21 أكتوبر 2024

العرس الجماعي "الموروث الإماراتي الأول" بتنظيم من نسائية دبي

محررة في مجلة كل الأسرة

العرس الجماعي

وسط أجواء استثنائية مستوحاة من التراث الإماراتي احتضنت قاعة مكتوم في مركز دبي التجاري، مراسم العرس الجماعي «الموروث الإماراتي الأول»، ضمن مبادرة «زفّة حراير» والذي شهد حفل زفاف 12 شاباً وشابة، بتنظيم من جمعية النهضة النسائية بدبي، ممثلة في إدارة التدريب والاستشارات، ليجسّد صورة قيم التلاحم المجتمعي ودعم الشباب في بناء أُسر مستقرة.

العرس الجماعي

أقيم العرس بتوجيهات سامية من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، حفظها الله، وبرعاية كريمة من حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، وبتوجيهات من الشيخة أمينة بنت حميد الطاير، رئيسة جمعية النهضة النسائية بدبي.

كما شهد الحفل حضوراً مميزاً من سمو الشيخات، وعضوات المجلس الوطني الاتحادي، وأعضاء مجلس إدارة الجمعية، إلى جانب ممثلي الدوائر الحكومية، والسلك الدبلوماسي.

العرس الجماعي

تصدرت شجرة الغاف رمز العزة والصمود كعنوان بارز للحفل، مانحة المكان طابعاً مميزاً، وتناثرت الزخارف التراثية لتكمل جمالية المشهد. بينما أقبلت كل عروس من العرائس الـ 6، متألقة بزيّها التراثي لترافق خطواتها أصوات الأهازيج والأغاني الشعبية التراثية، وهي تخطو خطواتها بين الأهل والأقارب في لحظات مملوءة بالفرح والسعادة.

يأتي تنظيم هذا العرس انطلاقاً من أجندة دبي الاجتماعية 33، وخطة مجتمع دبي للسنوات العشر المقبلة، «الأسرة أساس الوطن»، والمبدأ الثامن من المبادئ العشرة لمبادئ الخمسين، وهو الحفاظ على القيم الإماراتية والثقافة والهوية الوطنية، ضمن الخدمات المقدمة من جمعية النهضة النسائية، سعياً منها لتعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ العادات والتقاليد الأصيلة، ومنها الخاصة بعادات وتقاليد الزواج.

العرس الجماعي

إضافة إلى الدور الذي تلعبه المبادرة في تخفيف الأعباء المادية المرتبطة بتكاليف الزواج التي تقف عقبة كبيرة أمام الكثير من الشباب، ومنحهم الفرصة لبدء حياة أكثر سهولة واستقراراً، فهي تسهم في إحياء التقاليد والممارسات المرتبطة بالزواج واستيعاب أهمية الثقافة، والتراث الإماراتي، بحسب ما كشف عنه بعض المشاركين في الحفل، حيث تتداخل اللحظات التاريخية مع الحاضر في رسم لوحة للموروث الإماراتي، بتفاصيله الدقيقة، بدءاً من التوقيت حتى اللبس التراثي للعرسان، والمدعوين، وصولاً إلى زينة القاعة، واختيار الأغاني والأهازيج في بيئة بسيطة تعيد العرسان والمدعوين إلى الجذور.

العرس الجماعي

في هذا السياق، تكشف عفراء الحاي مديرة إدارة التدريب والاستشارات «تجاوز العرس الجماعي للموروث الإماراتي الأول كونه مجرد احتفال، ليصبح دعوة للحفاظ على التراث والتقاليد، من خلال رموز تراثية مختلفة، وبينما شهد العرس التراثي الأول اختيار «السدو»، و«النخلة» للعرس الثاني، اختيرت شجرة الغاف للعرس الجماعي «الموروث الإماراتي الأول»، كرمز للتمسك بالهوية وتجسد قيم البذل والعطاء التي لطالما أوصى بها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وضرورة الحفاظ عليها».

تعكس فساتين الزفاف، بألوانها وتفصيلاتها الدقيقة، هوية وغنى الثقافة الإماراتية، تكشف الحاي «حرصنا على أن يكون الثوب النسائي الإماراتي حاضراً بطابعه التراثي الأصيل، خالياً من التصاميم الحديثة، حيث كانت الأثواب، وما زالت، رمزاً للفرح والاحتفال، كما تعكس الحلي باختلاف استخداماتها، سواء كانت على الرأس، أو الصدر، أو اليد، صورة عن اعتزازنا بتاريخنا وهويتنا».

العرس الجماعي

البساطة والأصالة هما الطابع المميز لقاعة العرس التي استوحي ديكورها بالكامل من البيئة الإماراتية، تكشف مصممة الديكور الإماراتية هيفاء المري التي تشارك للمرة الثالثة في تصميم العرس الجماعي «ركّزنا في التصميم على إبراز شجرة الغاف كرمز للصمود في وجه الزمن..

حيث لم يكن هذا الديكور مجرد تزيين، بل رسالة تعبيرية تجسد الروح الصحراوية التي تشكل جزءاً من الهوية الإماراتية، بالاعتماد مواد طبيعية، وألوان ترابية، واستخدام «السراي» الفوانيس المعلقة ونبتات صغيرة من شجر الغاف لتزيين الطاولات لخلق أجواء تتناسب مع توقيت العرس في فترة العصر، حيث كان يجتمع الناس قديماً للاحتفال».

العرس الجماعي

فيما تألقت العرائس بإطلالات مستوحاة من التراث الإماراتي الأصيل، من تصميم مصممة الأزياء الإماراتية شيخة الرميثي، التي أبدعت في تصميم أزياء تجمع بين الأصالة والتراث، تقول «ركّزنا على اختيار أنواع مختارة من الأقمشة كانت مستخدمة في الماضي، مع إدخال بعض لمسات من التطريزات التراثية التي تعزز من ارتباط الأزياء بالتاريخ الإماراتي، إضافة إلى اختيار قطع الحلي التي تتلاءم وكل تصميم، كما حرصنا على أن تكون السويعية «نوع من أنواع العباءات النسائية» جزءاً من أزياء العرائس الحاضرة في الحفل لتعزز من ارتباط الأجيال الجديدة بتراثهم العريق».

* تصوير: محمد الطاهر +من المصدر