20 مايو 2025

التفتيش وراء الرجل.. باب لانهيار الحياة الزوجية

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

تُعتبر خيانة الزوج أكبر صفعة يمكن أن تتعرض لها المرأة، ما يجعلها دوماً في حالة ترقب، وخوف من أن تعيش تلك المأساة، الأمر الذي يدفعها إلى مراقبة شريك حياتها، وتفتيش هاتفه، والتلصّص عليه، لتقع في فخّ الشك، وما يرتبط به من خوف، وقلق من المصير المجهول. فهل تفتيش المرأة هاتف زوجها خطأ يقودها إلى نتائج لا تُحمد عقباها، أم وسيلة تجنّبها المفاجآت الصادمة؟

مجلة كل الأسرة

الدكتورة مايا الهواري، خبيرة الذكاء العاطفي وتطوير الذات، تقول «يُعتبر الشك فخّاً ينبغي ألا نترك أنفسنا فريسة سهلة للوقوع في شباكه، فهو بوابة لخراب البيوت، وتدمير كثير من العلاقات الزوجية القائمة، وبدلاً من أن تشك المرأة في زوجها، وتتحوّل إلى مخبر سرّي يفتش وراءه، عليها أن تدرك أن إقدام الرجل على معرفة أخرى ليس من باب مساعدتها لتخطي صعاب الحياة، كأن تكون أرملة، أو مطلقة، وإنما في الأغلب الأعم، يكون لديه مشكلة، ويبحث لها عن حل، أو لديه نقص في جانب ما، فيلجأ لمن يسدّه، وأتذكّر حالة جاءت تشتكي زوجها وتطلب الانفصال عنه لشكّها فيه، وعلى الرغم من عدم ثبوت واقعة ضده، إلا أنها أصرّت على موقفها وطلبت الانفصال».

مجلة كل الأسرة

هل نجاحك في التفتيش وراء زوجك يزيد حياتك هدوءاً واستقراراً؟

تجيب د. مايا الهواري «ازداد في الآونة الأخيرة نجاح تجارب البعض في كشف ملابسات خيانة الزوج، نتيجة ظهور خيارات كثيرة للتجسّس، والتعقب، مثل زرع الميكروفونات الصغيرة داخل السيارة لتسجيل مكالماته، أو الاستعانة بتطبيقات «الهاكرز» لاختراق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الحصول على كلمة المرور الخاصة بهاتفه لمراقبة مكالماته، وغيرها من الحِيل التي سهّلت هذا الأمر، ودورنا هنا أن نسأل الزوجة، هل نجاحك في معرفة أسرار زوجك واختراق هاتفه يزيد حياتك هدوءاً، واستقراراً؟ والإجابة القاطعة، لا، فاصطدامك بمحتوى سخيف كفيل بأن يقلب راحة بالك رأساً على عقب، ويسبب لك شرخاً، وإزعاجاً لا تعرفين له نهاية، بخاصة ممّن يتمسكن بتلك العلاقة، ولا يُردن الانفصال وطلب الطلاق، ومن ثم، لا مبرر لتدمير الحياة الزوجية، وإثارة حالة من التوتر والقلق، والغضب المتبادل، فالحياة قبل العلم بالشيء تختلف كثيراً عمّا بعده، بل في أحيان كثيرة يفرض علينا سلوكات بعينها ثأراً للكرامة».

الشك المستمر يقود الزوج إلى الاندفاع وراء علاقات بديلة كنوع من الانتقام

وتابعت «الحياة مملوءة بالخيارات الشخصية، وعلينا اختيار أحسنها، أو على الأقل ما يهوّن علينا مصائب الدنيا، ولتدرك المرأة أن الشك المستمر قد يقود الزوج إلى الاندفاع وراء علاقات بديلة، فيفعل ذلك بشكل انتقامي، فضلاً عن دخولها دوامة الوساوس وشعورها الدائم بأن هناك من يتآمر عليها، ويريد خراب بيتها، فتظل دائمة البحث عن دليل للخيانة، وأحياناً تفبركه، وتواجه به شريك حياتها، ظناً منها أنها وصلت إلى الحقيقة المطلقة».

كما تشير الدكتورة مايا الهواري إلى الأسس التي يجب أن تبنى عليها الحياة الزوجية «لابد من بناء الحياة الزوجية على التسامح، وإعطاء الفرص باستمرار، بخاصة إذا تأسست تلك العلاقة على الحب، والمودّة، ويوجد أطفال في أمسّ الحاجة إلى بيت هادئ، ومستقر، وليس مبنياً على الشك، والاتهامات. فليس من حق المرأة التجسس على زوجها بتفتيش هاتفه، وينسحب ذلك أيضاً على الزوج، فعليها أن تحرص على أن تقوم تلك العلاقة على التفاهم، والتراحم، والتعاون، والثقة، وإحسان الظن، والتجاوز عن الهفوات، لأن هذا هو أقصر الطرق للوصول بتلك الحياة إلى الهدوء والاستقرار».

وختاماً «حديثي للأزواج والزوجات، أغلقوا أبواب الوساوس والشكوك، واجعلوا بيوتكم سكناً، وأمناً، واستقراراً، وهذا لا يتحقق إلا بتثبيت أركان الثقة المتبادلة، لأن خروقاتها تؤدي إلى مشاكل صحية، ونفسية، وعاطفية، نحن في غنى عنها».