نصائح وحيل لتشجيع طفلك على ممارسة الرياضة

ضمياء فالح

محررة ومترجمة متعاونة

أثبتت ممارسة الرياضة منذ الصغر أنها تقلل من احتمالية الإصابة بمشكلات الصحة النفسية في مراحل لاحقة من الحياة.

وتشير دراسة جديدة نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي إلى أن ممارسة الرياضات المنظمة، مثل كرة القدم والرجبي وكرة الشبكة، في مرحلة الطفولة قد تقلل من خطر الإصابة بمشكلات تتعلق بالصحة النفسية خلال فترة المراهقة.

تابع الباحثون أكثر من 16 ألف طفل في السويد منذ الولادة حتى سن 18 عاماً، وجمعوا بيانات حول نشاطهم البدني، والوقت الذي يقضونه في الهواء الطلق، ومشاركتهم في الرياضات المنظمة خارج المدرسة. وكشفت النتائج أن الأطفال الذين مارسوا نشاطاً بدنياً في سن الحادية عشرة كانوا أقل تعرضاً للإصابة باضطرابات نفسية بنسبة 12% بحلول سن 18 عاماً.

كما وجدت الدراسة فوائد مبكرة للأولاد، فالأولاد الذين مارسوا نشاطاً بدنياً في سن الخامسة كانوا أقل تعرضاً للإصابة بالاكتئاب بنسبة 19%، وأولئك الذين مارسوا نشاطاً بدنياً في سن الثامنة كانوا أقل تعرضاً بنسبة 23%. وكتب الباحثون من السويد «أظهرت المشاركة في الرياضات المنظمة آثاراً وقائية قوية لكل من الفتيات والفتيان ضمن نتائج متعددة».

ونظراً لزيادة انتشار الاضطرابات النفسية عالمياً بين الأطفال والمراهقين، تُسلّط هذه الدراسة الضوء على أهمية تعزيز النشاط البدني، لا سيما من خلال الرياضات المنظمة.

ومع ذلك، مع الجاذبية الكبيرة التي توفرها الأنشطة الإلكترونية والهواتف الذكية، يجد العديد من الآباء صعوبة في إقناع أطفالهم بالابتعاد عن الشاشات. وللمساعدة...

نقدم فيما يلي 7 نصائح وحيل يمكن اعتمادها من أجل إقناع الطفل بممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني محفز:

كن قدوة

غالباً ما يتأثر الشباب كثيراً بالكبار وبالأشخاص الذين يعتبرونهم مهمين في حياتهم. لذلك فإن ممارسة هؤلاء البالغين الألعاب في الحديقة أو في الأماكن المخصصة لها يمكن أن يكون مفيداً للغاية. إذ يتأثر الأطفال بما يفعله الآباء في هذا الشأن، مثل رؤية آبائهم يذهبون إلى نادي التنس أو سباق الجري في الحديقة، وقد يُلهمهم هذا السلوك.

ساعدهم على العثور على نشاط يستمتعون به

من المهم جداً معرفة الرياضة أو النشاط الذي يستمتع به طفلك حقاً. فمن المؤكد أن لكل شخص ما يناسبه، وأنه لا ينبغي للآباء محاولة فرض ما يعتقدون أنه النشاط الأفضل لأطفالهم.

بدلاً من ذلك، يمكن للآباء توفير الفرص والتجارب، وتشجيعهم وتقديم الدعم لهم. الأمر يتعلق بمحاولة جعلهم يدركون أنه ليس من الضروري أن يكونوا الطفل أو الشاب الأفضل في كل شيء، بل الأهم هو المحاولة والاستمتاع.

شجعهم على الانضمام إلى نادٍ جديد مع صديق

شجع أولادك على ممارسة أنشطة مع عائلات أخرى أو أصدقاء مقربين، فالذهاب إلى نادٍ للأنشطة معاً قد يكون أسهل من القيام بذلك بمفردهم.

ابحث عن نادٍ يوفر بيئة شاملة

ابحث عن رياضة أو نادٍ يوفر بيئة داعمة وشاملة، بحيث يكون أكثر تركيزاً على ممارسة الرياضة أو النشاط بدلاً من النتيجة. هذا يعني أنه لا يهم مدى تفوقه، بل أن يركز كل التركيز على الفوائد الفعلية لممارسته، مثل الفوائد لصحته وعلاقاته الاجتماعية بلقائه الآخرين، فهذا يوجه تركيز الابن نحو العوامل التي يمكن التحكم فيها، ليتمكن الجميع من تحقيق النجاح.

ابحث عن أنشطة غير شائعة

لا يستمتع كل طفل بالرياضات الشائعة مثل كرة القدم أو السلة، لذا فكر خارج الصندوق.

هناك الآن فهم وتشجيع أكبر للصحة العامة والرفاهية في جميع المجالات من خلال التمارين الرياضية، سواءً كانت أنواعاً مختلفة من فصول اللياقة البدنية أو أنواعاً مختلفة من الأنشطة، مثل الفريسبي أو الرجبي. هناك مدارس بدأت تنجح فعلاً في توفير أنشطة بديلة، خاصةً لأولئك الذين قد لا يجيدون المشاركة في الأنشطة الجماعية.

يفضل بعض الأطفال الأنشطة التي تتسم بالفردية. والأنشطة الرياضية في الصيف غالباً ما تكون أفضل وسيلة جذب لاستمتاع الأطفال وتطوير مهاراتهم في الرياضات الفردية.

اسأل عن أنشطة مجانية

ليس بالضرورة أن تكون الرياضة مكلفة، فهناك العديد من الفرص المجانية المتاحة. إذا بحثت في منطقتك فستجد أن بعض الأندية تحاول تنظيم جلسات تجريبية مجانية ومفتوحة للتسجيل فيها، بإمكانك الاستفادة منها وربما اعتبارها نقطة انطلاق إذا ما تعلق بها الطفل وأبدع.

ساعدهم على فهم أسباب أهمية الرياضة

غالباً ما يرغب الأولاد في فهم أهمية هذا الشيء أو ذاك، ولماذا هو فكرة جيدة، وإذا لم يُبدِ أحد اهتماماً من قبل، فمن المهم شرح الفوائد التي يمكن أن تجلبها الرياضة لحياتهم. على سبيل المثال، تكوين صداقات جديدة، وتحسين اللياقة البدنية، وتعزيز الصحة.