بين الدراسة والراحة.. خطط الطلبة لبداية متوازنة للعام الدراسي

مع بداية العام الدراسي الجديد، يضع الطلبة نصب أعينهم تحدّياً مزدوجاً، هو: كيف يمكن استغلال الوقت بشكل فعّال والحفاظ على توازن نفسي، وسط جدول مملوء بالدروس والأنشطة؟

فقد رافق إعلان وزارة التربية والتعليم عن التغييرات الأخيرة في جدول العام الدراسي، شعور طلبة كثر بالحيرة والقلق حول كيفية الموازنة بين الاستمتاع بالعطل، والحفاظ على تركيزهم في الدراسة، بعد العودة إلى مقاعد الدراسة، بخاصة أن طول العطلة الشتوية يسمح بالسفر والانطلاق في فعاليات عائلية، خارج الدولة وداخلها، لتنقسم الآراء بين مرحّب وقلِق، إضافة إلى تشجيع بعضهم على تنظيم جدولهم الدراسي والترفيهي، في الأسابيع الأولى من بداية العام الجديد.

ممارسو الهوايات وتغذية الشغف
من جهتها، ترى الطالبة ميثاء الشحي أن هذا العام مميز بجدول إجازاته، وكأنه يتيح لها محطات صغيرة لالتقاط الأنفاس وسط انشغال الدراسة، وتقول: «بالنسبة لي، أعتبر هذه الفترات القصيرة فرصة ثمينة لتحقيق توازن بين الراحة والتطوير؛ فأخصص وقتاً للجلوس مع العائلة والأصدقاء، ووقتاً آخر لمراجعة ما درسته بهدوء حتى لا تتراكم المهام. وفي الوقت نفسه، أحرص على استثمار الإجازة في ممارسة أنشطة تعكس هويتي وتغذي شغفي، مثل ركوب الخيل الذي يمنحني قوة وثقة متجددة، ولعبة البادل التي تعزز لدي روح التحدي والمتعة. بهذا التنظيم أشعر أنني أستمتع بالدراسة دون ضغط، وأعيش أيامي بخفة، وأحافظ على دافع مستمر يجعلني أواصل مسيرتي التعليمية بحماس، وأسعى للتخرج بمعدل يرضيني ويعكس الجهد الذي أبذله».

توظيف الذكاء الاصطناعي لتنظيم الوقت
وتقول عائشة الخيال «هذا العام يبدو مختلفاً بالنسبة لي، إذ إن جدول الإجازات أصبح أكثر توزيعاً على مدار السنة، ما يمنحني فرصة للاستراحة بين الفصول، ومراجعة مستواي، وتحديد طاقتي. خطتي أن أوزع وقتي بين الدراسة، والهوايات، والمشاركة في الأنشطة، مع تخصيص أوقات للقراءة والكتابة، واضعة لكل أسبوع أهدافاً صغيرة تقرّبني من هدفي الكبير في نهاية العام. وبما أنني في مرحلة انتقالية إلى الصف الثالث في المسار المتقدم، فسأبدأ دراسة مواد جديدة، مثل الكيمياء، والفيزياء، والأحياء باللغة الإنجليزية، وعلى الرغم مما قد يرافق ذلك من مشاعر سلبية، كالتوتر أو القلق، فإنني أوجّهها بالتخطيط المسبق والتفكير الإيجابي، مؤمنة بأن كل بداية صعبة لكن النتيجة تستحق الجهد، كما أثبتت لي تجاربي السابقة».

فرصة لتطوير مشروعي الخاص
لدى الطالب عبدالله المرزوقي شغف بريادة الأعمال والعمل على المشاريع الخاصة، فهو يعمل على تطوير أفكار ومبادرات ويطمح إلى تنفيذها على أرض الواقع «بحلول فصل الشتاء، أخطط للمشاركة في عدة فعاليات، حيث أعمل حاليًا على تجهيز هذه المشاركات بعناية، لأتمكن من عرض مشاريعي والترويج لها بشكل فعّال، والعطلة الطويلة فرصة لتوسيع نطاق مشاريعي والترويج لتطبيقي الخاص من خلال الفعاليات ووسائل التواصل الاجتماعي. ففي الوقت الحالي، أعمل على مشروعين رئيسيين، المشروع الأول هو تطبيق باسمH2D، والذي يمكن تشبيهه بتطبيق "مرسول"، حيث يهدف إلى تقديم خدمات التوصيل بكفاءة واحترافية. أما المشروع الثاني، فهو مشروع مقهى ومطعم، أطمح من خلاله إلى افتتاح فرع في موقع مميز وراقي، مثل منطقة الجادة، أو مدينة دبي، أو حتى خارج دولة الإمارات في المستقبل بإذن الله».

الإجازة فرصة لتعلم أشياء جديدة
ويبيّن علي حاجوني: «قد ينسى البعض ما تعلّمه، أو يجد صعوبة في العودة إلى روتين الدراسة، بينما يخشى آخرون الشعور بالملل، أو ضياع الوقت من دون فائدة. أمّا أنا، فلا أرى الأمر مدعاة للقلق على الإطلاق، فالإجازة بالنسبة لي فرصة ثمينة أستثمرها في تعلم أشياء جديدة، وممارسة هواياتي، وقضاء وقت ممتع مع أسرتي وأصدقائي. على العكس، أشعر بأنّها تمنحني طاقة متجدّدة، وحماساً أكبر للعودة إلى الدراسة ومواصلة النجاح».

السفر للاستمتاع وتطوير اللغة الإنجليزية
يمثل التغيير في جدول الإجازات بالنسبة لفجر محمد، فرصة ذهبية للتخطيط الشخصي والمهني؛ فمرونته تتيح الاستفادة القصوى من الوقت وتنظيم مهام إضافية سواء كانت تعليمية أو شخصية، وتضيف: «من هذا المنطلق، قررت أن أضع جدولاً أسبوعياً واضحاً أوازن فيه بين المذاكرة والأنشطة الخاصة، مع تخصيص وقت كافٍ للراحة. كما أفكر في استغلال الإجازة بنشاط يجمع بين الترفيه والفائدة، كرحلة قصيرة إلى بريطانيا برفقة العائلة، تكون مساحة لتطوير لغتي الإنجليزية وفي الوقت نفسه فرصة للاستمتاع بأجواء جديدة وتجارب ممتعة».
توازن نفسي وتنظيم فعال
بدورها، قدمت الدكتورة مروة شومان، المستشارة النفسية والتربوية، خطوات لتهيئة الطلبة للعام الجديد، وأوضحت
أهمية تنظيم وقت الطالب بشكل يوازن بين الدراسة، والراحة، واللعب، مع إدماج أنشطة إبداعية، مثل الرسم أو الأشغال اليدوية، لتعزيز التعبير عن الذات. وتمثل الإجازات، القصيرة والفصلية، فرصة لتجديد النشاط الذهني والنفسي، إذ يمكن استغلالها في زيارات عائلية، أو أنشطة ترفيهية خفيفة، بينما تمنح إجازة منتصف العام مساحة لممارسة الهوايات، أو الالتحاق بدورات تعليمية مفيدة. أما إجازة الربيع، فتتيح فرصة للأنشطة الخارجية والتجارب العملية في الطبيعة، ما يعزز الصحة النفسية والانضباط الذاتي. بهذا التوازن بين دور الأسرة والمدرسة وتنظيم الوقت بشكل مدروس، يمكن للطفل الاستمتاع بالتعلم والحياة، على حد سواء، وتحقيق النجاح الدراسي بفاعلية وراحة نفسية.