11 ديسمبر 2025

الليدي جلينكونور تتخلى عن مجوهراتها وذكرياتها... مقتنيات وصيفة الملكة إليزابيث في المزاد العلني

كاتبة صحافية

الليدي جلينكونور في منزلها
الليدي جلينكونور في منزلها

ليس أصعب من أن يرى المرء ثيابه ومجوهراته، وكل ذكرياته، وهي تتفرّق في المزاد العلني. تبقى الخزائن وعلب التاج والقلائد فارغة من محتوياتها، بعد أن كانت زينة صاحبتها، ومصدر افتخارها. لكن هذه حال الدنيا. وهي المشاعر التي تكتنف النبيلة البريطانية الليدي آن جلينكونور التي قررت بيع مقتنياتها الثمينة في المزاد العلني. وتشرف على المزاد شركة «بونهامس» التي أقامت معرضاً للمواد التي سيجري بيعها خلال الشهر الجاري، وحتى 11 منه.

فستان من الحرير الأزرق
فستان من الحرير الأزرق

لا يقتصر المزاد على المجوهرات والثياب، بل يشمل قطع الأثاث، واللوحات، والمفارش، والفضيّات، وكل ما قرّرت الليدي التخلي عنه لكي تعيش متخفّفة من كل ما يثقل خزائنها، ولكي تعيش مرتاحة في سنواتها الأخيرة، لاسيما وأنها قد بلغت من العمر 93 عاماً. ويبقى أصعب ما تخلت عنه هو فستان عرسها الذي تقول إنه يشبه ذاك الذي ارتدته أميرة القلوب الليدي ديانا في عرسها الأسطوري. فمن هي الليدي العجوز آن؟

مجلة كل الأسرة

جارة الأميرتين إليزابيث ومرجريت 

ولدت في نورفولك، بالقرب من منطقة ساندريجهام للقصور الملكية. وبهذا، فإنها نشأت في ظل التاج البريطاني، والأسرة المالكة. وكان والدها الكونت الخامس لمقاطعة ليستر، من العاملين مع الملك جورج السادس. وعليه، فإنها تحتفظ بذكريات نزهات على الشاطئ برفقة جارتيها الأميرتين الصغيرتين، إليزابيث ومرجريت. وفي عام 1953، بعد أن أصبحت إليزابيث ملكة على البلاد، استدعتها لكي تكون واحدة من آنسات الشرف في يوم تتويجها.

ذلك اليوم التاريخي الواقع في الثاني من يونيو، هو الذكرى الأهم والأعز على قلب الليدي آن، وهي تقول اليوم: «لم يكن هناك يوم شبيه به... كان ذلك زمناً آخر». تتلفظ هامسة بهذه العبارة وهي تستقبل محرّرة متخصصة في السلالات النبيلة، وكأنها تخاطب نفسها، وماضيها الذي فات، ثم تشير بيدها إلى الصورة الرسمية الملتقطة في تلك المناسبة والمعروضة في المزاد بسعر يقدر بين 800 و1100 جنيه. وما يعطي الصورة قيمة إضافية أنها بعدسة سيسيل بيتون، وموقعة بإمضاء الملكة إليزابيث، وقد أهدت نسخة منها لكل واحدة من آنسات الشرف.

فستان عرسها
فستان عرسها

بعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ، تزوجت آن، وصارت تحمل لقب بارونة جلينكونور. أما ثوب عرسها فقد أبدعه الخياط البريطاني، نورمان هارتنيل، وهو نفسه الذي عمل فستان تتويج الملكة، وهي تصفه بأنه «كان مدهشاً، ومفصلاً على جسدها تماماً، مع كشاكش من الدانتيلا، وذيل طويل جداً، ويشبه ،إلى حد ما، فستان عرس الأميرة الراحلة ديانا». ما هو شعور سيدة تبيع فستان فرحها بعد نحو من 70 عاماً؟ لابد أن القراء يسألون عن السعر المحدد في المزاد، وهو 1700 جنيه استرليني. مبلغ يدعو للأسف.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

هناك في المزاد مجموعة من صور «البورتريه» التي التقطها مصور القصر الملكي لليدي آن، وهي تباع بأسعار لا توازي ثمن الورق الذي طبعت عليه، كما تعرض علبة من الذهب للبودرة كانت هدية عرسها من الملكة إليزابيث، وتم تقدير سعرها بمبلغ لا يزيد على ألف دولار، إلا إذا كان هناك من يمتلك شغف الاحتفاظ بالقطع ذات التاريخ، فيزايد على السعر المقرر.

بفستان أزرق وهي ترافق الأميرة مرجريت في رحلة إلى جزر الموستيك
بفستان أزرق وهي ترافق الأميرة مرجريت في رحلة إلى جزر الموستيك

مزاد الذكريات والماضي

في سنوات السبعين من القرن الماضي، اختارت الأميرة مرجريت، شقيقة الملكة، الليدي آن لتكون مرافقة لها. وقد استمرت في موقعها لمدة ثلاثين سنة، ولغاية وفاة مرجريت. ومن القطع التي شملها المزاد الثوب الأزرق الذي ارتدته في الحفل الجميل الذي دعت إليه الأميرة، عام 1986، في جزر الموستيك، بمناسبة عيد الميلاد الستين للنبيل كولن تينانت، زوج الليدي، وحامل لقب بارون جلينكونور. وكان البارون صاحب فكرة إهداء الأميرة طرفاً من تلك الجزر الواقعة في البحر الكاريبي. وفي تلك الجزر الساحرة البعيدة عاشت مرجريت حياتها كما يحلو لها، متحررة من قيود التاج، وأقامت حفلاتها، واستقبلت أصدقاءها من مشاهير الموسيقيين في ذلك الوقت. ورغم جمال الفستان الحريري الأزرق فإن الليدي تبدو مرتاحة للتخلص منه، لأنها في اليوم الذي ارتدته فيه وصلها خبر إصابة ابنها الثاني هنري بمرض الإيدز، الذي أودى به. وعلى الرغم من روعة الفستان، فإن السعر لا يزيد على ألف دولار.

تاج الليدي
تاج الليدي

بدأت أيام المزاد ببيع الثياب والمجوهرات التي تمثلت في 20 قطعة من المجموعة الخاصة لليدي آن. وأبرزها تاج مزيّن بمجموعة من النجوم المرصّعة بالألماس، وهو حلية تعود إلى القرن التاسع عشر يمكن ارتداؤها كتاج، أو الاستفادة من نجومها الثمانية كدبابيس للصدر. وقد جرى تقدير ثمن التاج بمبلغ يزيد على 100 ألف جنيه. وكانت الليدي قد ارتدت تاجها في الحفلات والمناسبات الرسمية، التي رافقت فيها الأميرة مرجريت خلال سفراتها حول العالم.

ساعة كارتييه قديمة
ساعة كارتييه قديمة

تباع أيضاً ساعة يد نسائية تحمل توقيع «كارتييه» تلقتها هدية من حماتها ليدي تينانت. وهناك أيضاً سوار مطلي بالمينا الزرقاء، ومزين باللؤلؤ كان من هدايا الملكة أديلاييد إلى واحدة من صديقاتها في عام 1840، كما تشير العبارة المحفورة في داخل السوار. وجرى تقدير السعر بنحو 10 آلاف جنيه.