في الكثير من الأحيان، نجد أنفسنا أمام ضغوطات في العمل تشتّت طاقتنا، وتحفزنا على الهروب من واقع صعب. وفي حين قد يلجأ البعض إلى استثمار هذه الضغوطات في «إنتاج» مهني، أو في تعزيز التواصل مع محيطه الاجتماعي، نجد تلك الضغوطات قد تعيق البعض الآخر عن أداء عمله، أو المهام المطلوبة منه، بالشكل المناسب.
ولذا، فمن المهم أن ندرك الأعباء الملقاة على عاتقنا وآليات التحرر منها، من دون التأثير في واقعنا النفسي، والاجتماعي، والأسري.
وتؤكد إيمان عبد القاهر المصري، متخصصة في علوم الصيدلة، أن الضغوطات «جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بخاصة مع تزايد المسؤوليات والمهام المتراكمة»، ولكنها، في الوقت نفسه، تؤكد أن «هذا الضغط قد يكون دافعاً للإنتاجية».
وتلفت إيمان إلى أنّ «التعرّض المستمر للضغوطات أمر جدّ سلبي يؤثر في الأداء المهني، وفي حياتنا الشخصية، ولذا من المهم فهم أسباب ضغوط العمل وتأثيراتها، والبحث عن أفضل الطرق للتعامل معها، وتجنبها».
تؤكد إيمان المصري أن «ضغوطات العمل تنشأ نتيجة عوامل متعدّدة، بعضها مرتبط بطبيعة الوظيفة نفسها، وبعضها الآخر مرتبط ببيئة العمل والعوامل الخارجية.
ومن أبرز هذه الأسباب:
تفرز هذه الضغوط نتائج سلبية، تورد إيمان المصري أهمها:
رغم كل هذه التأثيرات، ثمة حلول يمكن انتهاجها بحيث تتوقف المصري عند خطوات عملية تجعل الحياة أكثر توازناً وإيجابية.
ومن أبرز هذه الخطوات:
أولاً: إدارة الوقت بفعالية هو المفتاح الأساسي للحد من الضغوط
لذا، يمكن اتباع بعض الخطوات البسيطة مثل:
ثانياً: توفير بيئة عمل إيجابية لتقليل التوتر، من خلال:
ثالثاً: العناية بالصحة الجسدية والعقلية
الحفاظ على الصحة الجسدية ينعكس إيجاباً على الحالة النفسية، ويمكن تحقيق ذلك عبر:
رابعاً: تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
الفصل بين العمل والحياة الشخصية هو خطوة أساسية للحد من الضغوط، وفق آليات:
وتوجز المصري: «بالطبع، لا يمكن اعتبار ضغوطات العمل سلبية في حال اتقنّا إدارتها بشكل صحيح عبر تلك الخطوات، لتحقيق التوازن بين العمل والحياة. فالضغوطات هي جزء من العمل، والعمل هو جزء من الحياة، ولكنه ليس الحياة كلها».