منذ الإعلان عن العملية الجراحية في البطن التي أُجريت لزوجة ولي العهد البريطاني، والتساؤلات لم تتوقف عن حقيقة المرض الذي استدعى دخولها المستشفى، والمكوث فيه أسبوعين، حسبما أوضح بيان القصر الملكي. وكان أول من صدمهم الخبر أسرة كيت ميدلتون، أي والدها مايكل، وأمّها كارول، وشقيقتها بيبا، وشقيقها جيمس، حيث سارعت الأسرة إلى مراجعة جدول أعمالها بالكامل، لتكون أقرب إلى كيت في ظرفها الطارئ، لاسيما وأن الأمر يتطلب فترة نقاهة تستمر أشهراً.
دخلت كيت، أميرة ويلز، إلى عيادة «لندن كلينيك» يوم الثلاثاء، التاسع من شهر يناير الجاري، وكان البيان مفاجئاً، لأنها كانت تبدو دائماً في كامل لياقتها. ورغم التطمينات بأن العملية كانت ناجحة، لكن الخبر شغل وسائل الإعلام في العالم كله. وبعد مغادرتها المستشفى فإنها ستواصل فترة النقاهة في منزلها «أديلايد كوتاج»، في وندسور. وبهذا، فإن من غير المتوقع أن تظهر كيت بشكل علني حتى عيد الفصح، آخر شهر مارس المقبل، وهو غياب غير مسبوق لها.
ومنذ ذلك الحين، علمنا أن ولي العهد، الأمير وليام، يعلّق مهامه الرسمية ليكون أقرب إلى عائلته، ما دامت زوجته في المستشفى، وتتعافى. وكما كتبت صحيفة «الصن» فإنه سيعتني بالأطفال، ولكن بالطبع ستساعده مربية الأطفال الإسبانية، ماريا بورالو، التي كانت موجودة دائماً مع الأسرة.
ستتمكن كيت أيضاً من الاعتماد على عائلتها: والديها كارول ومايكل، إضافة إلى شقيقتها بيبا، وشقيقها جيمس، الذي من المعروف أنها قريبة جداً منه. ووفقاً لصحيفة «الديلي ميل»، قامت عائلة ميدلتون بتغيير كل التزاماتها لتكون أقرب ما يمكن إلى أميرة ويلز، والاستعداد لعودتها إلى وندسور، وأوضحت الصحيفة «إنهم يحشدون جهودهم بالفعل، وسيساعدونها على التعافي في منزلها في وندسور، بالقرب من منزلهم»..
لم يتم تقديم أي إشارة حول أسباب دخولها المستشفى، لكن بحسب العديد من وسائل الإعلام البريطانية، فإن كيت لا تعاني السرطان. ومن ناحية أخرى، فإن حالتها الصحية «خطرة بما يكفي لإبقائها في المستشفى لمدة تصل إلى أسبوعين، ومن المتوقع أن تستغرق فترة نقاهتها شهرين، إلى ثلاثة أشهر»، كما تلاحظ «بي بي سي»، وأضافت «يتضح من طول المدة التي من المتوقع أن تبقى فيها كاثرين في المستشفى، ومن لهجة البيان الصادر عن القصر، أن حالتها خطرة».
بيان القصر الملكي حول صحة كيت ميدلتون
تسونامي إعلامي بسبب غموض حالة كيت ميدلتون
لماذا وقع الخبر على المهتمين بأخبار المشاهير وقع الصدمة؟ لأن الجمهور ربط، على الفور، بين مأساة فقدان الأمير وليام لوالدته ديانا، قبل سنوات، وبين مرض زوجته المجهول، واحتمال أن يفقدها. لذلك، فإن الخبر تسبّب بما يمكن وصفه بالتسونامي الإعلامي. أما الصحف البريطانية فإن الأمر أكثر دراماتيكية بالنسبة إليها، لأن آخر ظهور علني للأميرة كان في 25 ديسمبر، خلال المسيرة التقليدية للعائلة المالكة نحو كنيسة ساندرينجهام. قبل ذلك، كانت شوهدت في 8 من الشهر الماضي عندما استضافت حفل عيد الميلاد السنوي في كنيسة وستمنستر.
راح المعلقون يضربون أخماساً في أسداس، وينقّبون، ويتحرّون للتوصل إلى ما قد يحل لغز صحة زوجة ولي العهد التي من المؤمل أن تكون ملكة بريطانيا في المستقبل. وكشفت سيدة مقربة من العائلة أن كيت كانت تتمتع دائماً بصحة جيدة، على الرغم من دخولها المستشفى سابقاً بسبب التقيؤ الحملي، عندما كانت تنتظر ولادة ابنها الأكبر جورج. بمعنى آخر، الغثيان والقيء الشديدان، قد يؤديان إلى الجفاف، وفقدان الوزن، وحتى حرمان الجسم من احتياطياته من الكربوهيدرات.
من جهتها، اعتبرت «بي بي سي» أن الحالة الصحية للأميرة البالغة من العمر 42 عاماً، والتي احتفلت بعيد ميلادها في 9 يناير، «خطرة».. إذ إن مدة نقاهتها في المستشفى هي ما جعلت الإذاعة تتوقع أن الحالة خطرة.
أما صحيفة «الديلي ميل» فتقول إن كيت ميدلتون «عاشت، مثل بقية أفراد العائلة المالكة، سنوات مضطربة في الفترة الأخيرة، مع وفاة إليزابيث الثانية في عام 2022، وتتويج تشارلز الثالث في عام 2023. وكان عليها أن «تتكيّف» مع لقبها الجديد كأميرة ويلز». وتمضي الصحيفة في وصف السيدة الأربعينية بأنها «شخصية جديرة بالثقة بالنسبة إلى النظام الملكي، بفضل هدوئها ومثابرتها.
كما أنها تجسد الجاذبية، والأدب، والمقاومة، التي كانت تتمتع بها الملكة الأم الراحلة». وبهذا المعنى، أجرت صحيفة «التايمز» مقابلة مع جيمي لوثر بينكرتون، السكرتير السابق للعائلة المالكة، الذي قال إن كيت «تأخذ وقتها في التحدث مع الناس. لديها ما كانت لدى إليزابيث الثانية». من جهتها، لم تكن الصحافة الأمريكية أقلّ اهتماماً بالخبر. وقد بلغ الأمر حدّ دعوة أحدى المجلات قراءها إلى إرسال دعواتهم بشفاء الأميرة البريطانية المحبوبة.
إعلاميون يتجمعون أمام مدخل «لندن كلينيك»
لندن كلينيك.. مستشفى مشاهير العالم
تعتبر عيادة لندن بمثابة مستشفى المشاهير. وهو مركز علاجي متطور كان من بين زبائنه نجمة هوليوود إليزابيث تايلور، والرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي. كما عولجت فيه شخصيات مرموقة، مثل الأمير فيليب، والأميرة مرجريت، حسبما تذكر صحيفة «الديلي ميل». وتم إدخال دوق إدنبرة الأمير فيليب، زوج الملكة السابقة، إلى العيادة لإجراء ما وصف بـ«فحوصات البطن»، عام 2013، بينما رقدت فيه الأميرة مرجريت، شقيقة إليزابيث الثانية، عام 1980، لإزالة آفة جلدية حميدة.
وفي عام 1947، علم جون كنيدي، الذي كان آنذاك عضواً في الكونغرس الأمريكي، في هذا المستشفى أنه مصاب بمرض أديسون، وهو اضطراب نادر في الغدد الصماء. ومن جانبها، خضعت إليزابيث تايلور لعملية جراحية في الركبة هناك في يناير 1963.
الأمير وليام عائداً من زيارة زوجته في المستشفى
ومن بين المرضى السابقين في عيادة لندن أيضاً، رئيس الوزراء الأسبق، كليمنت أتلي، الذي دخل المستشفى نفسه في عام 1939 عندما كان زعيماً للمعارضة، لإجراء جراحة في البروستات. وأنتوني إيدن، وزير الخارجية البريطاني الشهير، الذي تم إدخاله هناك لإزالة المرارة في عام 1953. وشهد «لندن كلينيك» ولادة ولد رئيس الوزراء السابق، ديفيد كاميرون، هناك في عام 1966. وإذا كانت هذه العيادة تجتذب هذا العدد الكبير من المرضى المرموقين، فإن ذلك يرجع على وجه الخصوص إلى معدّاتها المتطورة.
تضم العيادة مركزاً رئيسياً للسرطان، حيث يستقبل المرضى للعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاجات الأخرى. كما تقدم عيادة لندن العلاج للمرضى المصابين بسرطان البروستات، والتقنيات المتطورة للمناظير الداخلية، والعلاج المناعي. وفي عام 2019، افتتحت العيادة مركزاً متخصصاً في الجراحة بمساعدة الروبوت.
وقبل تسع سنوات، افتتحت إليزابيث الثانية بنفسها، مركز السرطان في المستشفى الذي بلغت تلفته آنذاك 80 مليون جنيه استرليني. كما شهدت عيادة لندن نصيبها من التقلبات والمنعطفات، مثل إلقاء القبض داخل أسوارها على أوغستو بينوشيه، دكتاتور تشيلي السابق، في عام 1998، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ومما شهدته من حوادث درامية وفاة الممثلة ويندي ريتشارد، إثر مضاعفات الاصابة بسرطان الثدي.
لماذا كل هذا النبش الإعلامي في تاريخ المستشفى، وفي تجهيزاته وأسماء المشاهير الذين قصدوه للعلاج؟ السبب هو محاولة الصحافة الشعبية في لندن للتوصل إلى احتمالات التعرف إلى حالة كيت ميدلتون. ورغم هذا النبش المُقلق، سعت صحيفة «الديلي ميل» إلى طمأنة البريطانيين، وكتبت أن «كيت ميدلتون لا تعاني السرطان، وهو تشخيص لا يستند إلى تقارير طبية، بل يعتمد على التمنيات، ونرجو أن يكون صحيحاً».
اقرأ أيضاً: عيون نساء العالم على أناقة أميرة الفساتين كيت ميدلتون