21 أبريل 2024

أميرة موناكو شارلوت.. حياة عاطفية مزدحمة تلفت أنظار وسائل الإعلام

كاتبة صحافية

كاتبة صحافية

أميرة موناكو شارلوت.. حياة عاطفية مزدحمة تلفت أنظار وسائل الإعلام

هل هي أميرة بالفعل، ومن سلالة العائلة الحاكمة في موناكو، أم أنها ابنة رجل من عامة الشعب؟ الحديث هو عن شارلوت، بنت الأميرة كارولين من زوجها الثاني ستيفانو كاسيراجي. ونظراً لأنها كبرى حفيدات الأمير السابق رينيه، فقد منحها جدّها اللقب النبيل بدافع الحب، وترضية لها، بعد فقدان والدها في حادث سباق للزوارق، وهي بعد طفلة.

أميرة موناكو شارلوت.. حياة عاطفية مزدحمة تلفت أنظار وسائل الإعلام

لو أردنا إحصاء عدد الرجال الذين ارتبطت بهم كارولين دو موناكو، برابط الحب أو الزواج، لضعنا في الحساب. فهذه الإمارة الساحرة الغافية على كتف البحر الأبيض المتوسط، جنوب فرنسا، بنَت شهرتها على سريّة مصارفها من جهة، وجمال أميراتها من جهة ثانية. وقد بدأ الأمر مع الجد الأمير الراحل رينيه الذي استدارت نحوه كاميرات العالم كله، يوم تزوج من نجمة هوليوود الممثلة الحسناء جريس كيلي، ونصّبها أميرة على بلد بحجم الكشتبان. بعد ذلك تسلّمت ابنتا جريس، الأميرتان كارولين وستيفاني، مهمة الدعاية والترويج للإمارة من خلال الحفلات، والأناقة، وحكايات الغرام التي تبدأ وردية، ثم تنتهي بفضائح.

كبرت كارولين وتسلّمت الراية ابنتها شارلوت، موضوع حديثنا هذا. إنها لا تقل عن والدتها حسناً، بل تفوقها جاذبية. وقد نجحت في احتلال أغلفة المجلات منذ نعومة أظفارها، حتى إذا بلغت سِن المراهقة بدأت الشائعات تطاردها، وتنسب إليها كل يوم صديقاً جديداً. وكانت البنت قد غادرت قصر العائلة، وانتقلت للدراسة في باريس، وأقامت في شقة فارهة تملكها والدتها في جادة «فوش»، أغلى أحياء العاصمة.

تبلغ شارلوت من العمر حالياً 37 عاماً. وهي تقترب من الأربعين، ولابد من اقتناص آخر فرص البقاء على قمة الشخصيات النسائية التي تلفت أنظار وسائل الإعلام، وبالتالي تدفّق السياح على زيارة الإمارة الصغيرة، ورؤية القصر الأميري المقام على صخرة تطل على البحر، والمقامرة في الكازينو الشهير الذي مرّ به معظم مشاهير الفن، والسياسة، والمال، في العالم. ومن المعروف أن لابنة كارولين ولدين ذكرين، أي أنها لم تنجب بنتاً تتسلم راية الدعاية والترويج من بعدها، لذلك فإن أخبارها لم تفقد صلاحيتها بعد، ومنها غرام عابر مع نمساوي سرعان ما تركته لتقع في غرام الكاتب الروائي نيكولا ماتيو. ولكن هل تفوقت ابنة كارولين على والدتها في عدد العشاق والأزواج؟

بجوار ماتيو
بجوار ماتيو

علاقة عاطفية مع صاحب جائزة «جونكور»

لنبدأ من النهاية.. ففي منتصف الشهر الماضي شوهدت شارلوت تعيش سويعة من السعادة في أحد مقاهي الرصيف في باريس، مع آخر أصدقائها نيكولا ماتيو. بعد ذلك قاما بجولة على الأقدام في الشوارع القريبة من محطة الشرق، اليد في اليد. وكانت مجلة «باري ماتش» سبّاقة إلى نشر الصور. ومن المعروف أن لهذه المجلة عقداً جرى توقيعه قبل عقود عدّة، يمنحها حقوق نشر صور أفراد عائلة موناكو الأميرية في المناسبات العامة، والحكايات العاطفية الخاصة. ويحدث أن تقيم إحدى الأميرات دعوى قضائية ضد المجلة واسعة الانتشار بتهمة انتهاك الحياة الخاصة، وقد تنتهي الدعوى بدفع تعويضات طائلة، لكن المياه تعود إلى مجاريها بين الطرفين.

هذه المرة سبقت مجلة «فوسي» الشعبية زميلتها «باري ماتش» في نشر خبر العلاقة العاطفية الوليدة بين شارلوت وبين الروائي الحاصل على جائزة «جونكور» عام 2018، أرفع المكافآت الأدبية في فرنسا. كان ذلك أواخر فبراير الماضي، من دون أن ينكر الخبر صاحبا الشأن. ففي الشهر الماضي، حلّ الكاتب ضيفاً على البرنامج التلفزيوني الفرنسي «المكتبة الكبرى» وتحدث عن الحب من دون أن يكشف اسم محبوبته، حيث قال «نحن نقوم في بداية قصص الحب بدوزنة مشاعرنا، بالمعنى الموسيقي للكلمة، أي بالعزف على المستوى الصوتي ذاته وليس عزف اللحن ذاته».

وشارلوت تحب الأدب، ولديها الكثير مما تتشارك به مع صديقها الجديد. فهي تقف وراء تأسيس «لقاءات موناكو الفلسفية»، وهي فعالية تقام سنوياً منذ 9 أعوام. كما نشرت كتاباً بعنوان «أرخبيل الشغف». مع هذا لم يتوقع أحد أن تنشأ علاقة عاطفية بينها وبين صاحب الرواية الشهيرة «أبناؤهم من بعدهم»، نظراً لأنه محسوب على أهل اليسار، وهي سليلة أسرة كاثوليكية أرستقراطية. ما الذي جذبها فيه؟ لكن الحب لا يعترف بالمنطق، ولا الطبقات. إنهما يلتقيان في باريس لتمضية أوقات طيبة قبل أن يعود كل منهما إلى أولاده.

مع رسام وطفلها منه وولدها من زوجها السابق جاد المالح
مع رسام وطفلها منه وولدها من زوجها السابق جاد المالح

زواجها من عراقي الأصل

شارلوت تحب، أيضاً، باريس. وهي بعيدة جغرافياً عن لوس أنجلوس في الولايات المتحدة، حيث يقيم ويعمل آخر شركاء حياتها، المنتج ديمتري رسام. إنه نجل الممثلة كارول بوكيه من زوجها الراحل السينمائي العراقي الأصل، اللبناني النشأة، جان بيير رسام. وقد التقت به في مهرجان «كان» السينمائي عام 2017، وقامت بينهما علاقة حب من النظرة الأولى، تتوجت بولادة ابنهما الوحيد بالتازار، وما زال متابعو سيرة شارلوت يحتفظون بالصور الجميلة لحضور الحبيبين سوية حفل جوائز «سيزار» عام 2018، حيث كان ظهورهما سوية بمثابة إعلان رسمي لشراكة في الحياة. لقد بدت الزوجة الشابة ساحرة في ذلك الحفل بفستان مطرز بالورد من توقيع دار «سان لوران»، وكان زوجها يرتدي بدلة سوداء رسمية أنيقة، ويلفت النظر بملامحه الشرقية، وشعرة الأسود الحالك.

قبل الارتباط الرسمي، رزق الحبيبان بطفل ذكر، الأمر الذي كان حافزاً لتسريع الزواج. وهما قد تزوجا بعقد مدني كمرحلة أولى، ثم ارتبطا بزواج كنسي تم في كنيسة «سانت ماري دو بييردون». وفي عرسها، ارتدت شارلوت بدلة من الساتان العاجي اللون، كانت قد صممتها كوكو شانيل لترتديها جدّتها جريس كيلي. كما تزينت بعقد من توقيع «كارتييه». كأن الحفيدة أرادت تأكيد انتمائها لتلك السلالة من النساء الحسناوات. وخلال المراسم بكى خال العروس، أمير موناكو، من التأثر.

لكن قصص الأميرات في موناكو لا تدوم. وقد دامت قصتها مع ديمتري 7 سنوات، وهو رقم قياسي، حيث قرر الزوجان الانفصال أواخر العام الماضي بسبب عمل الزوج في الولايات المتحدة، ومشكلات عيش كل منهما في قارة. وصرح ديمتري بأن في الحياة الفرنسية اتجاهاً يشجع إزالة الفوارق بين الحياة العامة والحياة الخاصة. إن زوج شارلوت لابد أن يحضر المناسبات الرسمية التي تقام في موناكو مثل «حفل الوردة» الخيري السنوي، أو حفل تتويج الأمير ألبرت. وأضاف أنه شخص خجول لا يحبذ الظهور أمام الكاميرات في شرفة القصر وتحيّة الجمهور، كما جرت العادة، ولا يحب رفع الستائر بين حياته العائلية والتزامات زوجته كفرد من عائلة أميرية. إنه يرفض أن يكو مجرد «زوج شارلوت». لقد عاش معها 5 سنوات من الحب الذي لم تعكّره غيمة. لكن ظروف الحياة حكمت بالانفصال. وقد تغيّب عن حضور حفل العيد الوطني لموناكو، في الخريف الماضي.

مع فيليكس وينكلر
مع فيليكس وينكلر

لا وقت للهدر.. قصة حب جديدة

القوم هنا لا يبكون من الحسرة، وأحزان الفراق. إذ سرعان ما يجد كل طرف دواءه في التي كانت هي الداء.. أي قصة حب جديدة. وفي ما يخص ديمتري الذي أصبح واحداً من كبار المنتجين السينمائيين في فرنسا، فإنه يغرق نفسه في العمل، وفي تفقد أخبار ابنه من شارلوت، وابنته التي كان قد رزق بها من شريكته السابقة. أما طليقته فلم تضع وقتها وبدأت بالظهور مع أحد رفاق الصبا السابقين ويدعى فليكس وينكل. وكانا قد شوهدا سوية في عدة مناسبات قديمة، منها سباق قفز الحواجز الدولي للخيول في موناكو، قبل 8 سنوات.

وبما أننا بدأنا الحكاية معكوسة، لابد من العودة إلى سيرة شارلوت قبل لقائها بزوجها ديمتري رسام. فهي كانت قد عاشت قصة حب لمدة سنتين مع الكونت النمساوي هوبيرتوس هبرينج فون فرانكينسدورف، ولم يكن عمرها يزيد على 16 عاماً. ولعل تلك كانت أول علاقة لها تنكشف تحت أضواء الصحافة. وفي عام 2004 انتهى الحب المراهق بعد أن التقت شارلوت بوينكلر، نجل أحد كبار المحامين في بلجيكا، وراح الاثنان يظهران في سباقات الخيل في موناكو، ويستسلمان للمصورين الذين لم تفُتهم لحظات الضحك والمرح بين الحبيبين، ولا الوشوشات في الأذنين. ثم فترت العلاقة، وانطفأت جذوة الحب بعد 3 سنوات.

نهاية 2011 تعرفت إلى الممثل جاد المالح
نهاية 2011 تعرفت إلى الممثل جاد المالح

علاقة شارلوت دو موناكو مع جاد المالح

في صيف 2007 تقاطعت خطوات ابنة الأميرة كارولين مع ألكسندر دلال، نجل رجل الأعمال البريطاني من أصل إيراني، جي دلال، وعارضة الأزياء البرازيلية، أندريا دو ماجالايس فييرا. كانت شقيقته أليس صديقة شقيقها بيير كاسيراجي، وعن طريقهما تعرفت إليه. إنه يدير صالة لعرض الأعمال الفنية في لندن. ولمنح علاقته بها طابعاً رسمياً حضر برفقتها «حفل الوردة» الخيري السنوي في موناكو عام 2009، كما حضرا سوية حفل زواج خالها أمير موناكو والسباحة شارلين. لكن في بداية عام 2012 كشفت مجلة «هالو» أن العلاقة قد تفككت، لاسيما وأن شارلوت كانت قد التقت بالممثل المغربي الأصل جاد المالح. كانت تلك قصة حب السنة نظراً للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها المالح، في فرنسا وخارجها.

قال المالح يصف لقاءهما الذي تم بفضل إحدى صديقاتها «شارلوت كانت تقف هناك وأنا هنا. ووقعت في حبها». لكنها كانت لا تزال مرتبطة بدلال. وهنا يضيف جاد المالح أن هناك أمرين يلجأ إليهما لكي يجتذب المرأة: الأول هو رواية النكات، والثاني هو الموسيقى. وبما أنه ليس عازفاً ماهراً فقد اعتمد على الحكايات الطريفة. وقد نجحت الخطة ولم يعودا يفترقان رغم أن حبهما كان مستحيلاً. هي كاثوليكية من عائلة أميرية، وهو كوميدي من المغرب مولود لأسرة يهودية متدينة. هل كانت هي السبب في اعتناقه المسيحية فيما بعد؟

طفل شارلوت رافاييل أو «موناكيش»

كان على شارلوت أن تضع حداً لعلاقتها بألكسندر دلال. ولعل مما سهّل ارتباطها بالمالح أنها لا تحمل لقب أميرة رسمياً. وهكذا أضفت على علاقتهما صفة رسمية بدعوته لمرافقتها إلى «حفل الوردة» في موناكو عام 2013. إنه المناسبة التي اعتادت ابنة كارولين أن تحضرها كل مرة مع حبيب مختلف. وفي أواخر العام وضعت طفلها من المالح وسمّته رافاييل. وكان أبوه يسميه ساخراً «موناكيش»، في مزج بين موناكو ومراكش. ولكن كم من الزمن يمكن للفكاهة أن تستدرج الضحك؟

روى جاد المالح تفاصيل علاقته بالعائلة الأميرية قائلاً «أول مرة دخلت القصر سارعت إلى الاتصال بأصدقائي لأشاركهم دهشتي. وعندما عدت إلى القصر ومعي والدتي فإنني كنت خائفاً من أن ترتكب هفوة بروتوكولية. لكن في النهاية وجدت أنني أتعامل مع أناس يحترمونني، ويحبونني، وحافظت على علاقة طيبة معهم». وبلغ من حبهم له أن الأميرة كارولين، حماته، نزلت إلى باريس لتشاهد أحد عروضه المسرحية الكوميدية. وفي 2015 حضر الحبيبان حفل زواج شقيق شارلوت بيير كاسيراجي، وبياتريس بوروميو. وفي أواسط تلك السنة بدأت الأقاويل تتسرب عن انفصال وشيك بين الشريكين. وقد أكد المالح تلك الشائعات بينما كان يقوم بجولة فنية في الولايات المتحدة الأمريكية. لقد أعلن في أحد العروض أنه عاد أعزب، وأن شريكته قد تركته.

علاقة قصيرة مع المخرج الإيطالي لامبيرتو سانفليس
علاقة قصيرة مع المخرج الإيطالي لامبيرتو سانفليس

وشارلوت لا تطيق البقاء من دون حب. وقد وجدت المواساة من المخرج الإيطالي لامبيرتو سانفليس. ومعه عاشت قصة حب تحت شمس روما، حيث انتقلت للعيش هناك مع طفلها رافاييل. وكالعادة خبت جذوة الغرام بعد سنة، أي في الوقت الذي التقت فيه ديمتري رسام. وبقية الحكاية موجودة أعلاه.

القديم قديم، والجديد هو الروائي نيكولا ماتيو. إنها حريصة على التكتم في علاقتها به. وكانت قد نشرت نصاً في مجلة نسائية بعد انفصالها عن جاد المالح، قالت فيه «لنترك الأمر للصدفة، للولع، للأسرار، للشكوك، للقاءات، للاستقبال وللتغيير. لذلك الذي يجد حياته في فرص واحتمالات جديدة».

اقرأ أيضاً: لماذا لم تحصل شارلوت كاسيراجي على لقب أميرة؟.. ولِمَ اختيرت سفيرة لدار«شانيل»

 

مقالات ذات صلة