المصمم زياد نكد انطلق من بلده لبنان، ووصل إلى العالمية، شارك في مهرجانات الموضة في ميلانو، وأمريكا، وفرنسا، وغيرها من بلاد العالم، لكن باريس في نظره تظل عاصمة الموضة.. تصاميمه مرغوبة من المشاهير، وسيدات المجتمع الراقي، لأنه يجدّد ويبتكر، وتبدو كل قطعة من قِطعه كأنها لوحة فريدة، مرسومة بدقة وعناية، بدءاً من القَصة والقماش واللون، إلى الخياطة الدقيقة.
التقته في بيروت الزميلة «هناء توبي» ليحدثنا عن إبداعاته وتصاميمه وأفكاره ، وتفاصيل كثيرة عن أعماله وحياته:
المجموعات التي قدمها المبدع زياد نكد خلال مشواره الطويل في عالم الأزياء مرتبة وأنيقة وتحمل عناوين مغايرة للمألوف من «النهضة»، إلى «أوريون»، و«معين» و«رومبوس» و«الحب من أول نظرة»، وغيرها، ما يوحي بالقِصص الكامنة خلف ما يقدمه، كأن للفساتين التي يقدّمها بحب حكايات تلامس المرأة، والمجتمع.
في مجموعته الأخيرة المخصّصة للعرائس لموسم 2024 ـ ،2025 توجّه زياد نكد للمرأة بأسلوب يُظهر أنوثتها، ورقتها، وفي الوقت نفسه يعزّز حضورها القوي، وقد استخدم أقمشة التول والدانتيل والشيفون، باللون الأبيض الذي يتوّج العروس ملكة في يومها، وفضّله على اللون «الأوف وايت».
وقد طوّع زياد نكد الأقمشة وتحايل عليها، ليخلق تصاميم مميّزة مفعمة بالأنوثة، واللمسات العصرية، وأضاف الترتر والتطريز، واعتمد التنوع في تزيين صدر الفستان، وشكل تنورته، وكذلك استخدام الأحجار والكريستال وغيرها من لآلئ فساتين الزفاف، مضافاً إليها التنويع في الأكمام، أو اعتماد الأكتاف المكشوفة.
في اللقاء معه لمجلة «كل الأسرة» يقول نكد إنه برغم سعادته بما وصل إليه من نجاح وشهرة، إلا أنه لا يخفي أن صعوبات كثيرة اعترضته، ولكنه لا يحب الوقوف عندها، لأنه عمل على مجابهتها بالعمل، وهو يقف عند الإيجابيات، وتحفزه للعمل مسؤوليته تجاه نفسه، وتجاه الطاقم الذي يعمل معه، وتجاه اللواتي يضعن ثقتهنّ فيه.
ويؤكد «شغفي بعملي كان أقوى من كل التحدّيات، وحبي لما أقدمه هو الداعم الأساس كي استمر، كما أنني أرى أن كل رحلة نجاح لا بد أن تتخللها عثرات، فحتى الورود الفوّاحة لا تخلو من الأشواك».
آفاقي واسعة، وأريد التوجه إلى كل امرأة تحب الأناقة، ولن اكتفي بإطلاق فساتين المناسبات، والاحتفالات، والخطوبة والزفاف
انطلق نكد من بلده لبنان منذ كان شاباً يافعاً، وخلال أسفاره ومشاركته في مهرجانات الموضة ظلّ يتعلم، ويستلهم من كل جميل تراه عيناه، ويستذكر المحطات المؤثرة في حياته، فيقول «إن المحطة الأجمل في مشواري هي مشاركاتي المتتالية في مهرجان الموضة الباريسي الذي أظهرت من خلاله كفاءتي في مجال التصميم».
ورغم انه اعتمد الأسلوبين، الكلاسيكي والعصري، في فساتينه، ووجد شغفه فيهما، إلا أنه كشف لنا أنه ينوي التوسع في مجال الألبسة الجاهزة «آفاقي واسعة، وأريد التوجه إلى كل امرأة تحب الأناقة، ولن اكتفي بإطلاق فساتين المناسبات، والاحتفالات، والخطوبة والزفاف، بل سأظل أقدّم ما تحتاج إليه المرأة، وسأتوسع في مجال الملابس الجاهزة».
ومن المعروف أن نكد تعامل مع عدد كبير من الفنانات الشهيرات، وقدمت فساتينه على السجادة الحمراء أهم العارضات العالميات، وهو يؤكد إنه سعيد بكل اللواتي تعامل معهنّ، لكن الفنانات الأكثر قدرة على تقديم أسلوبه بفخامة، هنّ الفنانات العربيات أحلام الشامسي، وأصالة نصري، وأنغام..
وعن تفضيله الأسلوب الشرقي في التصميم على الأسلوب الغربي، قال إنه يفضل المزج بين الشرقي والغربي «لذا أستلهم من حضارات الشرق والغرب، وأعتمد أسلوباً متميزاً لتكون القطعة التي أقدمها أنيقة، وتعزز حضور المرأة».
أما من بين الأقمشة الفاخرة التي يستخدمها فإن المفضلة لديه هي الأقمشة الشفافة التي تزيد من سحر الفستان، وتبرز أنوثة المرأة، بخاصة مع أسلوب التطريز الناعم الذي يظهر للناظر كأنه وشم.
وعن مجموعة فساتين الأعراس الجديدة، يبين إنه قدم 23 قطعة فنية متنوعة في القصّات والتزيين «واخترت اللون الأبيض المضيء الذي يحمل بريقاً لا يخفى، ويحاكي الفرح، كما اعتمدت الخصر المشدود، والأكمام المطرّزة والأكتاف المكشوفة، و«طرحة» الشعر، القصيرة والطويلة، والتيجان، والفساتين كلها تتهدل صوب الأرض، حيث القماش الوفير المكوّن من التفتا، والتول، والدانتيل المشغول، وأحجار الكريستال، ما يظهر فخامة الفستان».
وعن نصيحته للعروس في اختيار فستان زفافها، يشير إلى إنه ينصحها أن تختار المصمم الذي ينوّع في ما يقدمه، مضيفاً «عليها القيام باختيار القطعة التي تلامس مشاعرها، وأن تتبع إحساسها عند تجربة الفساتين، وتختار الأحبّ إلى قلبها، لتكون مرتاحة ومنسجمة مع نفسها، في يومها، واختيارها للفستان يتلازم مع اختيارها للإكسسوارات المكملة له والتي أحرص بدوري على تنسيقها مع عروسي لأنها أساسية».
