27 أكتوبر 2025

5 دروس يتعلمها ابنك من مراقبتك

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

يروي أحدهم أن ابنه كان يلهو بمجموعة الليغو خاصته، عندما أطلق فجأة أنيناً. سأله وهو يجلس إلى جانبه: «ما الخطب يا صديقي؟»، فأجاب: «أنا غبيّ جداً. لقد ركّبتُ هذا بشكل خاطئ تماماً». صحّحت ما قاله بسرعة قائلاً: «أنت لست غبياً. لماذا تقول هذا؟ لقد أخطأت فحسب». عاد إلى تجميع مجموعة الليغو، لكنني صُعقت مما قال. لماذا يُقلّل ابني من شأن نفسه هكذا؟ من أين تعلّم هذا النوع من الحديث السلبي عن النفس؟ ثم أدركتُ الأمر.. لقد تعلّمه مني.

سواء كان ذلك للأفضل أو للأسوأ، يتطلع أبناؤنا إلينا لنعلمهم كيف يكونون، ويعيشون، ويتصرفون في هذا العالم. يمكنك إخباره أيّ شيء تريد قوله، وأيّ نصائح هامة ليتبعها، لكن الحقيقة هي أنه سيتعلم في النهاية من أفعالك أكثر مما يتعلم من أقوالك. لذلك من الضروري أن تكون قدوة في السلوك الذي تريد تعليمه لابنك.

إليك خمسة دروس يتعلمها ابنك من مراقبتك:

مجلة كل الأسرة

1. كيفية معاملة النساء

طريقة معاملتك لزوجتك هي طريقة ابنك في معاملة النساء. هل تعاملها كمرؤوسة لك، أم كشريكة لك؟ هل تسرع إلى خدمتها، أم تتوقع منها أن تخدمك؟ هل تكرمها وتحترمها، أم تتحدث من وراء ظهرها، وتتحدث معها بتعال؟ ابنك يراقبك، حتى من دون أن تدرك ذلك، لذا، كن قدوة في السلوك الذي تريد تعليمه إيّاه. عامل النساء كما تريد أن تراه يعاملهن.

2. كيفية التعامل مع الشدائد

كيف تتعامل أنت مع الشدائد؟ ما هو ردّ فعلك عندما تواجه صعوبات في الحياة؟ هل تستسلم؟ هل تلجأ إلى التدخين، أو ألعاب الفيديو، أو الطعام، لتشعر بتحسن؟ هل تسرع إلى البحث عن شخص تلقي عليه اللوم، أو تشتكي من سوء معاملتك؟ أم أنك تواجه الصعاب؟ هل تبحث عن فرص وسط العقبات؟ هل أنت متواضع بما يكفي لطلب المساعدة؟ بالطبع، لا أحد منا كامل، ولا بأس أن يراك ابنك تعاني. مهما فعلت، سيلاحظ ابنك ذلك. وعليك أن تكون قدوة للسلوك الذي ترغب في تعليمه.

مجلة كل الأسرة

3. كيفية التعامل مع الغضب

في حالات قليلة، يتبنى الرجال موقف «افعل ما أقول لا ما أفعل»، بقدر ما يتبنونه في الغضب. ننصح أطفالنا بعدم الشتم، لكننا نشتم بشدة عندما نغضب. نخبرهم أن عليهم ضبط أنفسهم؛ وفي الوقت نفسه نصرخ، ونصيح. ربما لا تطيق أن ينعت أطفالك الناس بالسوء، ولكن هل تلجأ إلى الإساءة للآخرين من وراء ظهورهم عندما تكون غاضباً؟ تعلّم السيطرة على غضبك ليس بالأمر السهل بالتأكيد، ولكنه بالغ الأهمية. تذكّر أن عيون الصغار تراقبك، لذا كن قدوة للسلوك الذي ترغب في تعليمه.

4. كيف تحب الآخرين

كيف يراك ابنك تتفاعل مع الفقراء؟ ماذا عن جارك الذي يزعجك؟ كيف يراقبك ابنك وأنت معه؟ هل تبحث عن طرق لمساعدة الآخرين، أو للتدخل في الأوقات الصعبة؟ أم أنك من النوع الذي يُكابر، ويفعل ما بوسعه لرعاية نفسه وعائلته فقط؟ من أقوى الهدايا التي يمكنك منحها لابنك أن يتعلم كيف يحب جاره، ومجتمعه عموماً.

https://www.shutterstock.com/image-photo/affectionate-father-embracing-his-daughter-while-2562261837

مجلة كل الأسرة

5. كيف يعامل نفسه

بالحديث عن اللطف مع الناس، هل أنت لطيف مع نفسك؟ القصة التي رويناها في المقدمة مثال واضح على ما يحدث عندما نصبح قدوة في الحديث الذاتي المدمّر. وفي الواقع، غالباً ما تبدو عاداتنا السيئة أكثر عرضة للملاحظة والتقليد من عاداتنا الجيدة، لأيّ سبب كان. وللأسف، يرفض الكثير منا القيام بما يجب عليه للتعامل مع مخاوفه، وغروره المجروح، وخياراته الخاطئة، وبالتالي، ينتهي به الأمر بنقلها إلى أبنائه. ربما لا تهتم بنفسك. ولكن على الأقل اهتم بابنك بما يكفي لتهتم بنفسك.

اقرأ أيضاً: كيف نصحح أخطاءنا التربوية و نحسن علاقتنا مع أبنائنا؟