المغامر والمصور الإماراتي خليفة المزروعي
لطاما كانت المغامرة تجري في عروق خليفة المزروعي، فتسلق المزيد من القمم الجبلية، وغاص في رمال صحراء الإمارات، مثلما يخوص في بحارها، في رحلات استكشافية عبر من خلالها لأعماق نفسه، قبل أن يستكشف العالم من حوله. وفي كل خطوة، يرى وجهًا جديدًا للإمارات، وجهًا يجمع بين عراقة الماضي وطموح المستقبل.
حاورت "كل الأسرة" المغامر الإماراتي خليفة المزروعي، ليكشف لنا التحديات التي خاضها من أجل استكشاف عوالم خفية في العالم الذي يعتبره بيته، الذي لا يتردد في دخول أي مكان غامض به، وصولا لتحقيق حلمه أن يصبح مصورا معتمدا من "ناشيونال جيوغرافيك":
حب الطبيعة قادة لتحقيق حلمه
ما الذي دفعك للاستمرار في عالم المغامرة والاستكشاف؟
المغامرة ليست مجرد تسلق الجبال أو عبور الصحاري، بل هي رؤية تتخطى الحواجز، وتكسر القوالب، وتلهم الآخرين ليحققوا أحلامهم، فقد غرس الله بداخلها حب الطبيعة منذ الصغر، ودولة الإمارات تتمتع بطبيعة خلابة محفزة للاستكشاف، والعمل في هذا المجال يساعد في تعزيز الجانب العلمي فيما يخص الطبيعة، فالاستكشاف ليس مجرد نزهة، بل هو رحلة علمية تعزز معارفنا بالأرض والنباتات، الحيوانات التي تعيش في هذه المناطق البعيدة.
ما التحديات التي واجهتك؟
لم تكن رحلتي سهلة، فقد تطلبت سنوات من التدريب الشاق والتضحية، لكن شغفي بالمغامرة وحبي لوطني كانا الوقود الذي يدفعني إلى الأمام. لقد غصت إلى أعماق البحار، واستكشفت الكهوف المظلمة، وتسلقت أعلى قمم الجبال ، ليس بحثًا عن الشهرة، بل سعيًا إلى إلهام شباب الإمارات والعالم العربي، وإثبات أن الأحلام لا تعرف حدودًا. واليوم بعدما تحديت نفسي لاستكشاف المجهول في الكثير من المغامرات التي خضتها، لا وجود في حياتي لكلمة مستحيل، وهذا الأمر انعكاسًا لقوة الإرادة التي تنبض بها قلوب أبناء الإمارات. لم يكن رفع علم بلادي على ست من أصعب قمم العالم مجرد تحدٍ رياضي، بل كان رسالة للعالم أجمع، رسالة مفادها أن الإمارات لا ترضى إلا بالمركز الأول، وأن شبابها قادرون على تحقيق المستحيل.
تسلق الكثير من القمم الجبلية
كيف تم اعتمادك من "ناشيونال جيوغرافيك"؟
الانضمام إلى "ناشيونال جيوغرافيك" يتطلب العديد من الشروط، أبرزها التميز بشيء جديد، حب وشغف الطبيعة، وأن تكون لك نظرة مميزة في التصوير، وعلم ودراية كبيرة بعالم التصوير. وقد تحقق حلمي بالانضمام إلى فريق "ناشيونال جيوغرافيك" عندما شاركت في توثيق عجائب الطبيعة في الهند، خضت خلالها مغامرات في الحياة البرية، وصورت برنامج "الهند خلف الكواليس" الذي وثّقت من خلاله الحياة البرية والفطرية في الهند، بما في ذلك تصوير النمر الثلجي النادر.
حدثنا عن تجاربك الاستكشافية في دولة الإمارات؟
على مستوى الإمارات، أنا المستكشف الوحيد للكهوف المجهولة والسفن الغارقة، حيث تحكي كل زاوية قصة منسية، ومن أبرز الكنوز التي وصلت لها في الإمارات كانت في أعماق بحر الفجيرة، وكانت غواصة تعود للحرب العالمية الثانية، كما تمكنت من استكشاف كهف الخفافيش أيضا في الإمارات، وأعتبرها من أروع تجارب حياتي، وربما أكون الإماراتي الوحيد الذي غاص في هذه العوالم الخفية.
كيف تعمل لنقل تجارب لمحبي المغامرة من الشباب؟
طموحي يتجاوز الاكتشاف الشخصي. أؤمن بأن شبابنا يمتلكون شغفًا فطريًا بالمغامرة، لذا أستغل منصات التواصل الاجتماعي لأشاركهم تجاربي وألهمهم لاستكشاف جمال الطبيعة. هدفي ليس فقط توثيق رحلاتي، بل بناء جيل من المستكشفين الإماراتيين، جيل يقدر كنوز أرضنا ويسعى لحمايتها، والهدف الآخر هو توعية الناس بشكل عام بأهمية مواردنا الطبيعية، والاستدامة . فعلى سبيل المثال، بدأ الكثير من المتابعين لدي بعدم قتل الثعابين بعد مشاهدتهم لفيديوهات توعوية بخطورة هذا الأمر على الطبيعة، وقدمت لهم النصائح للتعامل مع هذا الكائن الحي.
هل لديك طقوس معينة قبل الخروج للاستكشاف؟
قبل الخروج لأي مغامرة أقرأ كثيرا وأخطط، وأدرس الظواهر الطبيعية والطقس قبل خروجي لاستكشاف أي منطقة غامضة أو مجهولة، وأحرص قدر الإمكان على حماية البيئة والحفاظ على مواردها، وهذا الأمر يترسخ لدى المغامر بالتدريج بسبب معرفته بقيمة الطبيعة وجمالها وأهميتها.