تخرّجت سلمى حسن من الجامعة الأمريكية في الشارقة حاصلةً على درجة البكالوريوس في هندسة الحاسوب. وخلال مسيرتها الجامعية، بدأت سلمى الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي وأظهرت تميزاً فيه، حيث اختارت مواد اختيارية في تعلّم الآلة والتعلّم العميق قبل انضمامها إلى جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في عام 2023. وسرعان ما نشأ لديها شغف بتطبيق تعلّم الآلة في مجال الرعاية الصحية، لتطوير حلول ذكاء اصطناعي تعالج احتياجات سريرية حقيقية وتُسهم في تحسين نتائج المرضى من خلال رؤى مدعومة بالبيانات.
حاورت «كل الأسرة» سلمى حسن، المتحدثة باسم دفعة 2025 في برنامج ماجستير العلوم في تعلّم الآلة، تقديراً لتفوقها الأكاديمي:
كيف تصفين رحلتك في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي؟
كانت رحلتي في الجامعة مكثفة ومليئة بالتغيير. تطوّرت على الصعيدين الأكاديمي والتقني، خصوصاً في مجال الذكاء الاصطناعي الطبي. البيئة البحثية دفعتني للتفكير النقدي، والتعاون مع تخصصات مختلفة، وتحمل المسؤولية في مشاريع معقدة، والآن لدي إسهامات بحثية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، لا سيما في الأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر. وتهدف هذه الأبحاث الرائدة في مجال الخرف إلى تحسين دقة التشخيص واكتشاف مؤشرات بيولوجية مبكرة من خلال الاستفادة من العلاقات بين أنواع البيانات المختلفة، مثل صور الدماغ، والبيانات الجينية، والسجلات السريرية – من خلال فهم الروابط بين الخصائص البيولوجية والبنيوية وتفسير آليات تفاعلها.
حدثينا عن الإنجازات البحثية التي نشرت لك في مجال الذكاء الاصطناعي الطبي.
خلال عامين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، نُشر لي بحث علمي في مجلة Nature Scientific Reports، وقبلها بحث في المؤتمر الدولي لمعالجة الصور (IEEE ICIP)، وقدّمت عدة أبحاث لمؤتمر MICCAI المختص في الذكاء الاصطناعي وتصوير البيانات الطبية، والذي يُعد من أبرز المؤتمرات في هذا المجال. أما على المدى البعيد فأعتزم مواصلة مسيرتي البحثية، وقد تم قبولي بالفعل لاستكمال دراسة الدكتوراه في الجامعة نفسها، استكمالاً لرحلتي الأكاديمية المتميزة وسعياً لتعميق إسهاماتي في الذكاء الاصطناعي الطبي.
كيف ساعدتك جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي على الاستعداد للخطوة التالية في مسيرتك المهنية؟
منحتني معرفة تقنية معمقة وطريقة تفكير بحثية تمكّنني من تقديم إسهامات حقيقية في مجال الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية. كما طوّرت لدي القدرة على التعامل مع بيانات معقدة من الواقع العملي، وبناء حلول تركز على الأثر الحقيقي.
ما أكثر ما ستفتقدينه في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي؟
الأشخاص –من أساتذة وزملاء وموظفين– الذين كانوا يهتمّون فعلاً بتطورنا وتميّزنا. وأيضاً البيئة البحثية المركزة الخالية من المشتتات.
هل وجدتِ في عملك البحثي شعوراً بالرضا؟
نعم، خصوصاً لأنه يركّز على تحسين تشخيص أمراض مثل الزهايمر. العمل على قضايا ذات أثر حقيقي يمنحني شعوراً قوياً بالهدف والمعنى.
هل حصلتِ على فرصة مهنية بعد التخرج، سواء في القطاع الصناعي أو الأكاديمي، أم أنكِ تخططين لتأسيس شركة ناشئة؟ إذا كانت الإجابة نعم، فأين؟
نعم، أنا حالياً في مرحلة المقابلات للحصول على وظيفة في القطاع الصناعي، وقد تلقيت عرضاً لمتابعة دراسة الدكتوراه في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
هل يمكنكِ أن تخبرينا عن رسالة تخرجك؟
تركّز رسالتي على استخدام الشبكات العصبية البيانية المتعددة الوسائط لتشخيص مرض الزهايمر وتوقّع تطوره. قمت بدمج بيانات من صور الدماغ، والبيانات الجينية، والسجلات السريرية بهدف نمذجة كيفية تفاعل الخصائص البيولوجية والبنيوية المختلفة. الهدف من البحث هو تحسين دقة التشخيص والتعرّف إلى مؤشرات مبكرة للمرض من خلال فهم العلاقات بين هذه الأنواع من البيانات. كان من المجزي جداً العمل على مشروع قد يسهم في تقديم رعاية أكثر تخصيصاً وفي الوقت المناسب للمرضى.