28 مايو 2025

مريم الملا: نادي دبي للصحافة يحتضن المبادرات.. والإعلام شغف يسكنني

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

في فضاءات الإعلام المتجدّد والتحوّلات المتسارعة في قطاع الإعلام، يقف منتدى الإعلام العربي في دورته الـ23 ليكون شاهداً على تلك التطورات، ومواكباً لها، باعتباره «منصة استراتيجية» تشرع الآفاق أمام الحوارات العميقة حول مستقبل القطاع، ودور التقنيات الحديثة، وضرورة تمكين الشباب، وخلق محتوى إعلامي، احترافي وهادف، يناسب تطلعات الجمهور الرقمي.

وخلف هذا الحدث السنوي، يقف نادي دبي للصحافة، ودوره المحوري في استقطاب أبرز خبراء وقيادات العمل الإعلامي، ولذلك كان لا بدّ من محاورة مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة، بالإنابة، التي تؤكد حرص النادي على «أن تكون قمة الإعلام العربي مساحة لتبادل الخبرات، ومناقشة المواضيع المهمة التي تواجه القطاع الإعلامي في عالم دائم التغيّر».

وفي ما يلي معها حوار سريع أطلّ على منتدى الإعلام العربي، والمبادرات النوعية لنادي دبي للصحافة، مع المرور على الذكاء الاصطناعي، و«مركزية دوره» في الإعلام الجديد، ودخوله على خط الإنتاج الإعلامي.

كيف يسهم منتدى الإعلام العربي في رسم خريطة الإعلام في ظل التقنيات الحديثة وسيادتها؟

نحن الآن في قمّة الإعلام العربي بنسختها الثالثة والعشرين، والهدف الأساسي أن تكون هذه القمة منصّة شاملة تجمع مختلف أطياف العمل الإعلامي، من إعلاميين محترفين، وصنّاع محتوى، وبودكاستر، وشخصيات إعلامية بارزة، إلى طلبة الإعلام الذين لهم دور كبير في تبادل الآراء، ومناقشة المواضيع الهامة في قطاع الإعلام. نحرص على أن تكون القمّة مساحة لتبادل الخبرات، ومناقشة المواضيع الهامة التي تواجه القطاع الإعلامي في عالم دائم التغير. فالنسخة الثالثة والعشرون من قمة الإعلام العربي تشكل محطة استراتيجية هامّة ترسم خريطة جديدة للمشهد الإعلامي العربي، بخاصة في ظل التحولات التي يشهدها القطاع بفعل التقدم التكنولوجي، وتنامي دور وسائل التواصل الاجتماعي، والهدف منها أن نكون منصة لجميع البُنى الإعلامية.

خلال فعاليات قمة الإعلام العربي.
خلال فعاليات قمة الإعلام العربي.

مع دخول الذكاء الاصطناعي على الخط، هل تعتقدين أن حجم التحدّيات بات أكبر على الإعلاميين؟

التحديات موجودة في كل قطاع، لكن الإعلام تحديداً يواجه تغيّرات مستمرة. ومن أبرز التحديات دخول الذكاء الاصطناعي في هذا المجال. يجب أن يكون للذكاء الاصطناعي دور إيجابي في صياغة الأخبار، وفي الإخراج والإنتاج، وحتى في إنتاج محتوى هادف على وسائل التواصل. كإعلاميين، لا يمكن أن نعتمد على الذكاء الاصطناعي كلياً، بل يجب أن نتحرّى الدقة بأنفسنا.

 وبلا شك، التطورات التقنية المتسارعة، بخاصة دخول الذكاء الاصطناعي، باتت تتطلب من الإعلاميين مواكبة أدوات العصر من دون التنازل عن جوهر المهنة. فالعناوين اليوم أصبحت أكثر اتساعاً، والمهام صارت متعدّدة. ونحن في نادي دبي للصحافة، حريصون دائماً على مواكبة التغيّرات، ومتابعة كل جديد في القطاع. المطلوب منا أصبح أكبر، والتحدّيات تتضاعف. وهنا، تكمن أهمية أن نواكب التطور بمبادرات تواكب العصر.

في رأيك، هل يهدّد الذكاء الاصطناعي هوية الصحفي؟

أبداً. الصحفي يمتلك هويته الخاصة. الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة فقط، تسرّع الأداء، وتدعم العمل، لكنها لا تحل محل الصحفي، أو تحجب هويته. الصحفي هو من يصنع الفارق، من خلال وعيه بالمعلومة، وقدرته على تحليلها ونقلها بمهنية. أنا كصحفية عندي هويتي، ولا أرى أن الذكاء الاصطناعي يهدّدها. بالعكس، أراه يدعم الصحفي، ويساعده على السرعة وعلى الأداء. لكننا لا نعتمد عليه مئة في المئة. من الضروري علينا، كإعلاميين، أن نتحرّى دقة المعلومات بأنفسنا.

مجلة كل الأسرة

بصفتكِ مديرة نادي دبي للصحافة، بالإنابة، هل تضاعف حجم المسؤولية الملقاة على عاتقك؟

بالتأكيد. كلما تقدمنا في المهام والمناصب، زادت المسؤوليات. نطمح دائماً إلى أن نكون صناع فرق حقيقي في هذا القطاع، من خلال الابتكار والمبادرات التي نطلقها، ونتمنى كنادي دبي للصحافة – وأنا أمثل المكتب – أن نخرج دائماً بمبادرات نوعية تخدم قطاع الإعلام.

ما الذي، ومن يلهمك شخصياً في القطاع الإعلامي؟

أستلهم من التجارب الإعلامية الناجحة. هناك شخصيات إعلامية ملهمة في مناصبها، أتعلم منها، وأراها قدوة. ومن هنا، تأتي أهمية القمة التي نحرص أن تكون منصة مفتوحة لهذا النوع من الحوارات التي تنتج خطوة جديدة نحو الأمام.

هل شعرتِ يوماً بالندم لدخولك المجال الإعلامي؟

أبداً. هذا شغفي، ولو لم أدرس الإعلام كتخصص، لكنت سأواصل السعي إليه. الإعلام ليس مجرّد وظيفة، بل هو رسالة وهوية.

مريم الملا
مريم الملا

كيف تقيّمين حضور المرأة الإماراتية في الإعلام؟ وهل ما زال الرجل يسيطر على هذا المجال؟

المرأة الإماراتية تركت بصمة كبيرة في الإعلام. والحمد لله، قيادتنا الرشيدة وفّرت لها كل الدعم والتمكين. اليوم نشهد وجود إعلاميات إماراتيات متميزات في مناصب قيادية، ومبدعات في كل جوانب العمل الإعلامي.

ما المهارات التي يجب على الشباب تطويرها لدخول قطاع الإعلام في ظل هذا العصر الرقمي؟

أهم شيء أن يفهموا أدوات العصر، ويطوّروا مهاراتهم بشكل مستمر. نحن في نادي دبي للصحافة نعمل دائماً على دعم هذه الفئة. الشباب هم الأساس، ونحرص على إبراز نجوم في قطاع الإعلام يتخصصون في مجالات دقيقة. فالنادي يعمل على تمكين الشباب، والمرأة في القطاع الإعلامي، من خلال مبادرات رائدة نظراً لأهمية تطوير المهارات الإعلامية لمواكبة المتغيرات، وتعزيز التفكير النقدي، وصناعة محتوى مؤثر يخدم المجتمعات العربية.

لا بدّ أن يتحرّى الإعلامي دقة المعلومة.. والذكاء الاصطناعي لا يحجب هوية الصحفي

ما أبرز المبادرات التي أطلقتموها لدعمهم؟

أطلقنا مبادرة «صناع المحتوى – دبي»، واليوم، ضمن فعاليات قمة الإعلام العربي، تمّ تخريج أول دفعة من هذه المبادرة، وهم صناع المحتوى الاقتصادي. المبادرة تمت بالشراكة مع وزارة الاقتصاد، وبمتابعة من وزير الاقتصاد عبدالله بن طوق المري، وضمّت نحو 35 طالباً وطالبة. ونعمل حالياً على إطلاق برامج جديدة في الإعلام الرياضي، والثقافي، والصحي، لتخريج كوادر إعلامية متخصصة تخدم مختلف القطاعات.

كلمة أخيرة توجّهينها لجيل الإعلاميين الصاعدين؟

أن يتحلّوا بالشغف والدقة، وأن يفكروا دائماً بالتأثير الإيجابي لمحتواهم. الإعلام اليوم مسؤولية، ورسالة، وفرصة لتغيير الواقع للأفضل. ونادي دبي للصحافة سيكون دائماً إلى جانبهم في هذه الرحلة.