في عيد الاتحاد الـ54... الحرف الإماراتية «حكايات» تُعرّف العالم بالإمارات
في عيد الاتحاد الـ54 لا بدّ من وقفة عند التراث باعتباره النبض الحي، للماضي والحاضر والمستقبل، في آن.
وفي قلب هذا المشهد المتجدّد، يعيد مركز الحِرف الإماراتية في الشارقة، إحياء التراث، وينقل خبرات هذا التراث إلى الأجيال من خلال التدريب والتمكين، كما مشاركة الحرفيات الإماراتيات في فعاليات خارج الدولة يمثلنّ فيها الإمارات، وينقلن، خلالها، الذاكرة الحيّة التي عبرت بزمن الأجداد إلى حاضر يعتز بجذوره، ويصون هويته.
ويقدّم المركز نموذجاً وطنياً للحفاظ على الهوية من خلال الحِرف التي تعيد رواية التراث للأجيال بلغة معيشة، لتشكّل جسور الهوية التي تربط الماضي بالمستقبل نحو العالم.
حصة العميري: أفتخر بالتجارب الحية التي تتيح للآخرين فهم هويتنا
تجسد حصة العميري، من مركز الحرف الإماراتية في الشارقة، جسراً، ومرآة لهوية الإمارات التراثية، حيث شاركت في فعاليات ومهرجانات في دول عدّة، منها موسكو ومصر، وغيرهما، وأبرزت من خلال تلك المشاركات الثقافة الإماراتية بمهارة، وحضور لافت.
تقول إن التراث الإماراتي يسكنها، وتفخر بتمثيل بلدها بكل تفاصيله، من اللباس التقليدي، إلى الدخون، والعطور، والبخور، وترصد ردّة فعل الأجانب في تماسهم مع التراث: «فالزوار يبدون إعجابهم وانبهارهم بكل المظاهر التراثية التي تصنع جسراً بين الثقافة الإماراتية والعالم، وتمنحنا فرصة لإبراز جمال وأصالة الموروث الوطني».
تشعر حصة العميري بفرح بالغ حين ترى ردود فعل الأجانب، وهم يرتدون الثوب، البرقع، أو حتى الكندورة الإماراتية، تقول: «الرجال والنساء يستأنسون بتراثنا، ويجدون فيه شيئا غريباً، أو جديداً يثير إعجابهم»، وتضيف: «كأخصائي تراثي، أفتخر بالتجربة الحية التي تتيح للآخرين فهم قيم وهوية الإمارات، بشكل مباشر، سواء عبر الطبخ الإماراتي، أو الضيافة، أو الزي، التقليدي، وغيرهما من الملامح التراثية».
وخلال إحدى الفعاليات الخارجية، لاحظت حصة العميري إعجاب زوجة أحد السفراء بالتراث الإماراتي «فالبرقع، الدخون، البخور، والزيّ الإماراتي، والعطور، والألعاب الشعبية، والحنّة الإماراتية... وغيرها من مظاهر التراث الذي نقدمه في الخارج، كلها عناصر تعكس روح التراث، وعاداتنا، وتقاليدنا، وحتى قيمنا».
تعكس كلمات حصة العميري الشعور العميق بالانتماء والمسؤولية، وكيف أن التراث أصبح أداة حيّة لإظهار صورة الإمارات الحقيقية للعالم، وتوجز: «أفتخر ببلدي الإمارات، وأسعى لتمثيله بكل ما أوتيت من قوة، وإرادة، واندفاع».
سعاد الجلاف: أرصد انبهار الجاليات في الخارج بتراث الدولة
تتخصّص سعاد الجلاف، من مركز الحرف الإماراتية، في التلّي وصناعة الفرّوخة، وتعمل على تعريف الأجيال بالحرف اليدوية الإماراتية القديمة، وصناعة المكاحل والدخون، وكذلك الخياطة، كما تقيم دورات للفتيات في معهد الشارقة للتراث، وتشارك في مدارس وجامعات داخل الدولة، وتجيب عن أسئلة كثيرة من الأجيال الحالية حول الصناعات التقليدية.
كما شاركت في فعاليات تراثية خارج الدولة، في الكويت والبحرين، وغيرهما، ممثلة تراث الإمارات، وتبيّن: «خلال مشاركاتي أرصد انبهار الزوار بتراث الإمارات، ومفرداته، من البرقع إلى الجلابية، وصناعة التلي، والدخون، والأطباق التراثية. أفخر بتراثي وزيّي الإماراتي، وأمثل الإمارات بهذا التراث الذي يجسد ماضينا، وتاريخنا، وهويتنا. فقد تربيت في التراث، وعاصرت الأجيال القديمة، كما الأجيال الحديثة».
وتضيف الجلاف: «خلال مشاركاتي الخارجية أظهر بالبرقع على وجهي، بكل فخر واعتزاز، وأقدّم الأكلات الشعبية، مثل الثريد، والهريس، والبلاليط، والعرسية، وغيرها، من أطباق التي تجد إقبالاً كبيراً بين الجاليات في الخارج».
ولا تكتفي سعاد الجلاف بدورها كحرفية، بل تتعداه لتعليم «الخراريف»، والسنع الإماراتي، في مجال عملها، ومن خلال هذا الدور تمثل رابطاً حياً بين الماضي والحاضر، وتضمن استمرارية الحرف التقليدية والقيم الثقافية التي شكّلت هوية الإمارات عبر الأجيال.
بهذه الجهود، تجمع الجلاف بين التعليم، والممارسة العملية، والتمثيل الخارجي للتراث، لتصبح مرآة حقيقية للهوية الإماراتية الأصيلة، وتؤكد «أحاول تقديم صورة جميلة عن الإمارات في الخارج. فالتمثيل الحقيقي للتراث ليس مجرّد عرض للملابس، أو الحِرف، بل إيصال هوية كاملة وحضارة أصيلة للعالم. ورسالتي للشباب الإماراتي في عيد الاتحاد أن يحافظوا على التراث، فتراثنا يجب أن ينتشر في كل مكان، ويمثّل بأفضل صورة».
