01 أكتوبر 2025

المخرجة زينب شاهين: السينما وسيلة لتوثيق الهوية والثقافة الإماراتية ونقلها للعالم

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

بشغف وإصرار، نجحت المخرجة الإماراتية الشابة زينب شاهين، في تحويل حلمها السينمائي إلى واقع ملهم، حيث انطلقت من عالم صناعة الفيديو إلى الإخراج الروائي الطويل بفيلمها الأول «فتى الجبل»، الذي حصد إشادات واسعة، وجوائز دولية متعدّدة، إذ تعكس زينب من خلال أعمالها رؤية فنية أصيلة تهدف إلى إبراز الجوانب الإنسانية لوطنها، وتسليط الضوء على قيم التضامن والدعم المجتمعي، مؤكدة أن السينما ليست مجرّد صورة على الشاشة، بل وسيلة لتوثيق الهوية والثقافة الإماراتية، ونقلها للعالم بأسلوب راقٍ ومؤثر.

مجلة كل الأسرة

حاورت «كل الأسرة» المخرجة زينب شاهين بعد نجاح أولى تجاربها في الإخراج الروائي الطويل مع فيلمها «فتى الجبل»، الذي وصل إلى شاشات السينما المحلية، بعد رحلة مميّزة في المهرجانات السينمائية، محلياً وعالمياً، محققاً إشادات واسعة، وعدداً من الجوائز الدولية، منها جائزة أفضل مخرج في مهرجان «تش ستون» للأفلام المستقلة بالولايات المتحدة، وجائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجانَي «سياتل للأطفال»، و«سان لويس أوبيسبو السينمائي الدولي»، إضافة إلى أفضل قصة روائية في مهرجان «آيرون آي إف إف»، بأستراليا.

مجلة كل الأسرة

كيف كانت بدايتك في عالم السينما، وكيف وصلتِ إلى تجربتك الإخراجية الأولى؟

انطلقت رحلتي من كلية التقنية العليا بالفجيرة، حيث تخصصت في صناعة الفيديو، وهناك تعرّفت إلى أدوات الصورة، وقوة السّرد البصري. في تلك الفترة، نفذت عدداً من الأفلام القصيرة، من أبرزها «التمور إلى المريخ»، عام 2019، وفيلم «رحلة الأمل»عام 2021، والتي ساعدتني على اكتشاف شغفي الحقيقي بالإخراج. وعندما جاءت الفرصة لتقديم أول عمل روائي طويل، كان فيلم «فتى الجبل»، شعرت بفخر كبير لأنه يعكس الجوانب الإنسانية لوطننا الغالي، ويحمل رسالة اجتماعية نبيلة تضيء على قيم التضامن والدعم المجتمعي. لهذا سيظل الفيلم قريباً جداً من قلبي، ورمزاً لبدايتي المهنية.

مجلة كل الأسرة

كيف كانت ردّة فعل الناس على عرض الفيلم؟

ردود الفعل كانت إيجابية للغاية، الجمهور تفاعل مع القصة، وشعر بأنها قريبة منه، وكثيرون قالوا إنهم شاهدوا الإمارات لأول مرة من منظور مختلف. المناظر الطبيعية أثارت إعجابهم، وبعضهم أكّد أن الفيلم جعلهم يعيدون النظر في جماليات البيئة الإماراتية التي اعتادوا عليها من دون التفكّر فيها بعمق. وبالنسبة لي كانت هذه التعليقات تأكيداً أن الرسالة وصلت، وأن العمل حقق أثراً حقيقياً.

مجلة كل الأسرة

هل تحظى صناعة السينما بدعم مماثل لصنّاع المحتوى؟

صناعة الفيديوهات اليوم مهمة جداً في الإمارات، خصوصاً مع ارتباطها بالسوشيال ميديا، وتحظى بدعم واسع لأنها تصل بسرعة إلى الجمهور. أما السينما، فهي مشروع مختلف يحتاج إلى فريق متكامل من الكوادر الإماراتية، لأنها لا تركز على «الترند»، بل على رسائل إنسانية وفنية تبقى في الذاكرة لفترة طويلة، وتوثق قصصنا للأجيال القادمة.

زينب مع الممثلات أثناء تصوير فيلم
زينب مع الممثلات أثناء تصوير فيلم "فتى الجبل"

ما رسالتك لصنّاع السينما في الإمارات؟

أن يمنحوا المساحة للأصوات الشابة، من مخرجين وممثلين وكتّاب، لأن لديهم طاقات وأفكاراً جديدة، قد تغيّر شكل السينما. علينا التعاون والانفتاح على التجارب المختلفة، وألّا نخاف من الفشل، بل استغلال كل فرصة للتجربة والتطوير. صناعة السينما في الإمارات ما زالت ناشئة، ولديها إمكانات كبيرة، لكن الدعم يحتاج إلى استمرارية ووضوح أكبر، سواء في التمويل أو التوزيع. وإذا ركزنا على التعليم السينمائي وبناء بيئة إنتاجية مستدامة، سنشهد المزيد من الأعمال، القوية والمتنوّعة، التي تمثل الإمارات بجدارة.

كيف تبحثين عن فرص جديدة؟

لا أنتظر الفرص لتطرق بابي، بل أسعى دائماً لصنع الطريق بنفسي. أشارك في المهرجانات، وأخوض تجارب جديدة قد تبدو صعبة في البداية، لكنها تضيف الكثير لمسيرتي. حالياً تركيزي الأكبر هو أن أترك بصمة إماراتية حقيقية في عالم السينما، تعكس قصصنا وهويتنا بأسلوب فني راقٍ، يمثل قيم الانفتاح والإبداع التي تميّز الإمارات، وأن أقدّم أعمالاً تبقى في ذاكرة المشاهدين، وتشكل إضافة نوعية لصناعة السينما، العربية والعالمية.