منذ طفولتها، كانت هتان المرزوقي تعشق الرسم، تبدأ بتخطيطات صغيرة، وتقليد الرسوم الكرتونية باستخدام الأقلام والألوان. ومع الوقت، ومع التشجيع المستمر من عائلتها، طوّرت مهاراتها لتنتقل من الألوان البسيطة إلى الأكريليك، ثم الزيتية، حتى وصلت اليوم إلى عرض لوحاتها في المعارض. وكانت مشاركتها الأولى في معرض الكتاب العام الماضي، كأصغر رسامة مشاركة، وتواصلت مسيرتها هذا العام في معرض الصيد والفروسية، وهي بعمر 13 عاماً.
حاورت «كل الأسرة» هتان بعد حضورها الملهم في معرض الصقور والفروسية، بأبوظبي، حيث لفتت الأنظار بموهبتها، وروحها الفنية الناضجة، على الرغم من صِغر سنّها. كانت لحظة فخر لكل من يعرفها، وشهادة حيّة على أن الإبداع لا يرتبط بالعمر، بل بالشغف، والعمل، والمثابرة. في هذا الحوار، نقترب أكثر من قصة هتان، ونتعرف إلى تفاصيل رحلتها الفنية، وتطلعاتها إلى المستقبل:
كيف كانت مشاعرك عندما عرفتِ أنكِ أصغر رسامة مشاركة في المعرض؟ وهل توقعتِ هذا الاهتمام الكبير؟
شعرت بالفخر، والسعادة، والإنجاز. لم أتوقع كل هذا الاهتمام الكبير، لكنه جعلني أشعر بأن جهدي وتعبـي يستحقان. كما أن زيارات أصحاب المعالي والشخصيات الهامّة لركني الفني، ورؤيتهم أعمالي، كانت لحظات مميّزة جداً، وأدخلت على نفسي سعادة كبيرة، وشجعتني على الاستمرار في الإنجاز. الكلمات والنصائح التي قدموها لي كانت مؤثرة ومفيدة، بخاصة من الزملاء الفنانين والمبدعين الذين ألهموني بتجاربهم.
حدثينا عن اختيارك للرموز الأربعة في لوحاتك: الحبارى، الغزال، الصقر، والخيل العربي. لماذا اخترتِ هذه الرموز بالتحديد؟
أردت أن أبرز رموزاً أصيلة مرتبطة بتراث دولتنا، بخاصة ما يتماشى مع ثيم المعرض. فكل رمز منها يعكس جزءاً من ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا الإماراتية:
• الخيل العربي: رمز للفروسية والشموخ، وقد رسمت خيلاً مستوحى من صورة حصان «دي بركان»، التابع لإسطبلات دبي.
• الصقر: يعبّر عن الهيبة والعزة في الأفق.
• الحبارى: تمثل نبض الصحراء وحياتها.
• الغزال: يجسد رُقي الصحراء وجمالها الأصيل.
ما هي أصعب لحظة واجهتك أثناء العمل على لوحاتك؟ وكيف تغلبتِ على التحدّيات؟
أصعب لحظة كانت عندما أشعر بأنني توقفت عند نقطة معينة، ولا أستطيع إكمال اللوحة. لكن بعد فترة أعود إلى الإلهام، إمّا بتغيير أسلوب الرسم، أو بالانشغال بهوايات أخرى، حتى أغيّر مزاجي، وأعود إلى متابعة العمل بروح جديدة.
ذكرتِ أن كل لوحة استغرقت نحو شهرين من العمل، كيف كنتِ توازنين بين الدراسة والفن؟
جميع لوحاتي استغرقت نحو شهرين من العمل، ما عدا لوحة الحصان التي كنت قد بدأت بها من قبل، ثم أكملتها خلال الفترة نفسها. أنجزت اللوحات خلال الإجازة الصيفية، بخاصة بعد أن التحقت بدورة متقدمة في الرسم بأبوظبي. كنت أخصص يومين في الأسبوع للتدريب، وباقي الأيام للتركيز على الدراسة، والحمد لله، استطعت التوفيق بين الاثنين، وأنا أيضاً متفوقة في دراستي.
كيف أسهم دعم والدتك ووالدك في تطوير موهبتك والوصول إلى هذا المستوى؟
والداي كانا دائماً حريصين على دعمي منذ الصغر، بتوفير كل ما أحتاج إليه من أدوات ودورات، وبالتشجيع المستمر، حتى أطور موهبتي، وأصل إلى هذا المستوى. كما أن حبهما الكبير لي، وفخرهما بكل خطوة إنجاز أحققها في حياتي، سواء في الفن أو الدراسة، كانا مصدر قوة وإلهام دائم لي.
ما هي الرسالة التي ترغبين في إيصالها من خلال لوحاتك الفنية، بخاصة لجيلك من الأطفال والشباب الإماراتيين؟
رسالتي أن تؤمنوا بأنفسكم وبقدراتكم، وتصرّوا على التدريب والتطوّر. لا تستهينوا بما تستطيعون تحقيقه، فكل شيء متاح في دولتنا التي تدعم الشباب والأطفال، وبنجاحكم ترفعون وطنكم أكثر وأكثر.
ما طموحاتك المستقبلية في عالم الفن؟ وهل هناك معرض أو مشروع فني تعملين عليه قريباً؟
أطمح إلى أن أصبح فنانة عالمية، بخبرة واسعة، واسم معروف، وأن أخدم وطني بفني. أما الآن، فأستعد للمشاركة في معرض الصيد والفروسية القادم في مدينة العين.
* تصوير: نادية النعيمي