرز الأخطاء والمواقف السلبية التي تفسد العلاقة بين الزوجة وأخت زوجها، فتحدّدها الدكتورة رحاب العوضي في نقاط عدّة:
- الزوج له أخت، أو أخوات، ومن المستحيل والمرفوض تماماً، أن يقطع علاقته بها، مهما حدث بينك وبينها، ولا يجب على كل زوجة أن تنكر حق زوجها في رعاية أخته، والتواصل معها بشكل مستمر، والعناية بها فهي مسؤولة منه أيضاً.
- التحدث بسوء عن الحماة أو أخت الزوج أمام الأبناء، لأنهم بذلك قد يتأثرون برأي الأم، ويكرهون الجدّة، أو العمّة، ويعاملونها بشكل سيئ.
- من غير المقبول مطلقاً، محاولة الأم إبعاد أبنائها عن عمّتهم لأي سبب من الأسباب، فالمواقف السلبية بينهما ليست مبرراً لمنعهم من التواصل مع الأقارب.
- أحياناً، لا تتقبل الأخت فكرة أن أخيها قد أصبحت له زوجة تتشارك معه في الحياة أكثر من علاقتها بأخيها، وتشعر بأن البساط يسحب من تحتها، فتقيم الحرب الباردة مع الزوجة.
- عدم وضع حدود واضحة من البداية، وقد تتحمل الزوجة مضايقات الأخت، خصوصاً في بداية الزواج، لشعورها بنوع من الخجل، ومحاولتها كسب رضا الجميع، إن كانت بسيطة وغير قوية، لكن بعد فترة لا تحتمل ذلك، وتندلع الحروب بينهما وتتفاقم المشكلة أكثر في حال كانت الزوجة تسكن مع أهل الزوج.
- معاملة أخت الزوج لأخيها كما كانت تعامله قبل الزواج من الأخطاء الشائعة، فهي لا تقدم أي اعتبار لدورة حياته الجديدة، فيظل التوجيه، والإرشاد، والتدخل في كل كبيرة وصغيرة، جراء الشعور بالغيرة، فتبدأ الخصومة والمكيدة أحياناً، ما يجعل له الأثر السيئ في نفس الزوج لشعوره بالضياع: إما زوجتي وإما أختي.
إتيكيت التعامل مع أخت الزوج المتسلطة ونصائح لتكسبي ودّها
أما الدكتورة ايمان عبدالله، استشارية الصحة النفسية والعلاقات الإنسانية وتعديل السلوك بالقاهرة، فتؤكد أنه حتى نفهم طبيعة المشكلات التي تنشأ بين الزوجة وأخت الزوج، يجب أن نقسم أخوات الزوج إلى مجموعات:
1- أخت الزوج الكبرى التي كثيراً ما تحاول السيطرة على الزوجة، ومن واجب الاحترام يتقبل الزوج ذلك ويطيعها دائماً، فتمتعض الزوجة، وتعتبر ذلك سيطرة منها عليه، وبما أنها جديدة وسط العائلة فهي تحاول توضيح الفرق بين مفهوم الاحترام، والسيطرة للزوج، خصوصاً إن كانت أخت الزوج قوية ومتسلطة.
2- الأخت التي هي بعمر الزوجة دائماً ما ينتابها شعور بالغيرة من زوجة الأخ لطريقة لبسها وحديثها، لتقاربهما في السن.
3- أما الأخت الصغرى فلا تشكل هاجس خطر على حق الزوجة، لأنها تحاول دائما كسب أخيها، وطاعته لنيل حبه ورعايته بذلك أكثر من الزوجة.
وتقدم الدكتورة إيمان عبدالله بعض النصائح والإرشادات لإصلاح العلاقة بين الزوجة وأخت الزوج، منها:
- سلبية الزوج لها دور كبير في تفاقم المشكلة، فقد يفقد السيطرة على الطرفين (الزوجة وأخته)، بسبب تهرّبه من مسؤولياته تجاههما، وتأجيله لمحاولات حل النزاع بينهما، فيكون قد فتح لهما الأبواب لتفعلا ما يحلو لهما، وفي حال تدخله عليه مراعاة مسألة عدم التحيز، إلى الزوجة أو الأخت، بحيث لا يفقد أحدهما، بل عليه إنصافهما، وهو المستفيد دائماً من جعل العلاقة جيدة، حتى لو اضطر إلى تقليل زيارات زوجته لأسرته، فهذه أم أولاده، وتلك أخته، ويجب أن يظل قليل من الود بينهما ، فمن غير مصلحته أن يربّي أبناءه على كره أهل الأب وعماتهم، من خلال ما يرونه، ويسمعون عنهم.
- يجب على الزوجة محاولة الحفاظ على زوجها وعائلتها، والتحكم في انفعالاتها، بمعنى عدم التكلم وقت الانفعال من موقف ما، إلا عندما يكون الوضع أكثر هدوءاً، ليكون الرد عقلانياً، أكثر منه هجومياً، والحديث عن سبب إثارة المشكلات كاستفسار، وإذا لم تجد الزوجة جواباً فإنه يكفيها إيصال رسالة تظهر تذمرها من هذا الموقف.
- في المقابل، يجب على الأخت أن تعطي أخيها مساحته الشخصية، وألا تتدخل في حياته بشكل فجّ وسافر، بلا أي مبرّر، وأن تتقبّل أن أخيها أصبح زوجاً، وربّ أسرة، وله حياة مستقلة ينبغي ألا تتدخل فيها، إلا بحدود، ولا يجب عليها رصد كل تصرف من زوجة أخيها، وتفسيره على محمل سيئ، فهي لن تستفيد شيئاً إذا ما أفسدت حياة أخيها، بل سيخسر حياته، وسيخسر علاقته بها أيضاً.
- الحفاظ على صلة الرحم والزيارات المتبادلة في المناسبات، وغيرها من الفرص الجيدة للمّ شمل العائلة، فالتجمّع في سهرات أسرية يساعد كثيراً على التقريب بينهما، وخلق فرصة للحديث والمرح، ومع الوقت تتقاربان في وجهات النظر، ويذوب أي خلافات بينهما، بعدما تتعرف كلا منهما إلى شخصية وطباع الأخرى.
- الزوجة الذكية هي التي تكسب أخت زوجها منذ بداية العلاقة، وتصبح بمثابة أخت ثانية لها، تفسر لها وترشدها إلى مفاتيح الزوج، وتعلّمها كيف تتعامل معه، وترضيه.
- مراعاة شعور أخت الزوج غير المتزوجة، أو المطلقة، أو الأرملة، وهنا يجب على الزوجين أن يضبطا تصرفاتهما أمامها، بخاصة الزوجية منها، وأن يراعيا شعورها حين ذهابهما للتنزه، فيجعلا لها يوماً لتخرج معهما، والجميل هو تقديم الهدايا لها من وقت لآخر.
- على الزوج طمأنة أخته على مكانتها في حياته، وتخصيص وقت للجلوس معها، ومدحها، والسؤال عن احتياجاتها، والتوضيح لها أن علاقته بها تختلف عن علاقته بزوجته، ولا يمكن لأي منهما أن تأخذ مكان الأخرى، فهذا التوازن يقلل من شعورها بالتهديد.
- من الأفضل وضع حدود ناعمة من دون قطيعة، بحيث تكون هذه الحدود واضحة للطرفين من أجل تقليل المشكلات بينهما.
- لا تجعلي زوجك دائماً طرفاً في مشكلاتك مع أخته. ولا تتحدثي عنها بسوء أمام زوجك، أو أولادك، ولا تسمحي لهم بأن يتعاملوا معها بقلة احترام.
- تحلي بالهدوء والصبر معها، لدرجة البرود في التعامل!!
اقرئي أيضاً:
- السكن مع الأهل بعد الزواج أم في منزل مستقل.. ما هو الخيار الأفضل؟
- تدخّل الأهل.. خراب للبيوت! تعرفوا إلى الأسباب والحلول
