تعتبر كلمة «لا» من الكلمات المفتاحية لإبعاد الضغوط عنا أو حتى لرفض ما لا يتناسب مع واقعنا، ظروفنا وقدراتنا. بيد أن متلازمة إرضاء الآخرين قد تفرض علينا الرضوخ دوماً، لترافقنا «نعم» في كل الأوقات.. فلماذا لا يستطيع البعض قول «لا»، ولو جاء ذلك على حسابه نفسياً وجسدياً؟
الدكتورة منال نابلسي
تحلل الدكتورة منال نابلسي، مدربة في تطوير الذات ومهارات الحياة، أبعاد الشخصيات التي لا تستطيع قول «لا»، قائلة «هم أفراد تتسم شخصياتهم بمحاولة إرضاء الغير، حيث يتلمسون سعادتهم من خلال تحقيق سعادة الآخر ويتملكهم الخوف من انتقاد الآخرين لهم ورغبتهم في الحصول على محبة الأفراد، حيث يتوهمون عدم تقبلهم لهم أو الشعور بالضيق منهم أو تكوين فكرة خطأ عنهم، ما يقودهم إلى ترداد «نعم» على الدوام».
وتلفت «من لا يستطيع قول «لا» للآخرين قد يعاني «الفومو»، وهي ظاهرة الخوف من ضياع شيء ما، بحيث تلازمه كلمة «نعم» مع الآخر لخوفه ألا يكون جزءاً من هذا المجتمع وألا يشارك في نشاطاته لدرجة يستحضر قيمته من خلال الآخر. فكثيرون لا يشعرون بقيمة ذواتهم ويفتقدون الثقة بأنفسهم، ما يجعلهم مجبرين على قول «نعم» على الدوام لكون صورتهم عن ذاتهم محطمة».
كما تلعب البيئة دوراً محورياً «كمجتمع عربي، نشأنا على عدم قول «لا» لأحد من باب العيب وعدم رفض أي طلب وإعطاء الآخرين ما يرغبون فيه لخوفنا من انتقاد المجتمع ورغبة منا أن نترك صورة جميلة عن أنفسنا».
من تداعيات قول "نعم" دوماً، خسارة الفرد لهويته الخاصة وضعف الثقة بنفسه والشعور بالتوتر والاكتئاب
ومن هذا المنطلق، ترصد د.نابلسي تداعيات هذا التوجه على الأفراد أنفسهم:
تحدي مخاوفنا
ولكن ما الخطوات الواجب اتباعها لنبدأ بقول لا؟
توجهنا د. نابلسي ببعض خطوات تساعدنا على قول «نعم» لأنفسنا و«لا» للآخرين:
تخلص د. نابلسي «أفضل علاقة في حياتنا تبدأ مع ذواتنا لنستطيع تقييم أنفسنا بطريقة صحيحة ونرى انعكاس ذلك على علاقاتنا وليرانا الآخرون بطريقة صحيحة كما نرغب».