15 مايو 2025

احذري.. تجفيف الملابس داخل المنزل قد يكون أمراً سيئاً لصحتك

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

نرى في كثير من الأحيان لجوء بعض العائلات إلى نشر الملابس المبلّلة، بخاصة بعد غسلها، داخل المنزل لأسباب عدّة، لا يتسع المجال هنا لذكرها، لأن الأهم هو ذكر نتيجة هذا الفعل على الصحة عموماً. فما زال الخبراء يحذرون من تجفيف الملابس المبلّلة في أماكن سيئة التهوية.

في الدول التي تتعرض لموجات برد قارس، بخاصة في فصل الشتاء، أو معدلات رطوبة عالية في الصيف، تلجأ العائلات عموماً إلى تجفيف ملابسها داخل المنزل من أجل تسريع عملية التجفيف. وفي مجتمعات أخرى تكون هناك أسباب أخرى تجبر العائلات على هذا الفعل، علاوة على أن هناك من يفضّل إبقاء الغسيل في الداخل. ولكن لماذا نضع كل هذه الأهمية للطريقة التي نجفف بها ملابسنا.. داخل أم خارج المنزل؟

يحذّر الخبراء من أن تجفيف الملابس المبلّلة على الرفوف في أماكن سيئة التهوية يمكن أن يسهم في نموّ العفن، ما يشكل مخاطر صحية محتملة. إذ يزدهر العفن، الذي يتميز ببقع سوداء أو خضراء على الجدران، ورائحة عفنة، في البيئات الباردة الرطبة. ويمكن أن تنتقل الجراثيم المجهرية التي يطلقها هذا الفطر في الهواء، وقد يؤدي التعرّض المطوّل لأفراد العائلة إلى هذا العفن إلى مشاكل صحية خطرة، وحتى الموت في بعض الحالات.

مجلة كل الأسرة

أين أسوأ الأماكن الرطبة في المنزل؟

الحمامات والجدران الرطبة معرّضة بشكل خاص لنمو العفن، بسبب مستويات الرطوبة العالية، ما يوفر الظروف المثالية لاستقرار الجراثيم، وتكاثرها. لذلك، فإن التهوية المناسبة هي المفتاح عند تجفيف الملابس في الداخل للتخفيف من نمو العفن، وحماية صحة الأسرة.

هناك العديد من الأنواع المختلفة من العفن. الأنواع الأكثر شيوعاً التي تسبب مشاكل في المنازل الرطبة، هي البنسليوم، والأسبرجيلوس. ويُقدر أننا نستنشق أعداداً صغيرة من جراثيم هذه الفطريات يومياً. ولكن لحسن الحظ، فإن جهاز المناعة لدينا جيد جداً في اكتشاف وقتل الجراثيم الفطرية، ما يحدّ من عدد التهابات الرئة الفطرية لدى البشر، على الرغم من تعرّضنا لها باستمرار. وتوجد الخلايا المناعية المسماة البلاعم داخل الفراغات الهوائية في الرئتين (تسمى الحويصلات الهوائية)، وتأكل هذه الخلايا أي شيء تستنشقه، ويمكن اعتباره ضاراً، بما في ذلك الجراثيم الفطرية.

مجلة كل الأسرة

من هم الأكثر عرضة لخطر العفن؟

 هناك العديد من الأشخاص الذين لا تستطيع أنظمتهم المناعية إزالة الجراثيم الفطرية، وفي هذه الحالات يمكن للفطريات أن تسبب عدوى خطرة، أو تجعل الحالات الصحية الأساسية، (مثل الربو)، أسوأ بكثير.

الأشخاص الذين لديهم أجهزة مناعية تالفة، أو ضعيفة، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض خطر بسبب العدوى الفطرية. يسبب العفن، مثل الرشاشيات، العدوى لدى المرضى الذين يعانون ضعف وظائف المناعة، أو الذين يعانون تلف الرئة بسبب أمراض مثل الربو، والتليّف الكيسي، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، المرتبط بالتدخين المفرط.

أما الأشخاص المصابون بالربو، فيتفاعل الجهاز المناعي بشكل مفرط مع المحفزات (بما في ذلك الجراثيم الفطرية)، ما يسبب التهاباً في الرئة يجعل التنفس أكثر صعوبة عن طريق تقليل حجم مجاري الهواء. والنوع نفسه من الاستجابة المناعية مسؤول عن أعراض الربو والاستجابات التحسّسية، ويمكن أن تؤدي الجراثيم الفطرية أيضاً إلى إثارة نفس أنواع الاستجابات المناعية نفسها. وهذا يعني أن الجراثيم الفطرية يمكن أن تكون محفزاً سلبياً قوياً بشكل خاص، لبعض الأشخاص.

وفي الحالات الشديدة للغاية، لا تسبب جراثيم الفطريات الالتهاب فحسب، بل يمكنها غزو مجاري الهواء، وسدّها، ما يؤدي إلى نزيف داخل الرئة. يحدث هذا عندما تنبت الجراثيم، وتشكل نتوءات طويلة تشبه شبكة العنكبوت، تسمى الفطريات، والتي تخلق كتلاً لزجة تسدّ مجاري الهواء، وتضرّ بالأنسجة الرقيقة في الرئة.

يتم علاج عدوى الرشاشيات بأدوية مضادة للفطريات تسمى الآزولات، والتي تمنع الخلايا الفطرية من التكوّن بشكل صحيح. والآزولات فعالة للغاية، ولكن هناك معدلات متزايدة من مقاومة الآزولات في الرشاشيات، وهو سبب مهم يدعونا إلى القلق.

ما الدور الذي يلعبه تغيّر المناخ؟

قد يكون تغيّر المناخ محركاً لمقاومة الأدوية المضادة للفطريات البيئية أيضاً.

وجد ،أخيراً، أن التعرّض لدرجات الحرارة المرتفعة يساعد العفن على تطوير مقاومة للأدوية المضادة للفطريات الموصوفة بشكل شائع. وكانت هناك أيضاً تقارير عن مرضى أصيبوا بالمرض بسبب أنواع العفن التي لم يكن يُعتقد أنها تسبب أمراضاً بشرية، ويرجع ذلك جزئياً، إلى عدم قدرتها على النمو ضمن درجة حرارة جسم الإنسان. وبالتالي، قد يكتسب المزيد من أنواع العفن القدرة على التسبب بالعدوى، فضلاً عن مقاومة الأدوية. وتعتبر برامج البحث ومبادرات الرعاية الصحية التي تراقب هذه التغييرات، حيوية لمساعدتنا على الاستعداد للزيادات المحتملة في عدوى العفن.

وفي حين أن الجهاز المناعي الصحي يعني أنه من المرجح ألا يسبب لك التعرّض النموذجي لجراثيم الفطريات أيّ مشاكل صحية، فإن التعرّض لكميات كبيرة جداً من جراثيم الفطريات يمكن أن يكون قاتلاً، حتى للأشخاص الذين لا يعانون مشاكل صحية أساسية.

في عام 2020، توفي طفل صغير في بريطانيا نتيجة للتعرض الشديد المباشر لجراثيم الفطريات، بسبب الرطوبة المفرطة والعفن في منزله. ةأدت وفاته إلى تغيير في القانون في المملكة المتحدة (قانون أواب- على اسم الطفل المتوفى)، الذي يلزم أصحاب العقارات بالاستجابة السريعة للرطوبة في المنازل التي يديرونها، لضمان عدم تعرّض المستأجرين لمستويات مفرطة من جراثيم الفطريات التي يمكن أن تؤثر في صحتهم، البدنية والعقلية.

مجلة كل الأسرة

ماذا يمكنك أن تفعل لمكافحة العفن؟

من الهام أن تساعد على الحفاظ على منزلك خالياً من العفن. وأفضل طريقة للقيام بذلك هي التأكد من وجود تهوية جيدة، واتخاذ تدابير أخرى للحد من الرطوبة، مثل استخدام مزيل الرطوبة، أو شراء رفوف لنشر الملابس تكون مدفأة لتجفيف ملابسك داخل المنزل في الشتاء، أو في أيام الرطوبة العالية.

اقرأ أيضاً: مخاطر الرطوبة والعفونة على صحة الأطفال