يعاني الكثير من الأزواج الوقوع في فخ المقارنات الزوجية المدمرة مع الشريك، فعلى الرغم من اختلاف الظروف التي تتسبب فيها المقارنات في حدوث المشاكل الزوجية وطبيعة كل حالة وخصوصيتها إلا أنها في كل الأحوال أحد الأسباب المهمة لغياب السعادة عن الحياة الزوجية، ومن أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المشاكل بين الأزواج والزوجات.
خبراء العلاقات الزوجية يؤكدون دائماً أنه لا شيء يزعج في الحياة الزوجية أكثر من شريك دائم المقارنات بكل صورها وأشكالها، لأنها تحوله لكائن تعيس غير راض عن حياته وعلاقته الزوجية، ويشددون على أن المقارنات كلها مدمرة حتى وإن لم تكن بدافع الغيرة والضيق لأنها في النهاية ستؤدي إلى السخط على كل شيء بدءاً من الحالة الاجتماعية والمظهر والأولاد.. وغيرها.
المقارنة مع الآخرين.. بوابة المشاكل الزوجية
في البداية، توضح الدكتورة دينا هلالي، خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية واستشارية التنمية البشرية بالقاهرة، أن القناعة الزوجية من أهم أسس السعادة، فكلما اقتنع الزوج بزوجته في جميع النواحي كان سعيداً في زواجه، وكذلك الزوجة في حال اقتناعها بزوجها لن تجد أجمل من حياتها الزوجية وسعادتها.
وتضيف.. لكن للأسف المقارنات الزوجية هي التي تفتح الباب لمعظم المشكلات الزوجية.. والسبب:
وتوضح الاستشارية الأسرية أن من أكثر الأمور التي تجرح كرامة المرأة وتعتبرها دائماً منطقة محظورة هو أن يقارنها زوجها بالأخريات خاصة في لحظات الانفعال، حتى ولو كان ذلك من باب التوجيه والملاحظة. فالرجل أحياناً يتلفظ بمثل هذه المقارنات في لحظة غيظ أو غضب لكنها تظل دوماً بصمة مؤلمة لا تنمحي من ذاكرة المرأة.
الـ "سوشيال ميديا" تسببت إلى حد كبير في إحداث حالة من السخط والمقارنات المستمرة
وتشدد الدكتورة دينا هلالي على أن الحياة الزوجية تحتاج لنظرة واقعية بلا مثاليات محبطة لأن التوقعات العالية تجعل الشاب والفتاة يصابان بصدمة عند حدوث أول خلاف وتتكون لديهما حالة من عدم الرضا. مشيرة إلى أن الـ«سوشيال ميديا» تسببت إلى حد كبير في إحداث حالة من السخط والمقارنات المستمرة، ليس فقط بين الفتيات والشباب المتزوجين حديثاً فحسب ولكنها أيضاً طالت الأزواج والزوجات القدامى الذين قضوا سنوات طويلة من حياتهم في رضا تام قبل أن تصبح حياة الجميع مشاعاً على مواقع التواصل.
لماذا نقارن حياتنا وشركاءنا بالآخرين؟
ويتفق معها الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية بالقاهرة، في أن جروبات النساء على الـ «فيسبوك» وغيرها من مواقع التواصل بوابة للكثير من المشاكل التي تتعرض لها زوجات اليوم، لما لها من دور كبير في إفساد العلاقة الزوجية ودفع المرأة للتفكير بالطلاق وخراب بيتها.
وحول أبرز الأسباب التي تدفع الزوجة وكذلك الزوج لعقد مقارنات بين شريك حياته والآخرين، يبين د. جمال:
الطريقة الأنسب للتعامل مع الشريك كثير النقد والمقارنة هي الصبر فلعل الأيام تبين له أنه كان مخطئاً
ولكن د. جمال فرويز يرى في المقابل أن المقارنات أحياناً تكون لها جوانب إيجابية وتكون محفزة للزوجين لتغيير نمط الحياة وتقدير مسؤوليات وظروف شريك الحياة. فأحياناً تكون المقارنة في صف شريك الحياة لا ضده، فكم من زوجة أدركت قيمة زوجها عندما وجدت حولها عدداً من الرجال يتخلون عن مسؤولياتهم ويظلمون شركاءهم، وكذلك الحال بالنسبة للزوج الذي قد لا يدرك قيمة زوجته وكم الأعباء التي تتكبدها كل يوم في صمت عندما يرى تمرد الأخريات في قصص الأصدقاء والأقارب وزملاء العمل، وبعدها يبدأ يثمن جهودها ويرضى عن زوجته وحياته فتستقيم الحياة وتغمرهما السعادة بعد الرضا.
ويشير الاستشاري الأسري إلى أن الطريقة الأنسب للتعامل مع الشريك كثير النقد والمقارنة هي الصبر، وألا نصعد من الأمر معه في كل مقارنة يضعنا بها، وأن نتعامل مع الأمر وكأنه لم يكن حتى وإن سبب لنا ضيقاً، فلعل الأيام تبين له أنه كان مخطئاً في حقنا وفي مقارنته.. لكن في المقابل يجب أن ينتبه شريك الحياة لمضمون المقارنة فقد تحوي نقصاً وعيباً في العلاقة بين الزوجين وهذه إشارة تحذير وتنبيه حتى وإن كانت بطريقة جارحة ونرفضها ولكن يجب أن نتلقى الرسالة التي جاءت من خلالها ونحاسب أنفسنا.
نصائح لحماية الحياة الزوجية من المقارنات المدمرة
من جانبها تقدم الدكتورة إكرام خليل، استشارية العلاقات الزوجية والأسرية بالقاهرة، مجموعة من النصائح لحماية الحياة الزوجية من المقارنات المدمرة والطريقة الأنسب للتعامل مع الشريك كثير النقد والمقارنة من خلال عدة نقاط:
اقرأ أيضاً:
- 3 أسرار لتحقيق السعادة الزوجية
- لماذا يقل الرضا في الحياة الزوجية؟