12 ديسمبر 2024

Gladiator 2.. فشل جديد لمخرج تاريخ الحروب ريدلي سكوت

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

مجلة كل الأسرة

أخفق فيلم ريدلي سكوت الجديد Gladiator 2 في تحقيق النجاح الذي طمح إليه. هذا هو ثاني إخفاق لفيلم تاريخي من إخراجه. قبله مباشرة حقق Napoleon الذي هوجم وتم انتقاده بشدّة رغم أنه في المحصلة الأخيرة لم يكن بذلك السوء. السؤال الحالي هو: لماذا فشل «غلادياتور 2» وما هي مشاكله وحسناته؟

مجلة كل الأسرة

للوهلة الأولى خلال مشاهدة «غلادياتور 2»، في عرض خاص آنذاك وقبل خروجه إلى الأسواق، يبدو لنا أن فشل فيلم «نابليون» لن يتكرر هنا. بالتالي، فإن المخرج العريق ريدلي سكوت نجح في سرد حكايات مؤلّفة من سرد سيرة حياة كما فعل في «نابليون».

لكن المفاجأة تنتظرنا مباشرة بعد ربع ساعة إثر انتهاء المعركة الأولى التي يبدأ بها الفيلم أحداثه: ريدلي يبدو كما لو افتقد المعطيات الضرورية لمنح أحداث أفلامه ما هو خاص به فناً واهتماماً.

المخرج ريدلي سكوت مع بطل الفيلم
المخرج ريدلي سكوت مع بطل الفيلم

في الأساس، فإن السبب الوحيد لعودة المخرج ريدلي سكوت إلى صراع العبيد ضد الرومان هو أن «غلادياتور» الأول (سنة 2000) حقق نجاحاً نقدياً وتجارياً وخمس أوسكارات (بينها أفضل فيلم). الرغبة في تكرار النجاح ليس عيباً، الجميع يفعل ذلك، لكن المشكلة هنا هي أن السيناريو على زخم أحداثه لا يحمل التبرير الفعلي لما نراه، وإخراج سكوت، على مكانته التنفيذية، يسرد الأحداث من دون غموض أو مفاجآت.

في الواقع، شهد سكوت إخفاقات تجارية متعددة في السنوات العشر الماضية، في أفلام خيال علمي Alien: Covenant  في 2017 ، ودرامية (All the Money in the World في العام ذاته) وتاريخية (The Last Duel في 2021). آخر تلك الإخفاقات كان «نابليون» (2023) الذي تعثّر على حسناته.

مجلة كل الأسرة

يتقدم الفيلم الجديد لوشيوس (بول مسكال) الذي يقود الدفاع عن القلعة التي تحصّن فيها ضد الجيش الروماني الذي يقوده الجنرال ماركوس (بدرو باسكال). لوشيوس هو الأحق، كحاكم الإمبراطورية الرومانية كونه ابن ماكسيموس (الذي أدّاه راسل كرو في الفيلم السابق) وابن سلالة حكمت سابقاً. يتم أسر لوشيوس ويُساق عبداً لكي يدافع عن حياته في ملاعب القتال الروماني. يفعل ذلك ويفوز بثقة سيّده مكرينوس (دنزل واشنطن) الذي لديه خطط لاستخدام لوشيوس ومهارته القتالية لقلب نظام الحكم الذي يتولاه شقيقان ضعيفان وفاسدان.

هذا كله يرد في الساعة الأولى من أصل ساعتين ونصف تزدحم بالشخصيات والمواقف البطولية والخادعة وخصوصاً بالمعارك الكبيرة التي يستثمر فيها المخرج خبرته على أفضل وجه.

فيلم ريدلي سكوت الجديد لا يصل إلى كل ما حققه «غلادياتور» الأول كدراما. هناك تساؤل يتسلل في مشاهد دون أخرى حول ما إذا كان هناك سبباً وجيهاً لهذا الفيلم. «غلادياتور» السابق كان مفاجئاً، جسّد موضوعاً لافتاً ومثيراً. أفلام سكوت التاريخية الأخرى (مثل «مملكة السماء» و«روبِن هود») حملت ذلك السبب في مضامينها ومفاداتها المتعددة.

مجلة كل الأسرة

لكن قبضة المخرج مشدودة هنا طوال الوقت. مشاهد القتال رائعة والدرامية متمكنة من إداءات ممثليها (كوني نلسن وبدرو باسكال على الأخص). في ذلك، سكوت ما زال الوريث الشرعي لسينما الملاحم التاريخية التي تمزج التاريخ بالخيال وكلاهما بسمات الإنتاجات الكبيرة.