في عيد الاتحاد الـ54 ,ثمة نماذج إماراتية تروي للعالم قصة وطن وتجسد جذور تراثه وعاداته وتقاليده، وتتقدّم اليولة المشهد كنبض حيّ للهوية الإماراتية والانتماء والتماس مع الأرض .
يقف اليويل في الساحة كحارس للذاكرة، يلوّح بسلاحه التقليدي ويعيد سرد فصل من فصول الفروسية التي عرفها الأجداد. تروي عيناه الثاقبتان والشاخصتان نحو الأعلى قصة وطن ويؤدي رسالته بقوة ويجدد عهده مع الوطن، مؤمناً أن جذور الإمارات ثابتة مهما تسارعت الخطى نحو المستقبل.
ففي هذه الاحتفالية، تتحوّل اليولة إلى لغة وطنية مشتركة، تذكر بمسيرة الاتحاد وتعيد إحياء التراث وروحه الأصيلة وعلاقة الإماراتي بالصحراء وبكل مفردات وطنه، لتتجسد تلك الروح الأصيلة في كل مناسبة وفي نقل صورة بهيّة عن دولة صنعت مجدها من جذورها.
وفي إدارة بطولات فزاع في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، يتعزز الحرص على نقل روح اليولة إلى الأجيال الجديدة في إطار شامل، يجمع بين الأداء الفني، والبعد التراثي، في رسالة واضحة على أهمية اليولة في نقل مفردات التراث إلى العالم .
يؤكد راشد حارب الخاصوني، مدير إدارة بطولات فزاع في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث «إنّنا لا نكتفي بمهارة «فرّ السلاح»، والوقوف على مسرح الميدان، بل نعمل على خلق تجربة كاملة تُعيد اليويّل إلى جذور هذه الفنون الشعبية، حيث تضم البطولة مجموعة من التحدّيات التراثية، مثل عدّ القصيد، والرماية ببندقية ضغط الهواء، وسباق الهجن، وتحدّي تركيب الشداد، والسباحة، وكلها عناصر تُعرّف اليويلة على عمق الموروث الإماراتي، وتعمل على ترسيخ قيمه ومعانيه في نفوسهم، بطريقة عملية وممتعة».
ويشير بقوله: «نغرس في اليويلة قيماً أساسية ترتبط بشخصية المواطن الإماراتي، وهويته، مثل الانضباط، والاحترام، والشجاعة، والالتزام بروح الفريق. ونؤمن بأن اليويّل ليس مجرّد متسابق، بل سفير ثقافي يحمل صورة بلده إلى العالم. ومن خلال التحديات المتنوعة في بطولة فزاع لليولة، مثل الرماية بالسكتون التي تتطلّب الدقة، وعدّ القصيد الذي يعزز الارتباط بالأدب الشعبي، وسباق الهجن الذي يربطهم مباشرة بأحد أقدم رموز التراث، نصقل لديهم مهارات متعدّدة، تجعلهم قادرين على تمثيل الإمارات، بثقة وأصالة».
ويوضح الخاصوني منهجية العمل: «بهذه الطريقة، يصبح المتدرب أكثر وعياً بمعنى التراث الذي يقدّمه، وأكثر قدرة على نقله بروح حضارية في أيّ محفل. ونحرص على أن يكون كل تدريب وكل عرض جزءاً من قصة الإمارات المعاصرة التي تجمع بين الحداثة والجذور العميقة، حيث نُظهر للجميع كيف استطاعت اليولة أن تحافظ على عناصرها التقليدية، وأن تتطور في الشكل، والتنظيم، والأداء، لتناسب العصر من دون أيّ مساس بروحها الأصلية».
ويضيف: «من خلال اليولة، نظهر أن تراثنا جزء حيّ من حياتنا اليومية، ووجداننا المعاصر، حيث نعكس قيم الإمارات الأساسية كالاحترام، والشجاعة، والفخر بالوطن، والولاء لقيادته، ونؤكد للجميع أن الإمارات رغم حداثتها وازدهارها، لم تتخلَّ يوماً عن جذورها».
ويخلص الخاصوني: «تمثل اليولة بوابة ثقافية للتقريب بين الشعوب، وتقديم صورة الإمارات كما نحب أن يراها الجميع: أصيلة في هويتها... متجدّدة في روحها... ومفتوحة على العالم».