هل أختك صديقتك؟ 10 عادات تدمر علاقتك مع أختك دون أن تشعري!!

الأخوة من أهم العلاقات الإنسانية وأكثرها صدقاً ونقاء، ووجود الأخت نعمة عظيمة يجب أن نشكر الله عليها، ولا يعرف قيمتها إلا من حرم منها.. العلاقة بين الأخوات تكون علاقة خاصة جداً ومتفردة، وكلما كانت قوية شعرت كل واحدة منهما بأن لها سنداً حقيقياً في الحياة وكاتمة أسرار وصديقة حميمة تفهمها وتفضفض معها عندما تحتاج، وعندما تشعر بالملل والضيق تشاركها المرح والتسلية، ووقت الشدة تكون أول الواقفين بجوارها وأهم الداعمين والمؤازرين.

ولكن هناك من يتعاملون مع علاقة الأخوة بشكل مختلف، فإن زرتني زرتك.. وإن أعطيتني أعطيتك.. وإن أحسنت إلي أحسنت إليك.. وهؤلاء يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء، لكنهم في الغالب لا يحصدون سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات.

ولأن بعض الخلافات يمكن أن تحل بسهولة إذا عرف الإخوة كيف يتفاهمون بشأنها.. سألت «كل الأسرة» عدداً من الخبراء المتخصصين في العلاقات الأسرية حول العلاقة بين الأخوات: ما الأسباب التي تفسد علاقات الود والمحبة؟ وما أسوأ العادات والأخطاء التي تسبب القطيعة بين الإخوة والأخوات؟ وكيف نحافظ على قوة العلاقة ومتانتها مع أخواتنا؟ وكيف تصبح الأخت وأختها صديقتين وحليفتين؟

علاقة متينة ولكن متأرجحة!!.. أسباب تأزم العلاقة بين الأخوات

في البداية، يشير الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسي وعضو الجمعية العالمية للصحة النفسية والمتخصص في الشؤون الأسرية، إلى أن العلاقة بين الأخوات لا تسير طوال الوقت على وتيرة واحدة؛ إذ مهما كانت العلاقة بينهما جيدة وقوية فهذا لا يعني أنه لن تحدث بينهما أي خلافات، ويقول «الأخوة في كل الأحوال علاقة معقدة ومتشابكة، لكن لا بديل عنها حتى وإن سار الأمر على فترات من الشد والجذب بينهما، بين الصداقة والجدال، وبين تبادل الملابس والشجار عليها، وبين الحب والكراهية خاصة في فترة المراهقة.. المهم ألا تتدهور العلاقة بينهن وتتحول إلى حرب وصراع لا ينتهي وكأن الأخت الصديقة قد ذهبت مع الريح ولم تعد».

ويحدد الدكتور أحمد هارون أهم أسباب تأزم العلاقات بين الأخوات:

1. الغيرة بين الأخوات هي ظاهرة طبيعية تحدث في كثير من الأسر وتظهر نتيجة تنافسهن على اهتمام الوالدين أو التفوق في الدراسة أو الجمال أو الإنجازات، ومع ذلك إذا لم تُدَر بشكل صحيح فقد تؤثر على العلاقة بينهن بشكل سلبي.
2. القدوة السيئة من أهم أسباب الخلاف بين الأخوات، حيث تفتح البنت عينيها على الحياة لتجد علاقة أمها وأخواتها أو إحداهن سيئة جداً، وقد يشوبها العداء والكراهية، فيتعلم الطفل والمراهق أنه من الطبيعي والمقبول أن يكون الإخوة أعداء.

3. التمييز بين الشقيقات، فلو علم كل أب وأم أن التمييز بين الأبناء والبنات ستكون نتيجته خصاماً وقطيعة وكرهاً وعداوة لما فعلوا ذلك أبداً، حيث ينشأ الأولاد ونفوسهم مشحونة ضد آبائهم وضد بعضهم بعضاً، وبذلك يهرب الاستقرار وتختفي الطمأنينة من الأسرة التي ينبغي أن يسودها الحب والوئام والتفاهم والتعاون والتماسك.
4. أحياناً تكون علاقتك القوية بصديقتك هي السبب في القطيعة مع أختك؛ لأنها تقوم دائماً بدور المحرض بينكما في كل خلاف؛ لذلك مهما ارتفعت متانة العلاقة بينك وبين صديقتك فلا يجب أن تجعليها فوق علاقتك بأختك، ومهما كانت علاقتك قوية مع صديقتك يجب أن تكون لتلك العلاقة خطوط حمراء من أهمها: التدخل بيني وبين أختي ممنوع.
5. أغلب مشكلات القطيعة بين الأخوات تحدث بسبب تدخل الأزواج والزوجات والأبناء والبنات لإفساد النفوس بينهما، لذلك يجب ألا نسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تحديد شكل العلاقة مع أخواتنا.
6. انعدام الخصوصية يؤدي للكثير من الخلافات بين الأخوات، فليس معنى أننا أخوات أن نخترق خصوصيات بعضنا بعضاً دون استئذان.
7. التخلي عن أختك في الأوقات الصعبة وعدم الوقوف بجوارها من الأمور التي لا تنسى أبداً، ليس فقط لأن الدعم النفسي في الأوقات الصعبة لا ينسى ولكن لأن البنت دائماً ما تتوقع وتنتظر من أختها أن تكون أول الحاضرين وأول الداعمين، فلا تخذليها أبداً.
8. المقارنات مدمرة، لا تقارني بينك وبين أختك طول الوقت وفي كل الأمور، والرضا بالنصيب والحظ من الدنيا من أهم الأمور التي تمنع الضغينة والحقد والغل بين الأخوات.
9. الإهمال في العلاقة بين الأخوات وعدم إشراك الأخت في الأمور المهمة يشعرها بأنها غير مقدرة عند شقيقتها؛ لذلك يجب الانتباه للأمر جيداً، وأن تكون الأخت بالنسبة لأختها هي الأهم دائماً.
10. الأخت الكبرى تتعامل مع أخواتها الصغار من منطلق الأم وهذا أمر محبب، ولكن لا يجب أن يكون مبالغاً فيه، لا يجب انتقادها دائماً والقيام بدور المعلمة معها ومحاسبتها بدلاً من أمها.

أنا وأختي.. حروب وخلافات لا تنتهي

وتتفق معه الدكتورة زينب مهدي، استشاري الطب النفسي ومدربة تعديل السلوك بالقاهرة، في أن علاقة الأخوات من أهم وأطول العلاقات في حياة أي إنسان، لأنها العلاقة التي تستمر معهن طول العمر وتكون السند الذي يلجأن له وقت الأزمات. لكن أحياناً تكون العلاقة بين الأختين محبطة، فنجدهما على خير وفاق في بعض الأوقات، بينما في أوقات أخرى تكون العلاقة بينهما على أسوأ ما يكون.

وتؤكد الدكتورة زينب مهدي أن نجاح العلاقة بين الأخوات واستقرارها يعتمد في الأساس على الأخت الكبرى لأنها أكبر وأكثر نضجاً، وبيدها الكثير من الأمور والقرارات، لذلك يجب أن تكون البداية من قبلها في الحرص على علاقة صحية مع أختها الصغرى، وإلا فستكون هي السبب في الفجوة التي تحدث بينهما مستقبلاً وستدفع كلتاهما الثمن.

وتضيف «تزداد قوة الأخوة عندما تُشعرين أختك بقيمتها في حياتك واشتياقك لها، وبأن أمرها وهمومها ومشكلاتها تعنيك، وبأن دموعها تتساقط من عينيك قبل عينيها، وأن تسنديها قبل أن تسقط، وأن تكوني عكازها قبل أن تطلب منك ذلك. فالعلاقة القوية بين الأخوات تؤثر على حياتهن وعلاقاتهن مع الآخرين عندما يكبرن، وتمنحهن مثالاً واضحاً يسيرن عليه في علاقاتهن المستقبلية».

وتلفت استشارية تعديل السلوك إلى أن كل الدراسات الاجتماعية التي تناولت العلاقة بين الأشقاء تحذر من التمييز بينهم، وتعتبره بذرة الكره الأولى التي يبذرها الوالدان أو أحدهما في نفوس أبنائهما وهما لا يدركان خطورة هذا الشيء في المستقبل.

خطوات فعالة لاستعادة الدفء والحميمية بين الأخوات

من جانبها، تقدم الاستشارية الأسرية الدكتورة نيفين إبراهيم، استشارية الصحة النفسية وتعديل السلوك والإرشاد الأسري بالقاهرة، مجموعة من النصائح الفعالة والخطوات التي تساعدك في الحفاظ على علاقة جيدة ومتينة مع أختك، ومنها:

اقرئي أيضاً: كيف تتعاملين مع الغيرة بين الأبناء؟