في الوقت الذي يولي فيه أولياء الأمور والمدارس، في دولة الإمارات، أهمية متزايدة لتشجيع الأطفال على اتّباع أنماط غذائية صحية، داخل المدرسة وخارجها، برزت مبادرات مبتكرة تهدف إلى تحويل هذا السلوك إلى عادة يومية مستدامة، يتشاركها الطلبة فيما بينهم، عبر إطلاق «برايت بايتس» (Bright Bites)، أول منظومة من نوعها عالمياً في قطاع التجزئة، صُممت خصيصاً للأطفال في دولة الإمارات.
إذ لا تخلو البيوت من محاولات يومية يبذلها الأهالي لإقناع أطفالهم بتناول الطعام الصحي، سواء عبر إعداد وصفات مبتكرة، أو تقليل الأطعمة الجاهزة، لكن هذه الجهود غالباً ما تصطدم برغبة الصغار في الأطعمة السريعة، أو الحلويات، لتبقى عملية غرس عادة الأكل المتوازن تحدّياً مستمراً داخل الكثير من الأسر.
من جهتها، تقول منى عبد الله، أم لطفلين في المرحلة الابتدائية: «أحاول دائماً إدخال الخضار والفواكه في وجباتهما المدرسية، لكنهما سرعان ما يعودان إلى المقرمشات والحلوى التي يريانها عند زملائهما. الحماس يستمر أياماً قليلة ثم يتراجع».
وتضيف هالة المرزوقي: «جربت أن أجعل تناول الطعام الصحي ممتعاً، من خلال تزيين الأطباق ورسم أشكال بالفاكهة، في البداية أحبوا الفكرة، لكن الأمر لم يستمر طويلاً، وعادوا يفضلون الوجبات الجاهزة».
أما الطفلة فريدة أحمد (8 سنوات)، فهي تحب أن تختار طعامها بنفسها، سواء كان صحياً، أو لا، فالمهم أن يكون شكله جميلاً، ومرتّباً في الطبق. وأوضحت: «عندما أرى ألواناً كثيرة، مثل الأحمر والأخضر والأصفر، أشعر برغبة في تذوقه».
ويضيف الطفل إياد عثمان «بالنسبة لي، الطعم هو أهم شيء. إذا كان الأكل لذيذاً فسوف آكله، مهما كان نوعه. أفرح عندما أجد وجبتي فيها أطعمة مختلفة، مثل قطعة من الدجاج، مع بعض الخضار، والفواكه، لأنني لا أحب أن أتناول نفس الشيء كل يوم».
أما مها ناصر (9 سنوات) فتؤكد «أستمتع عندما أذهب لاختيار وجبتي بنفسي، أشعر بأنني كبيرة، وأتخذ قراراتي. يعجبني أن تكون الوجبة متنوعة، وفيها أشياء أحبها، مثل المعكرونة، أو الفاكهة المقطعة بطريقة جميلة. حينها أتناول الطعام بسعادة، حتى لو كان صحياً».
بدورها، تعزز مبادرة «برايت بايتس»، التي أطلقتها «ماجد الفطيم» في دولة الإمارات، وعي الأطفال باختيار الطعام الصحي بأنفسهم، من خلال أول سوبرماركت من نوعه عالمياً، مخصص للأطفال، وأكاديمية تقدم ورش عمل، ودروس طبخ تفاعلية، وبرنامجاً مدرسياً متكاملاً، صُمم مع خبراء تغذية وسلوكات، لتشكل منظومة تعليمية وترفيهية متكاملة، تقود ما يعرف بـ«ثورة صندوق الغداء» القائمة على نظام «اختر خمسة»، بما يرسّخ عادات غذائية متوازنة في سّن مبكرة.
فقد أكد الدكتور غونثر هيلم، الرئيس التنفيذي لشركة «ماجد الفطيم للتجزئة»، أن المبادرة تجسد التزام الشركة برعاية المجتمعات عبر حلول عملية مبتكرة، تضع الأطفال في صميم التجربة الغذائية، بما يسهم في تشكيل عادات صحية ودائمة للجيل القادم، ويقول: «من خلال تجربة «برايت بايتس» في كارفور، مول الإمارات، نضع الأطفال في صميم التجربة، بما يعزز علاقتهم الإيجابية بالغذاء المتوازن، ونقدم نموذجاً عالمياً جديداً يؤكد قدرة قطاع التجزئة على إحداث تأثير اجتماعي، ملموس ومستدام، هو خوض تجربة تسوق مختلفة تجمع بين الاستقلالية، والتعلم، والتسلية، وتعيد المبادرة تعريف دور قطاع التجزئة من خلال بيئة متكاملة تجمع بين التسوق، والتعلم، واللعب، لتلهم الأطفال عادات غذائية أفضل، وتشجعهم على اتخاذ خيارات طعام أكثر توازناً، ضمن ما يعرف بـ «ثورة صندوق الغداء»، التي تهدف إلى إشراك الأطفال في صميم رحلتهم الغذائية عبر نظام «اختر خمسة»، القائم على الإرشادات الغذائية».