البريطاني ريدلي سكوت، 86 عاماً، هو مخرج ومنتج تتميز أفلامه بغنى تفاصيلها وأسلوبها البصري المميز، نال عدداً كبيرا من الجوائز، وبعد آخر أفلامه «نابليون» منح رتبة «فارس» من قبل الملك تشارلز.
كثيراً ما أسأل نفسي: لماذا ريدلي سكوت لا يحب اللقاءات الصحفية؟
(يضحك) لكني هنا الآن. في الحقيقة هناك جانب صحيح في سؤالك. أقوم بمقابلات من خلال جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية، وسواها من المؤسسات، لكن أحذر من المقابلات المتكاثرة لأني لا أطيق الأسئلة من نوع «لماذا أقدمت على هذا الفيلم؟»، أو «ما الذي تريد قوله في هذا الفيلم». الإجابة متوفرة في الفيلم نفسه، وما على السائل إلا مشاهدة الفيلم، وهو في غنى عن جوابي.
لماذا تعتقد أن فيلم «نابليون» لم يلق النجاح التجاري الذي كنت تهدف إليه؟
أرى أسباباً عدّة، وليس سبباً واحداً. وقع الفيلم في فترة عروض الأفلام التي توجهت للأوسكار. تم عرض فيلمي متأخراً، فلم يلحق الأوسكار، والجمهور كان معنياً بالأفلام المرشحة للجوائز. أيضاً اعترف بأن الفيلم لم يشهد الحملة الترويجية الصحيحة، ولا الحملة الترويجية الكبيرة. ثم هناك النقاد الذين يكتبون من دون دراية كافية، وبعضهم في صحف ومواقع مؤثرة.
لقد شاهدت فيلم «مستر سكوت» وأعجبني إلى حد بعيد. وأعتقد أن النقاد في الولايات المتحدة سعوا لإثبات أن نابليون لم يكن على هذه الشاكلة..
هذا صحيح تماماً. الكثير تساءلوا عما إذا كان نابليون فعل هذا، أو لم يفعل ذاك، أو أنه كان موجوداً هنا، ولم يكن موجداً هناك.. لا يعرفون أن المخرج لابد أن يتصرّف على النحو المناسب درامياً. قليلون الذين يكتبون عن الفيلم وفنه وصناعته. هل تفعل أنت؟
الفن والمعالجة تأتيان أولاً، ثم كل شيء آخر. ماذا عن فيلمك المقبل «غلادياتور 2»؟ هل تستطيع الحديث عنه قليلاً؟
نعم، هو نوع من التكملة لكن مع شخصيات مختلفة، ومع انتماء كامل للفترة الزمنية للفيلم الأول. لا أرغب في إفشاء محتواه، لكني حاولت أن أنقل الحكاية صوب الجيل اللاحق لماكسيموس. كنت أتمنى لو أن هناك مجالاً للحديث عن ماكسيموس لأني أردت إعادة راسل كراو إلى هذا الفيلم، لكن الأمور لم تحدث على هذا الشكل.
ما السبب في حبك للأفلام التاريخية؟
لأن التاريخ يعلّمنا دوماً أشياء كثيرة عن حياتنا في الزمن الحاضر. حقيقة أننا لا نتوقف لدراسته أمر مؤسف. نحتاج إلى النظر إلى التاريخ، ليس كفترة زمنية بعيدة، بل كانعكاس لحاضرنا. نريد أن نعلم من الأساس عوض أن نعتبره فعلاً ماضياً.