نبلاء أوروبا يفقدون بريقهم... ما أخبار الأميرة المجهولة في لوكسمبورج؟

مساكين أمراء أوروبا، وأميراتها. لقد تراجعت شهرتهم، وانحسرت أخبارهم عن صفحات وسائل الإعلام. ويبدو الكون، اليوم، مشغولاً بنجوم السينما والرياضة والغناء، يترصد أخبار تايلور سويفت، وجورج كلوني، ورونالدو، أكثر من كونت باريس، أو كارولين أميرة موناكو.

 مع العلم أن كارولين بالذات، كانت مالئة الدنيا وشاغلة الناس قبل ثلاثة عقود من الزمان. واليوم، نراها جدّة بطيئة الخطوات، يكلل رأسها شعر أبيض، وقد رسم الزمن خطوطه في زوايا عينيها.

مع هذا، ما زال نبلاء أوروبا يشكلون فيما بينهم جمعية تشبه النادي الراقي المغلق. إنهم يتبادلون برقيات التهاني والتعازي، ويحرصون على حضور أعراس هذا الحفيد، أو جنازة ذلك الملك المخلوع. والحقيقة أن النادي الأوروبي ليس مغلقاً بالكامل، بل هو يترك الباب موارباً لمجموعة من الرفاق السابقين، أي نبلاء الدول الأخرى من الذين ما زالوا يتمتعون بالمكانة، أو أولئك الذين فقدوا عروشهم، ولم تعد التيجان الثمينة سوى هياكل براقة على الرؤوس، مثل قبّعات التنكّر. وعادة ما توجه الدعوة إلى هؤلاء لحضور المناسبات العائلية الهامة للعائلات الملكية والنبيلة، مثل فرح ديبا بهلوي، إمبراطورة إيران السابقة، أو ولي عهد يوغسلافيا ألكسندر.

أمير جديد في أوروبا

آخر من تردّد اسمها في الصحافة المهتمة بالسلالات الحاكمة، أو التي ترجلت عن العرش، هي الأميرة ألكسندرا، ابنة دوق اللوكسمبورج. وكانت مناسبة الحديث عنها أنها وضعت طفلاً ذكراً، بعد أسبوعين فقط، من تنازل والدها عن العرش. وحمل المولود اسم هيلي، وهو طفلها الثاني بعد ابنتها فكتوار.

حال الإعلان عن الولادة، نشرت ماريا تيريزا، الدوقة الكبرى السابقة للوكسمبورج، كلمة مختصرة على «إنستغرام» جاء فيها: «يا لها من فرحة غامرة، لي ولزوجي، باستقبال حفيدنا التاسع!»، وبهذه الكلمات البسيطة المفعمة بالفرح، كشفت الجدة السعيدة خبر مجيء الحفيد، على الرغم من أن الولادة تمت منتصف الشهر الماضي. وكما هو متوقع، فقد مرّ الخبر مرور الكرام من دون أن يسعى «الباباراتزي» للحصول على صورة الأمير الجديد.

كان شهر تشرين الثاني  2025 شهراً حافلاً ومؤثراً للعائلة الدوقية الكبرى في لوكسمبورج. ففي الثالث منه، تنازل الدوق الأكبر هنري عن العرش لمصلحة ابنه الأكبر جيوم. وعمر الأب يناهز السبعين عاماً، أمضى خمسة وعشرين منها على رأس البلاط في الدوقية الواقعة في بقعة صغيرة تتوسط فرنسا، وبلجيكا، وألمانيا. وهي إحدى عواصم الاتحاد الأوروبي، وفيها مقر الأمانة العامة للاتحاد.

أميرة غير مشهورة

أمضت الأميرة ألكسندرا معظم فترة حملها الثاني بعيدة عن الأضواء. ومع ذلك، كان حملها واضحاً خلال احتفالات مرور خمسة وعشرين عاماً على تولي والدها العرش، في الصيف الماضي. كما حضرت مراسم تنازل هنري عن العرش برفقة زوجها. وهي أميرة شبه مجهولة، حتى لمواطني أوروبا، تبلغ من العمر 34 عاماً، وتأتي في المرتبة الرابعة من بين أبناء ماريا تيريزا وهنري الخمسة، كما أنها ابنتهما الوحيدة، وسط أربعة أشقاء ذكور.

أعلنت خطبة الأميرة على نيكولاس باجوري في خريف 2022، وتزوجته في ربيع العام التالي. وكالعادة، كان العرس مناسبة لاجتماع بقايا عائلات أوروبا، الملكية والنبيلة، أي من بقي متمسكاً بأبهة لقب لا يستند إلى نفوذ، أو مال كثير. وفي ربيع 2024 احتفل الزوجان في باريس بولادة طفلتهما الأولى، فيكتوار. ثم تم الإعلان عن حملها الثاني قبل خمسة أشهر، وجاء في البيان الصحفي الذي كان دقيقاً أن الولادة متوقعة في الخريف.