02 يوليو 2025

بطي المهيري: وفيت بوعدي لسمو الشيخ منصور بن زايد وحققت التفوق بنسبة 99.2

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

بدأ حلم التفوّق الدراسي بالنسبة إلى الطالب المتفوّق بطي المهيري، عندما كان طفلاً يافعاً لا يتجاوز العاشرة من عمره، حينما شهد تكريم أخيه الأكبر. في تلك اللحظة، توجه إليه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، بكلمات قليلة، لكنها كانت كفيلة بإشعال شرارة الطموح في قلبه، حيث طلب منه سموه أن يجتهد ويعود يوماً ليُكرَّم هو الآخر مثل أخيه.

مجلة كل الأسرة

ففي رحلة الحياة، غالباً ما نجد من حولنا شموعاً تضيء دروبنا، وتلهمنا تحقيق الأفضل. وبين هذه الشموع، يتألق الأخ الأكبر كقدوة فريدة، قادر على غرس بذور الطموح والتفوق في نفوس إخوته الأصغر. إن رؤية الأخ الأكبر وهو يجتهد، ويحقق الإنجازات، ويتجاوز التحدّيات، يمكن أن تكون الشرارة التي توقد في الأخ الأصغر الرغبة في المحاكاة، بل وحتى تجاوز ما تم تحقيقه، هذه الظاهرة ليست مجرّد نظرية، بل هي حقيقة تتجسد في قصص نجاح ملهمة، ومنها قصة الشاب بطي المهيري، عندما نجح في تحويل هدف بعيد إلى حقيقة ملموسة، وملهمة. 

مجلة كل الأسرة

فقد كشف الطالب بطي المهيري في حديثه لـ«كل الأسرة» أن كلمات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، لم تكن مجرّد نصيحة عابرة، بل كانت الحافز الأكبر الذي وجّه مسار حياته الدراسية، وتجسّد جوهر القيادة الإماراتية التي لا تكتفي بتوفير الفرص، بل تسعى دائماً إلى إلهام أبنائها، وتزويدهم بالدوافع المعنوية التي تدفعهم نحو التميّز والعطاء، مؤمنة بقدراتهم على تحقيق المستحيل، وصنع المستقبل. فقد شعر بطي المهيري بفخر وسعادة غامرة وهو يقف شامخاً بين المكرّمين، متلقياً تهنئة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان،  نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.

كانت تلك اللحظة تتويجاً لسنوات من الجد والاجتهاد، وتحقيقاً لوعد قطعه على نفسه منذ طفولته، حتى نجح بنسبة 99.2% في الثانوية العامة، مسار متقدم، مدارس التكنولوجيا التطبيقة - عجمان،  وأثبت أنه كان على قدر المسؤولية، متمكناً من الوفاء بالوعد الذي قطعه على نفسه، قبل سنوات طويلة. لقد كانت لحظة لا تقدر بثمن، تعكس إيمان القيادة بقدرات الشباب الإماراتي، وتؤكد أن الأحلام الكبيرة تتحقق بالإصرار والعزيمة، وأن التكريم ليس مجرّد جائزة، بل هو تقدير لمسيرة من التفوّق والإلهام.

مجلة كل الأسرة

دراسة الذكاء الاصطناعي

ويضيف بطي في حديثه: «قررت أن أدرس الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات، مع التركيز بشكل خاص على تطبيقاتها في الصناعة العسكرية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. وأعتقد أن هذا المجال هو مستقبل الأمن والدفاع، وامتلاك هذه التكنولوجيا سيمنح بلادنا قوة، وميزة تنافسية كبرى. وأرغب في أن أكون في طليعة من يطوّرون هذه التقنيات لخدمة البلاد».

طموحات مستقبلية

وحول الهدف الأكبر الذي يضعه بطي أمامه اليوم، يؤكد «حلمي  أن أكون وزيراً في حكومة بلادي، وأن أسهم بفاعلية في نهضتها، وتقدمها. أرى أن خدمة الوطن شرف لا يضاهيه شرف، وأتمنى أن أكون جزءاً من فريق يقود الإمارات نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً. قدوتي في الحياة هو الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي نتعلم منه كل يوم معاني الصبر، والإصرار، والمثابرة. علّمنا أن لا شيء مستحيل، وأن الأحلام الكبيرة يمكن أن تتحول إلى واقع إذا آمنا بها، وعملنا لأجلها. إن رؤية الشيخ زايد، وبصيرته الثاقبة لا تزال تُنير لنا الطريق، وتُحفّزنا لنُكمل المسيرة بخُطى واثقة نحو المستقبل».

مجلة كل الأسرة

دور العائلة

ولا ينسى بطي المهيري دور أفراد أسرته في ما حققه اليوم من نجاح «لا يمكنني الحديث عن تفوّقي من دون أن أذكر فضل عائلتي، بخاصة والدي، وأخي الأكبر. كان والدي الداعم الأول لي، يتابع دراستي عن قرب، ويحرص دائماً على أن أذاكر بانتظام، ويوفر لي الجو المناسب للتركيز. كلماته المشجعة كانت تدفعني للمضي قدماً، حتى في الأوقات التي كنت أشعر فيها بالإرهاق، أو التردّد. أما أخي الأكبر، فكان قدوتي، لا يكتفي بالنصح، بل كان يساعدني في المواد الصعبة، ويشجعني على الاستمرار كلما واجهت تحدّياً. وجودهما بجانبي منحني الثقة والإصرار لأكمل ما بدأت، وأسعى دوماً نحو الأفضل».

رسالة للطلاب الذين يطمحون إلى تحقيق التفوق

يقول بطي المهيري «رسالتي لهم هي أن يؤمنوا بقدراتهم، وأن يحدّدوا أهدافهم مبكراً، وأن يعملوا بجد وإصرار لتحقيقها. لا يوجد مستحيل مع الإرادة والعزيمة. والأهم من ذلك، أن يتذكروا دائماً أن تفوقهم هو لخدمة وطنهم ومجتمعهم».

  تأكد أن الأحلام الكبيرة تبدأ بخطوات صغيرة، وإلهام صادق. من لقاء عابر في طفولته، إلى تحقيق التفوق الأكاديمي، وصولاً إلى طموح قيادة مستقبل وطنه في مجالات هي الأكثر حداثة وتطوراً. نتمنى لبطي كل التوفيق في مسيرته القادمة، ونتطلع لرؤية أحلامه تتحقق على أرض الواقع.