«يداً بيد نحتفي بالـ 50» الاتحاد النسائي العام.. خمسون عاماً من الإنجازات والريادة في دعم المرأة الإماراتية

يأتي يوم المرأة الإماراتية تحت شعار «يداً بيد نحتفي بالخمسين»، مكلّلاً بالإنجازات والنجاحات. هذه المنجزات لا تقتصر على ما حققته المرأة في جميع الميادين والمجالات، وإنما العنوان الأكبر هو الاتحاد النسائي العام الذي يحتفي بذكرى تأسيسه الخمسين، وكان الركيزة الأساسية في «تشريع» مسيرة المرأة، قانونياً واجتماعياً، لترسيخ هذه الإنجازات.
البدايات.. من الحلم إلى التأسيس
بدأت الفكرة من إيمان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بأن المرأة «نصف المجتمع»، ولا يمكن لمجتمع أن ينهض بنصفه فقط، ليبدأ الحراك المؤسسي عبر تأسيس الاتحاد النسائي العام في 27 أغسطس 1975، برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، ليكون المظلة الرسمية، حيث أنشأت بعدها فروعاً لجمعيات نسائية في إمارات الدولة للنهوض بأوضاع المرأة.

الشيخة عائشة القاسمي: العمل المؤسسي للاتحاد النسائي العام جوهر مسيرة تمكين المرأة
واكبت الشيخة عائشة بنت خالد القاسمي، رئيسة جمعية الاتحاد النسائي بالشارقة، مسيرة الاتحاد، حيث تؤكد لـ«كل الأسرة» أن تأسيس الاتحاد النسائي العام، بقيادة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، شكلّ منعطفاً تاريخياً هامّاً في مسيرة تمكين المرأة الإماراتية، وأطلق مرحلة جديدة من العمل المؤسسي المنظّم الذي يرتكز على النهوض بالمرأة في جميع مجالات الحياة.
وتوضح الشيخة عائشة القاسمي: «منذ اللحظات الأولى، حملت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، على عاتقها مسؤولية النهوض بالمرأة، ومن خلال الاتحاد النسائي العام، بدأت رحلة شاملة من البناء والتطوير، استهدفت تأهيل المرأة، وتمكينها معرفياً، واقتصادياً، وصحياً، واجتماعيا. وقد لعبت الجمعيات النسائية المحلية، وفي مقدمتها جمعية الاتحاد النسائي بالشارقة، دوراً محورياً في تحقيق أهداف الاتحاد، عبر تنفيذ برامج ميدانية ملموسة تستجيب لاحتياجات المجتمع، وتترجم الرؤية الوطنية إلى واقع ملموس».
وفي إطلالة على واقع المرأة الإماراتية بين الأمس واليوم، تقارن الشيخة عائشة القاسمي: «في الماضي، كانت فرص التحاق الفتيات بالمدارس والجامعات محدودة، وكان انتشار الأمية بين النساء يشكّل أحد أبرز التحدّيات التنموية في ذلك الوقت. أما في مجال العمل، فكان دور المرأة مقتصراً على بعض المهن التقليدية داخل البيئة الأسرية، بينما كان تمثيلها في مواقع صنع القرار والقيادة شبه غائب».
أما اليوم، فقد تحوّل المشهد بصورة جذرية: «فالفتيات الإماراتيات يشكّلن النسبة الأكبر في مؤسسات التعليم العالي، ويتخرّجن في تخصصات نوعية كالطب، والهندسة، والذكاء الاصطناعي، كما حضرت المرأة بفاعلية في سوق العمل، وفي ميادين السياسة والاقتصاد، وتشغل مناصب وزارية وقيادية، وتمثل الدولة في المحافل الدولية، وقد أسهمت جمعيات النفع العام، وعلى رأسها الجمعيات النسائية، في ترسيخ ثقافة المشاركة السياسية في أوساط النساء، ودعم حضورهنّ في مواقع التأثير وصنع القرار. وعلى الصعيد الصحي، انتقلت المرأة إلى بيئة صحية متكاملة اليوم، تتيح لها الرعاية الوقائية والعلاجية المتقدمة، وبرامج شاملة في التثقيف الصحي والصحة النفسية».

الشيخة أمينة الطاير: المرأة تسهم اليوم في صياغة القرار الوطني وبناتنا هنّ الامتداد لرسالتنا
"كانت بالأمس بذرة طيّبة غرستها الإرادة، وسقتها العزائم بحبر الانتماء. واليوم، أصبحت شجرة باسقة، تتفيأ تحت ظلالها أجيال من النساء الطموحات»، هكذا تصف الشيخة أمينة بنت حميد الطاير، رئيسة جمعية النهضة النسائية بدبي، رئيسة مجلس الإدارة، مسيرة الاتحاد النسائي العام، حيث تخطى الإطار التنظيمي إلى جعل التمكين واقعاً ملموساً.
وتصف الشيخة أمينة الطاير هذا التحوّل الذي شهده الاتحاد النسائي العام في مسيرة العمل النسائي بـ«العلامة الفارقة، حيث تحوّل من آلية وطنية إلى مظلة رسمية موحدة لجهود الحركات النسائية في الدولة، بقيادة ورؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، حفظها الله، وبجهود وتعاون سمو الشيخات رئيسات الجمعيات النسائية على مستوى الدولة، وسعيهنّ لتوحيد الجهود وإنجاح مساهماتها في نهضة الدولة».
وتشرح: «لعب الاتحاد النسائي دوراً محورياً في تمكين المرأة، وريادتها، وتهيئتها لمواجهة التحدّيات بشراكة حقيقية مع مؤسسات الدولة. وبفضل وإصرار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في دعم المرأة، وتمكينها من أخذ حقها في التنمية الاقتصادية، ومشاركتها أخيها الرجل في العمل، نشهد اليوم نقلة نوعية في واقع المرأة، حيث تتبوأ أعلى المناصب، وتسهم في صياغة القرار الوطني، مدعومة بمظلة تشريعية وإنسانية رائدة».
تؤكد الشيخة أمينة الطاير أن دمج الأجيال الجديدة من الفتيات في نشاطات وبرامج الجمعية هدف مركزي، وتضيف: «بناتنا اليوم هنّ الامتداد لرسالتنا، ولا يخفى على الجميع مساعي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، لتعزيز دور المرأة الريادي، وتحقيق مؤشرات عالمية في مختلف المجالات، وعليه، فإن جمعية النهضة النسائية -دبي، تقتفي الأثر لصنع مبادرات مستدامة، ووضع البرامج التي تعكس أهدافنا التي تصبّ في تكوين أسر متلاحمة، ومجتمع يرتقي بتماسكه، ووطن شامخ بهويته، ومنظومة تمكين القدرات، ودعم الفئات الأكثر حاجة، حيث تكون الفتاة هي الفئة المستهدفة في المشاركة والحضور، عبر إطلاق برامج قيادية ومبادرات نوعية تدمج الأجيال الجديدة في صميم العمل المجتمعي والمؤسسي، كمشاركات وصانعات أثر».

نورة السويدي: الاتحاد النسائي كان نبضاً لقضايا المرأة وحفظ مكتسباتها على مدى خمسين عاماً
رسخت مقولة الشيخ زايد في نصرة المرأة وتعزيز مشاركتها في بناء الوطن، ليشهد الاتحاد النسائي العام تطوّرات مرحلية تتماهى مع ترسيخ الحضور النسوي للمرأة في كل المجالات، وليعبّر عن حقيقة أن «الاتحاد النسائي كان، ولا يزال، صوت المرأة الحقيقي».
وتؤكد نورة خليفة السويدي، الأمين العام للاتحاد النسائي العام، أنه «على مدى خمسين عاماً، شكّل الاتحاد النسائي العام نبضاً لقضية المرأة الإماراتية، بقيادة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، التي وضعت أهدافاً سامية منذ تأسيس الاتحاد عام 1975، للنهوض بالمرأة الإماراتية، وتوظيف الإمكانات لخدمتها، ودعم حضورها، محلياً وإقليمياً ودولياً، بروح وطنية طموحة، جعلت من التوازن بين الجنسين ثقافة مؤسسية مستدامة في الدولة»

وتقول السويدي: «حرصنا على ترجمة رؤية القيادة الرشيدة، واستشراف مستقبل المرأة الإماراتية، من خلال تبنّي أفضل الممارسات، وإعداد الدراسات والخطط المبتكرة، بما يضمن بناء سياسات داعمة تجعل المرأة شريكاً رئيسياً في التنمية المستدامة، مستلهمين مسيرتنا من الرؤية الحكيمة للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي آمن بقدرات المرأة، ومنحها مساحة فاعلة في مسيرة النهضة. واليوم، بفضل دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، تواصل المرأة الإماراتية هذا النهج، وتحقق إنجازات رائدة جعلتها مثالاً يحتذى به، محلياً ودولياً».
وحول أبرز الملفات المتعلقة بالمرأة، وكان الاتحاد الشريك الأساسي في تفعيلها، تؤكد نورة السويدي أن «الاتحاد أحدث نقلة نوعية في منظومة العمل النسائي، وأسهم في رسم السياسات ووضع الاستراتيجيات التي مكّنت المرأة من إبراز إبداعاتها في مختلف القطاعات، وتعزيز مشاركتها في التنمية الشاملة، من خلال الاستفادة من تنوّع المهارات والطاقات الوطنية، وتوجيهها على نحو يضمن رفع تصنيف الإمارات التنافسي في جميع المجالات المعنية بالمرأة».
وفي يوم المرأة الإماراتية، تعرب نورة السويدي عن «الفخر والاعتزاز بمسيرة المرأة الإماراتية، وعطائها، وإرادتها الصلبة التي ظهرت جلياً منذ أن بدأت دولتنا الحبيبة في رحلة عبورها من قلب الصحراء إلى مدارج التقدم على جسر التنمية الشاملة، حيث تمسكت بهويتها، وحافظت على تراثها، لتواكب كل معطيات العصر، وتُحقق إنجازات غير مسبوقة في كل المجالات الحيوية بالدولة، ما عزز من مكانة الدولة بالعديد من مؤشرات التنافسية العالمية».

د.عائشة السيار: التعليم حجر الزاوية في نهضة المرأة ومرتكز عمل الاتحاد النسائي
لعب الاتحاد دوراً حاسماً في إحداث تغييرات اجتماعية وتشريعية لمصلحة المرأة، أهمها دعم المرأة في التعليم حتى الوصول إلى نسب تفوق 70% في الجامعات، وتمكين المرأة اقتصادياً عبر برامج دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وغيرها.
وتتوقف الدكتورة عائشة السيار، أول إماراتية تنال الدكتوراه، وأحد أهم الرموز في مجال التعليم وتأسيس الاتحاد النسائي العام، عند تلك الرؤى حيث «إنّ قيادة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ودعمها اللامحدود، جعلت من الاتحاد النسائي العام بدولة الإمارات تجربة متفرّدة، وغير مسبوقة للتنمية الشاملة للمرأة على المستوى العالمي».
وتستعيد د. عائشة محطة مفصلية بمشاركتها ضمن أول وفد نسائي إماراتي في مؤتمر عالمي للمرأة بالمكسيك عام 1975، بعد ثلاث سنوات فقط، من قيام الاتحاد، حيث قُدمت دراسة بعنوان «نهضة المرأة الظبيانية»، عكست الطموحات والرؤى التنموية للمرأة الإماراتية.

وتشير إلى أن النهضة النسائية ارتكزت على رؤى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي دعم تعليم المرأة، وإلى الدور الريادي لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، في ترؤس الاتحاد النسائي، وتقديم دعم قوي حقق الكثير لمسيرة المرأة داخل الدولة، ومكانة رفيعة على الساحات العربية والعالمية، كما مساندتها لبرامج محو الأمية، ومنظمة المرأة العربية والمرأة اللاجئة، وغيرها. وجاء إعلان استراتيجية تمكين المرأة 2015-2021، ووثيقة استراتيجية العمل الوطني 2023-2031، امتداداً لهذه المسيرة المشرقة، حيث كان التعليم حجر الزاوية فيها». وفي ظل إسهاماتها ودورها في المجال التربوي والاجتماعي، تقول د. عائشة السيار: «في البداية، واجهنا تحدياً في إقناع الأسر بتعليم البنات، لكن حملة محو الأمية التي ترأستها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أحدثت نقلة نوعية».
وتوضح أن وزارة التربية والتعليم آنذاك، أسهمت في فتح فصول لمحو الأمية وتعليم الكبار، كما تم تجهيز مراكز انتساب بالتعاون مع الجامعة للفتيات التي حالت ظروفهنّ دون استكمال تعليمهنّ، وكذلك توفير وظائف تعليمية في المكتبات، ورياض الأطفال، والمدارس، ما أتاح للمرأة فرصاً متعددة لتنمية قدراتها، والمشاركة الفاعلة في خدمة الوطن، وتروي: «من خلال قطاع الأنشطة التربوية، قدّمنا الكثير من المواد التربوية، كالتربية الفنية، والاقتصاد المنزلي، والرياضة، والموسيقى، وطرحنا العديد من المسابقات العلمية والثقافية، وأقمنا المعسكرات التربوية الخاصة للبنات، كالكشافة وخدمة المجتمع، وغيرها».

د.مريم لوتاه: الاتحاد النسائي أرسى حضوراً عالمياً للمرأة الإماراتية ورسّخ تمكينها السياسي
رسم الاتحاد النسائي العام فصول نجاحه، وقاد مسيرة تمكين تتجاوز الحدود المحلية إلى العالم، وباتت الإمارات نموذجاً عالمياً في تمكين المرأة، عبر عضوية الإمارات في لجنة المرأة بالأمم المتحدة، وتوقيع اتفاقيات أممية حول حقوق المرأة، وغيرها من البصمات والإنجازات.
وسبق للدكتورة مريم سلطان لوتاه، أستاذة في قسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات، أن نشرت العديد من الأبحاث المتعلقة بالمرأة وقضاياها. وفي حديثها لـ«كل الأسرة»، تقرأ ملامح هذه المسيرة، وتضيء على الدور الريادي والبارز لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، التي «شكّلت علامة فارقة في مسيرة تمكين المرأة والأسرة الإماراتية، اجتماعياً وتعليمياً واقتصادياً وسياسياً، حيث لم تدّخر سموها جهداً في سبيل النهوض بمجتمع أبوظبي، إذ أطلقت جمعية المرأة الظبيانية كمنصة للتمكين والدعم، وتجاوز طموحها إلى آفاق أرحب، فأسست الاتحاد النسائي العام، ليكون المظلة الاتحادية الشاملة التي تدعم المرأة في مختلف المجالات».
وتشرح د. مريم لوتاه «قدمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الدعم المادي والمعنوي لكل الجمعيات النسائية في الدولة، كما مكنّت المرأة من التواصل مع نظيراتها، عربياً وعالمياً، عبر تفعيل مشاركتها في المؤتمرات والندوات، وكانت حريصة على المتابعة الميدانية عبر زياراتها المنتظمة للمدارس، حيث شكّل حضورها في الأنشطة الطلابية رسالة مجتمعية بأهمية التعليم، كما زوّدت المرأة الإماراتية بالمهارات الحاسوبية، واللغوية، والمهارات اليدوية، للانخراط في سوق العمل بكفاءة».

وفي مجال التمكين السياسي، تشير د. لوتاه إلى أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لعبت دوراً ريادياً سبقت به صدور التشريعات، حيث عملت على إعداد المرأة سياسياً عبر الندوات وورش العمل التي رفعت وعيها بالثقافة السياسية، ودرّبتها على المشاركة في التصويت والترشح. ومهّدت هذه الجهود الطريق لمشاركة فاعلة للمرأة، تُوّجت بمرسوم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي عزّز التمثيل السياسي للمرأة، وأثمر فوز الدكتورة أمل القبيسي كأول امرأة تُنتخب، وتترأس المجلس الوطني الاتحادي. وتُوّج هذا المسار بإقرار «الكوتا» النسائية في المجلس، تعزيزاً للتوازن في مؤسسات صنع القرار.
كما كان لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «دور مركزي تخطّى الإمارات عبر تأسيس وترؤس منظمة المرأة العربية بالقاهرة، ودعمها بإطلاق مبادرات استراتيجية للنهوض بالمرأة العربية، وتمثيل قضاياها في كل المحافل».

أمينة السويدي: نصوغ رؤية الاتحاد النسائي في برامج و«إبداعات الطفولة»
منذ التأسيس وحتى اليوم، شكّل الاتحاد النسائي روحاً وطنية تؤمن بأن ازدهار الإمارات لا يكتمل إلا بمساهمة كاملة من نسائها، عبر التمكين الاقتصادي (نحو 23 ألف رائدة أعمال)، إلى التمكين الاجتماعي، والقانوني، والثقافي، والإعلامي.
وتؤكد أمينة السويدي، المدير التنفيذي لـ«جائزة الشيخة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة»، أن «الاتحاد النسائي العام بقيادة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، يمثل الدعامة الأساسية لتمكين المرأة الإماراتية، إذ أولى الأم والطفل أولوية قصوى منذ تأسيسه، وأظهرت مؤشرات التنافسية العالمية تطوّراً مذهلاً للمرأة في المجالات كافة».
وفي حديثها لـ«كل الأسرة»، تشير أمينة السويدي إلى أن المرأة، بصفتها المربية الأولى، هي من تصنع البدايات، وتغرس القيم، ولذلك، فإن دعمها وتمكينها هو دعم مباشر لتنشئة أجيال مبدعة وواعية، مشيرة إلى أن إدارة «جائزة الشيخة لطيفة لإبداعات الطفولة»، تستند بشكل كبير، إلى هذه القاعدة، بحيث إن برامجها ومبادراتها لا تستهدف الطفل فقط، بل تحرص على إشراك الأسرة، بخاصة الأم، في العملية التربوية والإبداعية.
وتوضح: «الجائزة تعّد ترجمة واقعية لرؤية قيادتنا الرشيدة، ورؤية الاتحاد النسائي العام في دولتنا الحبيبة، نحو تنمية الطفل، وتعزيز رؤاه وتنشئة جيل من الإماراتيات القادرات على بناء مستقبل زاهر، من خلال توفير بيئة حاضنة للمرأة، وداعمة للطفل»، مبدية حرص الجائزة على مواكبة رؤية الاتحاد النسائي العام، من خلال تركيزها ضمن استراتيجيتها العامة على تعزيز القيم الوطنية والهوية الإماراتية وتمكين الفتيات الصغيرات ليكنّ رائدات في المستقبل».
وتخلص أمينة السويدي إلى أن «رؤيتنا ترتكز على تنشئة جيل من الفتيات الإماراتيات الطموحات، القادرات على حمل راية الوطن كامتداد لرؤية القيادة الرشيدة في بناء الإنسان قبل العمران».

سارة النعيمي: الاتحاد النسائي العام كان حجر الأساس في صناعة الريادة بالإمارات
على مدى 50 عاماً من تأسيسه، استطاع الاتحاد النسائي العام إرساء أسس تمكين المرأة اقتصادياً عبر استراتيجيات وسياسات ومنظومات «التوازن والدعم» ومهّد الطريق لظهور مؤسسات ومبادرات داعمة لريادة المرأة.
من تلك المبادرات، يتبدّى مركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع» الحاضنة لدعم بيئة الأعمال وبالأخص المشاريع النسائية .
وفي هذا الصدد ، تؤكد سارة النعيمي، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع»، على أنه «على مدى خمسين عاما، كان الاتحاد النسائي العام حجر الأساس لمسيرة غير مسبوقة في تمكين المرأة الإماراتية، وبرؤية وتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، تحولت الطموحات إلى إنجازات، وأصبح تمكين المرأة واقعاً ينعكس في كل جانب من جوانب مجتمعنا، خاصة على الصعيد الاقتصادي، حيث أثبتت المرأة الإماراتية قدرتها على الإبداع والريادة وصنع الأثر».

وتوضح النعيمي : «لقد أسس الاتحاد النسائي العام بيئة داعمة فتحت الآفاق أمام المرأة لتثبت جدارتها في جميع الميادين، وأسهم في صياغة تشريعات وسياسات وبرامج طورت قدراتها وقّدمت لها الأدوات لتكون فاعلة ومؤثرة. هذه الجهود مهدّت الطريق لظهور منظومة ريادية متكاملة في دولة الإمارات، تدعم الطموحات وتفتح الأبواب أمام المرأة لتكون شريكاً فاعلاً في الابتكار والنمو الاقتصادي، ولتصنع قصص نجاح تصل أصداؤها إلى العالم».
ومع يوم المرأة الإماراتية، تخلص سارة النعيمي إلى تماهي «شراع» مع هذا النهج: «في «شراع»، نؤمن بأن المرأة الإماراتية قادرة دائما على كسر الحواجز وصنع مسارات جديدة للأجيال القادمة. ونحن نحتفل بخمسين عاماً من الإنجازات تحت شعار «يداً بيد نحتفل بالخمسين»، نستذكر بفخر المسيرة التي مهدّت الطريق، ونجدّد التزامنا بأن نكون شركاء في رحلة المرأة نحو آفاق أوسع من النجاح والتمّيز، لتبقى دائما في صميم التنمية والابتكار في وطننا».