المهندسة شفيى الخييلي
في عيد الاتحاد الـ54، نسلط الضوء على المواهب الإماراتية كمرآة تعكس روح الإمارات بتفاصيلها الجميلة. وفي لحظة الاحتفاء بمسيرة الاتحاد، تبرز شفيى الخييلي، مهندسة ديكور إماراتية، متخصصة في التصميم الداخلي، كواحدة من الأصوات الإماراتية التي تجسد التراث عبر تصاميمها، وتمنحه حياة جديدة بلغة عصرية، باعتبار أنّ «التراث مادة حيّة تنبض في كل تفصيل من تفاصيل تصاميمي».
توظف شفيى التراث في منتجات ومفردات معاصرة تحاكي الجيل الجديد، وتقدم نموذجاً فريداً للمصممة الإماراتية التي تحوّل الإرث الشعبي إلى ابتكار متجّدد.
وتروي: «منذ بداياتي في عالم التصميم، كنت مؤمنة بأن كل مساحة يمكن أن تكون قصة تُروى عن الإمارات، عن دفء بيوتها، وأناقة تراثها، وعمق إنسانها. في كل مشروع أعمل عليه، أسعى لأن أجعل الجدران تتحدث بلغة الهوية الإماراتية، وأن تحمل التفاصيل مزيجاً من الأصالة والحداثة، لأن التصميم بالنسبة لي ليس مجرّد مهنة، بل هو رسالة حبّ لوطني».
توظف شفيى الخييلي عناصر التراث الإماراتي والهوية العربية في تصاميمها بطريقة عصرية قادرة على لفت أنظار العالم، تشرح: «أستمد الإلهام من التراث الإماراتي، بكل ما يحمله من جمالٍ في التفاصيل، بدءاً من الأبواب المنحوتة والنقوش الهندسية، إلى المواد الطبيعية المستوحاة من بيئتنا المحلية، لكنّي أعيد صياغة هذه العناصر بروح معاصرة تليق بعصرنا الحديث. وفي مشاريعي، مثل فندق نجد المقصار، ونُزل الرياحين، حاولت أن أخلق توازناً بين الموروث والتجديد، بحيث يعيش الزائر تجربة أصيلة تعبّر عن الإمارات، ولكن بأسلوب عالمي يليق بمكانة الإمارات اليوم».
التصميم هو لغة صامتة لكنها تُحَسّ وتُفهم في كل مكان، كما تؤكد «حين نُقدّم عملاً يحمل بصمتنا الإماراتية، فهو يروي للعالم من نحن، من دون أن نتحدث، فكل زاوية مضيئة، وكل خامة منتقاة بعناية، تحكي عن كرم الضيافة، والروح الإنسانية، والارتباط بالأرض والبيئة. وهكذا يصبح التصميم جسراً حضارياً يربط الإمارات بالعالم، ويجعل الآخرين يكتشفون جمالها من خلال عيوننا. كما أحرص على أن يرى الناس في عملي صورة المرأة الإماراتية القوية، المبدعة، والواثقة بهويتها، امرأة تُبدع بعقلها وقلبها، وتستمد طاقتها من تراثها وقيمها. ومن خلال تصاميمي، أطمح إلى أن يرى العالم مجتمعاً متطوراً، يؤمن بالجمال، ويحترم الأصالة، ويعيش التناغم بين الماضي والمستقبل. وأريد أن تكون تصاميمي مرآة تُظهر الوجه، الإنساني والثقافي، المشرق لدولتنا».
توازن شفيى بين الحفاظ على الأصالة والابتكار لتقديم نموذج يعكس روح الإمارات الحديثة المتمسكة بجذورها، وتكمن المعادلة، كما تقول، في «الفهم العميق للتراث، وليس في نقله فقط، حيث أستحضر الرموز والعناصر التراثية بمعناها وجوهرها، ثم أُعيد صياغتها بلغة التصميم الحديث، سواء في اختيار المواد، أو الإضاءة، أو التكوين المعماري. وروح الإمارات الحديثة تتجلى في قدرتها على التطور من دون أن تفقد هويتها، وهذا ما أسعى إلى تجسيده في كل مشروع، من فندق شيص، إلى مكاتب مجلس سيدات أعمال الشارقة، حيث يلتقي الماضي بالمستقبل في مساحة واحدة، نابضة بالحياة والروح الإماراتية الأصيلة».
من تصاميم المهندسة الخييلي وتبدو مفردات التراث
وفي عيد الاتحاد الـ54، تعبّر شفيى الخييلي عن فخرها العميق «لكوني أنتمي إلى جيلٍ يكتب قصة الإمارات بإبداعه، ويُعبّر عنها بلغة التصميم، والفكر، والجمال. فكل إنجاز هو امتداد لرحلة وطنٍ آمن بالمرأة، وبقدرتها على البناء والابتكار، وجعل من الإبداع أسلوب حياة يعبّر عن روح الاتحاد».