قلّة هم أولئك الذين استطاعوا أن يتجاوزوا حدود الرياضة ليصبحوا رموزاً عالمية، تلامس قصصهم وجدان الجماهير من مختلف الثقافات والخلفيات.. ليونيل ميسي، النجم الأرجنتيني الهادئ، هو أحد النماذج البارزة التي حفرت اسمها في ذاكرة الملاعب، صورته مرسومة في قلوب الملايين، لا سيما في العالم العربي، حيث يتجاوز الإعجاب به حدود الأداء الكروي، ليصل إلى مكانة إنسانية مميزة تعكس كفاحه وإصراره.
واليوم، تأخذنا «تجربة ميسي: حلم أصبح حقيقة» إلى رحلة فريدة عبر فصول حياة هذا النجم الاستثنائي، وذلك من خلال معرض عالمي يحطّ رحاله في دبي فستيفال سيتي مول، المدينة التي باتت مرادفاً للابتكار والتجارب الثقافية المتعددة الأوجه. انطلقت التجربة التفاعلية ضمن جولة عالمية ناجحة، وصلت مسبقاً إلى بوينس آيرس وميامي ولوس أنجلوس وساو باولو، تعيد تشكيل لحظات ميسي الكبرى وتفتح الباب أمام عشاق كرة القدم من الجمهور العربي ليعيش تفاصيل مسيرته كما لم يفعل من قبل. حيث تستغرق التجربة نحو 75 دقيقة، تتخللها فقرات ترفيهية ومناطق للراحة والمأكولات، إضافة إلى متجر للهدايا التذكارية، ما يجعلها مناسبة للعائلات وجماهير كرة القدم، سواء من تابعوا ميسي منذ بداياته مع برشلونة، أو تعرّفوا إليه حديثاً خلال إنجازه الأكبر في المونديال.
تبدأ تجربة ميسي من الحي البسيط في روزاريو، حيث بدأ حلم الطفل الصغير، الذي عانى نقصاً في هرمون النمو، إلى لحظة رفع كأس العالم في قطر عام 2022، بعد سنوات من التحديات والانكسارات والانتصارات، تنقلنا التجربة عبر تسع مناطق تفاعلية تستعرض حياة ميسي من زوايا غير مألوفة. باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والمؤثرات السمعية والبصرية، يستطيع الزائر أن يحاكي تدريباته، ويعيد اكتشاف أهدافه التاريخية، بل ويعيش مشاعر غرفة الملابس قبل المباريات المصيرية.
وتعليقاً على التجربة، أكد ليونيل ميسي، أن المعرض ليس مجرد استعراض لإنجازات رياضية، بل هو حكاية إنسانية ملهمة، تروى على لسان ميسي نفسه، وبلغة الصور واللحظات التي شكّلت جوهر تجربته، وقال: «لطالما سعيْت إلى إلهام الآخرين والتواصل مع الناس انطلاقاً من شغفي بكرة القدم»، كما أكد ميسي في تصريح خاص بمناسبة افتتاح المعرض في دبي «يسعدني أن أشارك هذه الرحلة مع الجمهور هنا، وآمل أن تكون مصدر إلهام كما كانت حياتي مليئة بالدروس والتجارب».
من جانبه يؤكد ماتياس دومينغيز، المدير العام لشركة «أسترا بارتنرز» المشغّلة للمعرض، أن دبي كانت خياراً طبيعياً لهذه المحطة من الجولة، قائلاً: «الإمارات عموماً، ودبي تحديداً، أصبحت وجهة عالمية للتجارب الثقافية والترفيهية، والبنية التحتية المتطورة فيها تجعلها مثالية لعرض بهذا المستوى. نحن متحمسون لإتاحة هذه الفرصة لجمهور المنطقة للتواصل مع أحد أعظم أساطير الرياضة، المعرض يشكّل أكثر من مجرد ترفيه؛ إنه فرصة للتأمل في مسيرة رجل تحدّى الظروف وصنع من موهبته حلم أمة بأكملها. إنه مزيج من الرياضة والفن والدراما، تلتقي فيه الحقيقة مع الأسطورة، في مكان واحد، ولمدة محدودة فقط».
وحول آراء شباب خاضوا تجربة ميسي، يقول علي سالم (معلم): «لقد كانت تجربة لا تُنسى بكل المقاييس. شعرت وكأنني أعيش مع ميسي لحظة بلحظة، من طفولته في روزاريو إلى رفعه كأس العالم. أكثر ما أثّر فيّ هو القسم المخصص لقصص التحديات التي مرّ بها، لقد أعطتني دفعة معنوية كبيرة في حياتي الشخصية».
من جهته يقول خالد سامي طالب جامعي: «أنا من مشجعي ميسي منذ الطفولة، لكن هذه التجربة عرّفتني إليه كإنسان قبل أن يكون لاعباً. التقنية المستخدمة، والصوت، والصور، والرسائل التي تظهر أثناء الجولة، جعلتني أقدّر مسيرته أكثر بكثير مما كنت أتخيل. أشكر القائمين على المعرض، لقد كانت تجربة تستحق كل لحظة».
أكثر ما لفت نظر سارة جو هو الجانب التفاعلي، خاصة قسم محاكاة تدريبات ميسي، حيث شعرت وكأنها جزء من الفريق، وتبين: «لقد أبدعوا في تصميم هذه التجربة لتكون ممتعة وتعليمية في آنٍ واحد. أنصح كل من يحب كرة القدم، أو حتى قصص الإلهام، بأن يخوضها».
أخيراً، إذا كنت من عشاق ميسي، أو ممن يؤمنون بقوة الإلهام في قصص النجاح، فـ«تجربة ميسي: حلم أصبح حقيقة» هي موعد لا يجب أن يُفَوَّت.. من روزاريو إلى دبي... ها هو الحلم يتحقق أمام أعيننا.