23 سبتمبر 2025

حقيقة السكّريات «الضارة» في الفاكهة... والكمية المناسبة للأطفال

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

كثيراً ما يُقال للآباء إن الفاكهة «ضارّة» لاحتوائها على السكّر، ما يثير مخاوف بشأن كمية الفاكهة التي يجب أن يُسمح لأطفالهم بتناولها.

وقد غذّى «ترند» منتشر عالمياً يدعى «الخالي من السكّر» هذه الرسالة، حيث يشيطن السكّر بزعم أنه يُسبب السمنة، ويؤدي إلى الإصابة بمرض السكّري.

يروّج «الترند» لقوائم عشوائية من الأطعمة التي يجب تجنبها، والتي غالباً ما تشمل الأطعمة المفضلة للأطفال، مثل الموز والتوت.

ولكن مثل العديد من ادعاءات شركات الحميات الغذائية، فإن هذه المزاعم غير مدعومة بالأدلة.

مجلة كل الأسرة

السكّريات الطبيعية مقابل السكّريات المضافة

السكّر نفسه ليس ضارّاً بطبيعته، ولكن نوع السكّر الذي يتناوله الأطفال قد يكون ضارّاً.

الخبر السار هو أن الفاكهة الكاملة تحتوي على سكّريات طبيعية صحية تُزّود الأطفال بالطاقة. والفاكهة الكاملة غنية بالفيتامينات والمعادن اللازمة للصحة الجيدة. يشمل ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، فيتامينات أ، ج، هـ، المغنيسيوم، الزنك، وحمض الفوليك. وجميع الفواكه مناسبة: الموز، التوت، اليوسفي، التفاح، والمانجو.

كما أن الألياف غير القابلة للذوبان في قشور الفاكهة تساعد الأطفال على الحفاظ على انتظامهم، وتساعد الألياف القابلة للذوبان في لب الفاكهة على الحفاظ على مستوى الكوليسترول في الدم ضمن نطاق صحي، حيث تمتص الكوليسترول «الضار» لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وأمراض القلب، على المدى الطويل.

في المقابل، فإن السكّريات المضافة، التي تضيف سعرات حرارية من دون أيّ قيمة غذائية إلى نظام الأطفال الغذائي، هي السكّريات «الضارّة» التي يجب تجنبها، وتوجد في الأطعمة المصنعة وفائقة المعالجة التي يشتهيها الأطفال، مثل المصاصات، والشوكولاتة، والكعك، والمشروبات الغازية.

وغالباً ما تُضاف السكّريات المضافة إلى الأطعمة المعلبة التي تبدو صحية، مثل ألواح الموسلي. كما أنها مخفية تحت أكثر من 60 اسماً مختلفاً في قوائم المكونات، ما يجعل من الصعب اكتشافها.

مجلة كل الأسرة

السكّر والوزن وخطر الإصابة بمرض السكّري

لا يوجد دليل يدعم الادعاءات بأن السكّر يسبب مرض السكري، بشكل مباشر.

داء السكري من النوع الأول هو مرض مناعي ذاتي لا يمكن الوقاية منه، أو علاجه، ولا علاقة له بتناول السكّر. أما داء السكّري من النوع الثاني، فيحدث عادة نتيجة زيادة الوزن، ما يعيق الجسم عن العمل بكفاءة، وليس بسبب تناول السكّر.

ومع ذلك، فإن اتّباع نظام غذائي غني بالسكّريات المضافة، الموجودة في العديد من الأطعمة المصنعة وفائقة المعالجة (مثل الوجبات الخفيفة الحلوة والمالحة المعبّأة)، قد يؤدي إلى استهلاك الأطفال سعرات حرارية زائدة، وزيادة وزنهم بشكل غير ضروري، ما قد يزيد من احتمالية إصابتهم بداء السكري من النوع الثاني، مع تقدّمهم في السّن.

من ناحية أخرى، تُظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يتناولون المزيد من الفاكهة لديهم دهون أقلّ في منطقة البطن.

كما تُظهر الأبحاث أن الفاكهة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بداء السكّري من النوع الثاني، حيث وجدت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون حصة ونصف الحصة من الفاكهة يومياً، لديهم خطر أقل للإصابة بالمرض بنسبة 36%.

نقص التغذية

يمكن أن يؤدي اتّباع نظام غذائي غني بالسكّريات المضافة أيضاً إلى نقص التغذية.

إذ تُقدم العديد من الأطعمة المصنّعة قيمة غذائية، منخفضة أو معدومة، ولهذا السبب توصي الإرشادات الغذائية بالحدّ منها.

الأطفال الذين يتناولون هذه الأطعمة بكثرة أقلّ عرضة لتناول الخضراوات، والفواكه ،والحبوب الكاملة، واللحوم الخالية من الدهون، ما يؤدي إلى نظام غذائي يفتقر إلى الألياف والعناصر الغذائية الأساسية الأخرى اللازمة للنمو والتطور.

لكن هذه «الأطعمة الاختيارية» تشكل ثلث الطاقة اليومية للأطفال في العديد من المجتمعات.

مجلة كل الأسرة

نصيحة الخبراء... قدّموا لأطفالكم الفاكهة بكثرة

يقول خبراء ومختصون إنه لا داعي للحدّ من كمية الفاكهة الكاملة التي يتناولها الأطفال، فهي مغذية ومشبعة، ويمكن أن تحمي صحتهم. كما أنها ستجعلهم يشعرون بالشبع، وتقلل من رغبتهم في تناول الأطعمة، المصنعة والمعلبة، منخفضة القيمة الغذائية، والغنية بالسعرات الحرارية.

فقط قلل من تناول الفاكهة المعصورة والمجففة لأن العصير يفقد الألياف المفيدة في العصارة، والتجفيف يجرّد الفاكهة من محتواها المائي، ما يسهل الإفراط في تناولها.

وتوصي الإرشادات الغذائية بتناول حصتين فقط، من الفاكهة يومياً، للأطفال بعمر تسع سنوات، فما فوق، وحصة ونصف الحصة من عمر 4 إلى 8 سنوات، وحصة واحدة من عمر سنتين إلى 3 سنوات، ونصف حصة من عمر سنة إلى سنتين. لكن يعترف هؤلاء الخبراء بأن هذه الإرشادات قديمة، وتحتاج إلى تغيير.

وعلينا تقليل استهلاك الأطفال للسكّر. ولكن يجب تحقيق ذلك من خلال تقليل تناولهم للأطعمة المصنعة التي تحتوي على سكريات مضافة، بدلاً من الفاكهة.

ليس من السهل دائماً اكتشاف السكّريات المضافة، لذا يجب التركيز على تقليل استهلاك الأطفال للأطعمة المصنعة والمعلبة، وتعليمهم الاعتماد على الفاكهة «ملذات الطبيعة»، كوسيلة لإبعاد السكّريات غير الصحية عن أنظمتهم الغذائية.

اقرأ أيضاً: 9 أطعمة تساعد طفلك على التركيز في المدرسة