
تتباين طرق السفر، وأساليبه.. فبينما ينظم البعض رحلاتهم بالاعتماد على شركات سياحية، توفر برامج سفر منظّمة، يختار آخرون السفر بشكل منفرد، أو برفقة العائلة، أو الأصدقاء...
وبين هذا وذاك، يبقى لكل مسافر أسلوبه، وأهدافه الخاصة. «كل الأسرة» استطلعت بعض الآراء وخرجت بوجهات نظر متباينة:

يحدثنا عمرو فهمي، مدرب رياضي، عن أسلوب السفر الذي يفضله، قائلاً «أسافر بشكل فردي، وأحرص على الاهتمام بجميع التفاصيل، حيث أخطط قبل فترة غير قصيرة لكل ما يتعلق بالأماكن، وحجوزات الطيران، ولا أترك شيئاً للصدفة، فالسفر بالنسبة لي تجربة تفاعلية مع المكان الذي أقصده، ولهذا السبب، أتجنب ركوب وسائل المواصلات العامة، أو سيارات الأجرة، وأفضل السير على الأقدام، لأتمكن من استكشاف روح البلد وثقافته، وهو ما لا يمكن إيجاده في المناطق السياحية التقليدية». ويرى عمرو في المشي وسيلة لممارسة نشاطه المعتاد، أما في تنقلاته بين المدن، فهو دائماً ما يبحث عن وسيلة تضيف إلى الرحلة قيمة «يمكن أن يكون القطار أحد الخيارات، إذا ما أردت الاستمتاع بالمناظر، أو استئجار سيارة إذا كانت المسافة قصيرة، ليتسنى لي التوقف واستكشاف أماكن على الطريق، ورغم سفري الكثير، إلا أني نادراً ما أكرر زيارة بلد ما، إلا إذا تعلق الأمر بشيء خاص».

رغم حبه للترحال واستكشاف المدن الجديدة، وشغفه بالتخطيط لكل تفاصيل رحلاته، بدءاً من اختيار الوجهة والأنشطة ووضع جدول زمني يتناسب مع رغبته، إلا أنه يجد في السفر ضمن مجموعة سياحية الخيار الأمثل، والحل العملي في الرحلات القصيرة التي لا تتجاوز يومين، أو ثلاثة.. هذا ما يؤكده محمود الوليد «في هذا النوع من الرحلات تهتم الشركة السياحية المنظمة بترتيب جميع الإجراءات التي تسبق السفر، من حجوزات الطيران، الإقامة، والتنقلات الداخلية، ووضع برنامج شامل ودقيق يتضمن أهم ما يمكن زيارته في الوجهة المقصودة ضمن الفترة الزمنية المحدّدة، ما يخفف من عناء التفكير في التخطيط اللوجستي، ويمنحني الحرية في الاستمتاع بالتجربة، واستكشاف المكان بشكل أفضل. فالسفر ضمن فريق منظم لا يوفر راحة البال فقط، بل يزيد من أحساسي بالأمان وتجنّب الإرباك الذي يتطلبه التنسيق للرحلة، خصوصاً في وجهات جديدة قد تتطلب تنسيقاً دقيقاً لا يتسع له الوقت».

أما بالنسبة إلى منار الشيخ، فلا يعني السفر زيارة مكان جديد فقط، بل توازن بين الاستكشاف والاسترخاء، برفقة من تحب، أو مع من يعرف كيف يجعل من التجربة جميلة وسهلة «السفر بالنسبة لي رحلة للراحة وليس للتعب، أحب أن أكون مع أشخاص أعرفهم، وارتاح لرفقتهم، وعيش التجربة معهم»، مشيرة إلى أن «وجود شخص ضمن المجموعة يملك خبرة كافية بالوجهة يجعل الكثير من الأمور أسهل، ويغنينا عن عناء الاهتمام بالكثير من التفاصيل، ومعرفة الأماكن المميّزة ومعرفة الطرق وتجنب عناء البحث عن مطاعم تناسب أذواقنا». وتتوقف منار في حديثها عند الوجهات الجديدة، موضحة «في بعض الوجهات أفضّل الاتفاق مع شركة سياحية موثوقة تهتم بجميع التفاصيل، لأتمكن من الاستمتاع بالرحلة من دون تكبّد عناء التخطيط، وتوفير الوقت والنفقات، ما يجعل تجربة السفر سلسة وممتعة، في الوقت نفسه».

من جهته، يفضل علاء نصر، أب لثلاثة أطفال، السفر بشكل منفرد، ويتحدث عن تجربة السفر مع العائلة «يشكل السفر برفقة ثلاثة أطفال تحدّياً حقيقياً، فالإرهاق يبدأ من لحظة الاستعداد، وما يرافقه من أعباء، وكلفة حجز التذاكر، وتوفير احتياجات الأطفال، والتعامل معهم خلال الرحلة، خصوصاً في الطائرة، إضافة إلى صعوبة التنقل، وحمل الحقائب، وتوفير الطعام المناسب لهم. وهذا ينطبق أيضاً على السفر مع شركة سياحية، حيث الالتزام بمواعيد وبرنامج محدد لا يراعي بالضرورة ظروف الأطفال، ويضيف ضغوطات أكثر من النوع الأول من السفر، لذلك دائماً ما أفضّل السفر بشكل منفرد، وهذا أيضاً لا يخلو من التحدّيات، بخاصة عند زيارة بلدان جديدة»، ويتحدث عن إحدى التجارب «تعرّضت خلال إحدى الرحلات لصعوبات كبيرة، ومواقف مربكة في التواصل في أحد المطارات بسبب حاجز اللغة، إضافة إلى صعوبة الحصول على وسائل نقل، وكان خيار استئجار سيارة من ضمن الحلول إلا أني كنت متردّداً لعدم معرفتي بالطرق والأماكن، لذلك يحتاج من يخوض هذه التجربة إلى أن يكون على استعداد، وثقة كبيرة بالنفس، بخاصة عندما تكون الراحة والأمان من الأولويات».

تفضّل عائشة حسن، السفر بشكل منفرد، وتبين «السفر بشكل منفرد يمنحني حرية لا يمكن الحصول عليها لو كنت ضمن مجموعة، من ناحية التنقل واستكشاف الأماكن، وحتى اختيار الوقت، والمدّة التي أرغب في قضائها في المكان المقصود». وتكشف عن الأسلوب الذي تتبعه في وضع برنامجها «غالباً ما يكون سفري للبلدان القريبة، مثل الكويت، البحرين، والسعودية، لذلك أستند إلى تجارب الأشخاص الذين زاروا المكان في وقت سابق من الأصدقاء، أو المعارف من الدولة المقصودة، سواء في اختيار السكن، أو الاستجمام، والتعرف إلى عادات وتقاليد وثقافة البلد، بعيداً عن المسارات السياحية التقليدية المتبعة في الشركات السياحية، وهي فرصة جيدة بالنسبة لي لتكوين علاقات جديدة. فالسفر ليس مجرد انتقال من بلد لآخر، بل هو انتقال بين عوالم وتجارب تغيّر وتكسر من نمط الحياة المعتادة، ما يجعل كل رحلة مميّزة عن غيرها».

في سياق حديثه عن تجاربه المتنوعة في السفر، يذكر عارف الهاشمي أن تجربته الأولى التي شكّلت أساس علاقته بالسفر، كانت بالاعتماد على أحد الأصدقاء الذين رافقوه، وإخوته بشكل كلي، من حيث التخطيط، وتنظيم الحجوزات، واختيار الأماكن، والتنقل، مؤكداً المتعة الخاصة لهذه الرحلات «بطبيعتي لا أحب أن أسافر بمفردي، رغم الخصوصية والاستقلالية التي توفرها تجربة السفر المنفرد، إلا أن المشاركة في التجارب من الأشياء الهامة بالنسبة لي، إذ بوجود الأصدقاء والخبرة كل شيء يكون أسهل، وأجمل، حيث يمكننا تحديد الهدف من الرحلة، وتنظيم جدول يناسب أوقاتنا، وتقليل بعض التكاليف باستئجار سيارة خاصة، أو المشاركة في غرف النوم، إضافة إلى الحماس الذي يفتقد في السفر بشكل فردي». يختم عارف مؤكداً أن وجوده في دولة الإمارات جعله أكثر وعياً بأهمية الأمان والتنظيم، وهو ما افتقده عند السفر لدول مختلفة «واجهت مواقف جعلتني أكثر حذراً في التعامل مع الأشخاص، بخاصة في ما يتعلق بالمواصلات، لذلك أصبحت أكثر دقة في التعامل مع الآخرين».