والدته مخرجة سينمائية وزوجته رسامة... «زهران ممداني» عمدة نيويورك وحب عبر الشاشة
كاتبة صحافية
زهران ممداني، اسم شغل العالم كله حين فاز بمنصب عمدة نيويورك، قبل أيام. لكن الأخبار لم تتوقف عند شخصيته الكاريزمية فحسب، بل عند والدته المخرجة السينمائية الهندية، ميرا ناير، ووالده محمود ممداني، الاستاذ الجامعي إفريقي الأصل.
لكن الحكاية التي خطفت القلوب كانت علاقته الجميلة بزوجته الرسامة السورية الأصل، راما صواف دوجي.
بدأت قصة حبهما بلقاء بسيط عبر تطبيق مواعدة. كان ذلك تعارفاً يحفظانه عن ظهري قلبيهما. وفي الرابع من الشهر الجاري، تم إعلان فوز المهاجر المسلم بمنصب عمدة نيويورك، المدينة المسمّاة تفاحة العالم.
يبلغ زهران من العمر 34 عاماً، وجاء في سيرته أنه ينتمي إلى الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكيين. وصفته العديد من وسائل الإعلام بأنه «معادٍ لترامب»، لكن المدهش أنه يُعدّ أول مسلم يشغل هذا المنصب. وفي عام واحد فقط، ارتقى بسرعة إلى أعلى المراتب، وكان طوال مسيرته السياسية يعتمد على دعم زوجته الخفي.
تزوج السياسي النابغة من راما دوجي، البالغة من العمر 28 عاماً، في فبراير الماضي. التقيا عام 2021 واحتفلا بخطوبتهما. وبعد عامين، صرّح في بودكاست: «التقيت بزوجتي عبر تطبيق Hinge للتعارف. لذا، لا يزال هناك أمل في تطبيقات المواعدة هذه». لكن، على عكس العديد من زوجات السياسيين، فضّلت راما دوجي البقاء بعيدة عن طموحات زوجها السياسية، ولا تُعلّق عليها. ولم تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي سوى صورها الشخصية، إضافة إلى منشورات تتعلق بعملها كرسامة. لم تظهر إلى جانبه في تجمعاته الانتخابية، أو فعاليات حملته الانتخابية الأخرى. مع ذلك، صعدت إلى المنصة مساء فوزه للاحتفال، معه ومع أنصاره.
هجوم على زوجته
لم يتردد عمدة المدينة الجديد في شكرها على دعمها المتواصل، وقال: «إن زوجتي الرائعة، راما، هي حياتي»، وأضاف: «لا أحد يُفضّل وجوده بجانبي الآن، وفي أي لحظة».
ينبع دعم راما دوجي الخفيّ لزوجها من تفضيلها التركيز على عملها كرسامة. ويمتدح زهران ممداني هذا الاختيار. وهو قد تحدّث علناً عن هذا الموضوع بعد أن تعرّض لانتقادات من المحافظين، في محاولة لزعزعة استقرار خصمهم، حيث اتهموا المرشح الديمقراطي بـ«إخفاء زوجته» بإبعادها عمداً عن دائرة الضوء في حملته الانتخابية. لكنه في الربيع الماضي، ردّ على هذه الهجمات بنشر سلسلة من صور زفافه على حسابه على إنستغرام. وكتب العمدة المنتخب حديثاً في تعليقه على منشوره: «إذا ألقيتَ نظرة على تويتر اليوم، أو في أي يوم آخر، ستعرف مدى وحشية الوسط السياسي. لا أُعره عادة اهتماماً، سواء كان تهديدات بالقتل، أو دعوات لطردي. لكن الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بمن تُحب».
وأضاف: «قبل ثلاثة أشهر، تزوجتُ حب حياتي، راما، في مكتب كاتب العدل في المدينة. والآن، يحاول المتصيّدون اليمينيون اختطاف هذه الحملة الانتخابية، التي كان من المفترض أن تُركز عليّ، وتحويلها إلى حملة تُركز عليها. راما ليست زوجتي فحسب، إنها فنانة رائعة تستحق أن تُعرف على طبيعتها. يُمكنك انتقاد آرائي، ولكن ليس عائلتي».
فنانة عربية ملتزمة
ولدت راما دوجي، ذات الأصول السورية، في هيوستن، تكساس، في 30 يونيو1997. غادر والداها دمشق إلى الولايات المتحدة قبل ولادتها. في سن التاسعة، انتقلت مع عائلتها إلى دبي، ونشأت في دول الخليج العربي. عادت لاحقاً إلى الولايات المتحدة للدراسة والتحقت بجامعة «فرجينيا كومنولث»، وتخرجت عام 2019، ثم انتقلت إلى مدينة نيويورك، حيث التقت بزوجها المستقبلي. تخصصت بعد ذلك في فنون الاتصال، وحصلت على درجة الماجستير في الرسم التوضيحي من كلية الفنون البصرية في نيويورك، عام 2024.
نشرت الفنانة العديد من أعمالها في صحف ومجلات كبرى مثل «فوغ»، و«نيويوركر»، و«واشنطن بوست»، إضافة إلى بثها على موقع «بي بي سي»، وعرضها في متحف «تيت مودرن». ويمكننا أن نقرأ في موقعها الإلكتروني: «من خلال لوحات بورتريه مرسومة تستكشف راما الفروق الدقيقة بين الأخوة، والتعايش، والتجارب المجتمعية».
هي فنانة ملتزمة التزاماً عميقاً بالقضايا الاجتماعية، تتناول في المقام الأول الثقافة العربية، والعدالة الاجتماعية، وحقوق المرأة، من خلال رسوماتها التوضيحية. وقد أنجزت في الفترة الأخيرة العديد من الأعمال التي تندد بـ«الإبادة الجماعية في غزة»، وتدعم ضحايا الحرب الأهلية السودانية، وهي تعترف قائلة: «لن أكذب، الوضع مظلم الآن في نيويورك». وفي مقابلة لها مع موقع YUNG في الربيع الماضي، قالت: «أشعر بالقلق على أصدقائي وعائلتي، ويبدو أن الأمور خارجة عن سيطرتي تماماً». وتضيف في منشور آخر: «لا يزال فني انعكاساً لما يحدث من حولي، ولكن في الوقت الحالي، ما يبدو أهم من دوري كفنانة، هو دوري كمواطنة أمريكية، حيث يجري تهميش الكثير من الناس».